أينما وجدت المشكلة، كانت المرأة هى المتهم الأول وربما الوحيد، إذا تأخرت فى الزواج أو وقع الطلاق، إذا خانها الزوج أو تزوج عليها، إذا تأخر الأبناء دراسيا أو مرضوا..هى دائما السبب والتقصير دائما منها. من ضمن التهم الملصقة دائما بالمرأة أنها خرابة بيوت أو صائدة رجال،
فهى المسئولة وحدها عن كون الرجل ترك بيته وزوجته وأبناءه من أجلها وكأن المفترض بها أن تحرص هى على البيت واستقراره بل وأبناءه أيضا أكثر منه هو شخصيا، فالرجل دائما برىء والمرأة هى ذات الكيد التى تخطط وتدمر ......................................................اشك أننا أحيانا نصادف هذا النوع من النساء، ما أن تضع عينها على رجل بعنيه حتى تحصل عليه وتصل به إلى المأذون، وأخريات يسعين سنوات نحو الزواج بإستماته ولا فائدة، لكن إذا كان صيد الرجال غية فهل الرجل مسكين لا حول له ولا قوة وبدون إرادة مسحوب وراء السنارة التى ألقتها الصيادة الشاطرة؟ وإذا كان الرجال «بيتخطفوا» فهل يكونون مغمضى الأعين مكممين الأفواه أثناء عملية الخطف المدبرة فى عناية أم أنهم مستعدون ومؤهلون وجاهزون للخطف سواء لمشاكل مع الزوجة أو لطبع دفين فيه؟
أم إنها تهمة نسائية ألقتها زوجة عجزت عن الإحتفاظ بزوجها ورفضت أن تعترف بإمكانيات الأخرى ونواقصها هى الشخصية ورفضت حتى إلقاء اللوم على الرجل بل حملته لإمرأة أخرى حتى لا تعترف بخيبتها.
بعضهن رغم مشاعر الإنكسار يشعرن رغم نجاح أخرى فى اختطاف أزواجهن أنهن فى موقف قوة بإعتبار الواحدة منهن معتدى عليها سرعان ما سوف يأتيها حقها برجوع الزوج لصوابه وإفاقته من غفوته وإقلاعه عن نزواته، وهو ما قد لا يحدث أبدا. الشائع اجتماعيا تصوير الزوج المخطوف وزوجته كضحيتان لامرأة لعوب تأخذ الرجل من عياله فتستغله وتستعمله فى حياة رغدة وعيشه وثيرة ثم ما تلبث أن تمل فترميه عضم لتبدأ البحث عن آخر.
قليلون تسائلوا هل مصطلح خطافة الرجالة صحيح وأن هناك نساء يدمن اختطاف الرجال المتزوجين للعب بهم وبزوجاتهن شفاء للغليل وممارسة لحقد دفين على النساء. غيرة المرأة من بنات جنسها ظاهرة محيرة، لكن الدراسات تصفها بالطبيعة الغالبة على جنس الحريم.. ورغم ما يبدو من تكتل نسائى دائم ضد الرجال، إلا أن الدراسات تقول أنه مع بوادر أول خلاف على رجل فإن النساء يبدأن فى كيل الاتهامات لبعضهن.
خبراء علم النفس ومنهم د.محمد المهدى أستاذ الطب النفسى لا يعترفون بمصطلح خطافة الرجالة على عمومه أو بقصر فكرة خراب البيوت على المرأة الأخرى دائما فليست هناك صفات مطلقة لهذا النوع من النساء لكن هناك الذكيات غير السويات اللاتى يجدن قراءة الشخص ويضغطن على نقاط ضعفه مع تحديد جيد للهدف ويقدمن كل ما يحتاجه الأمر للوصول له.
وإذا كان النفسيون يرفضون فكرة خطافة الرجالة ففى تصنيفات الشخصيات الإنسانية يتحدثون عن المرأة المنقبة عن الذهب أو كما يسمونها فى الإنجليزية gold digger
يقال أنها النوع الأخطر بين النساء، فهى لا تطارد الرجل بل تفتش عن المال ويتنتهى الرجل بعد انتهاء رصيده فى البنك، وهى عادة على قدر عال جدا من الذكاء وذات تعليم جيد جدا ورفيع المستوى ومثقفة ومتحدثة لبقة، غالبا تعمل فى وظيفة جيدة، قد يكون جمالها عادى لكنها تمتلك من الحيل والأساليب الأنثوية ما يفوق الجمال الشكلى والأغرب أنها عادة ما تكون (مستريحة ماديا) ولا ترغب إلا فى الحفاظ على مستواها الاجتماعى وزيادة مكتسباتها الإقتصادية. بالطبع ليست كل المتهمات بخطف الأزواج من هذا النوع فلسن جميعا بهذه الخطورة أو الثقافة وأحيانا لا يحتاج الأمر لكل هذا المجهود وقد لا يكون الهدف هو المال فقط. دراسة أمريكية سألت عن أسباب انجذاب بعض النساء للرجال المتزوجين أو انجذاب فتاة لزوج صديقتها وأعزت الأمر إلى وجود ما أسمونه تقليد تفضيلات الآخرين بمعنى أن الصديقة قد ترى سعادة صديقتها وما تنعم به من مزايا فتفضل أن تحصل على ما لديها باعتباره زوج مختبر ولم تظهر منه أى نذالة أو سوء طبع بل هو زوج مثالى. ومقابل الهجوم الضارى على خطافة الرجالة يرى البعض أن وقوع الزوج فى براثن أخرى يعود لفشل الأولى لا لقدرات الثانية، أو لأنه هو نفسه باحث عن امرأة أخرى وإن لم يفكر فى ذلك فعليا لكن عندما تظهر تشغل تفكيره وتستحوذ على حواسه . قد تكون فكرة خطف الرجالة تراثية لا هى واقعية ولا موضوعية تكشف عن تناقض رهيب فهو كالعادة لا يلقى اللوم إلا على المرأتين السارقة والمسروقة لكنه لا يمس الرجل فهو ضحية مختطفة ولا ذنب له.
صحيح هنالك قلة ممن يجيدن الصيد فى المياه العكرة وهناك من تتقن استغلال حاجة الرجل لحنان وحب فتنصب شباكها لتحقيق أهداف غير نبيلة من وراء زواج اشبه بصفقة إلا أن هذا لا يعنى أن الرجل وهو الذى يتحيز المجتمع لرجاحة عقله دائما وقوته الذهنية والبدنية لا يستطيع أن يفكر ويقيم ما تفعله به المرأة القرصانة وينتبه لخطتها الجهنمية.
الخلاصة.. مفيش راجل بيتخطف، ولا توجد خرابة البيوت كمتهم وحيد فى الجريمة ولكن الرجل شريك فيها ومخطوف بمزاجه.
رابط دائم: