رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

وماذا بعد..؟
كنائس مصر لن تصمت أجراسها

لم يكن لمصر أن تتجرع كل تلك المرارات من الإرهاب الأسود لو لم تكن تظهر صلابتها وقوتها فى مواجهة أعداء الحياة والإنسانية.. تمضى مصر فى طريق لا تحيد عنه فى مواجهة جماعات التطرف والإرهاب وتدفع أثمانا باهظة من جراء ثبات شعبها على رباط الوحدة والوسطية الدينية والاعتدال الفكرى والتى مازالت تمثل القيم العليا التى تربط غالبية ساحقة من المصريين على اختلاف عقائدهم وأفكارهم..

نعلم أن الأجواء التى تخلفها حوادث الإرهاب الغاشم ضد كنائس مصر لا توفر مناخا مناسبا لتبادل التهانى وتجديد أواصر المحبة والتقارب بين أبناء الشعب إلا أن حادثتى الكنيسة المرقسية بالإسكندرية ومارجرجس بطنطا لابد أن تدفعا المجتمع المصرى إلى تدبر حاله فيما يخص الجدية فى محاربة الإرهاب وسد الثغرات القاتلة التى رغم التسليم بصعوبة منع كل عمليات الإرهاب إلا أن هناك إجراءات واجبة للحيلولة دون اقتراب أيادى الإرهابيين من الكنائس مرة أخري.

فكنائس مصر لن تطفأ أنوارها ولن تصمت أجراسها مهما حدث من قلة آثمة لا تمثل صحيح الإسلام.

ونقول لمن يبشرون بذلك فى الإعلام الخارجى .. لن يحدث ما تروجون له!

وفى الإسراع بعقد مجلس الدفاع الوطنى جلسة طارئة عقب العمليتين الإجراميتين يوم الأحد الدامى والخروج بقرارات أهمها إنشاء المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف، وإعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر إشارة طيبة إلى استشعار القيادة السياسية بالمنحى الخطير لما تقوم به التنظيمات المتطرفة ومن يقف وراءها، والتى وجدت فى المسيحيين هدفاً أكثر سهولة فى دور العبادة بعد أن منيت الجماعات التكفيرية بهزائم متتالية فى شمال سيناء وأصبح الوادى والدلتا هدفاً لها.

يريد الإرهابيون أن يصلوا بالمجتمع المصرى إلى التفكك، وبالمجتمع الدولى إلى أن يفقد ثقته المتزايدة فى القيادة السياسية بعد جولات خارجية ناجحة، وإثبات صواب رؤيتها بشأن تمدد جماعات الشر فى كل أنحاء العالم نتيجة التقاعس فى المواجهة وعدم الاتفاق على تعريف واضح للإرهاب، ثم جاءت قناعة الإدارة الأمريكية الجديدة برؤيتها حول كيفية التصدى للتنظيمات المتطرفة لتتوج مساعى مصر التى طالما قاومتها بعض الدول فى الشرق الأوسط- بل وقامت تلك الدول بتمويل جماعات مسلحة لإثبات خطأ الرؤية المصرية- لتصبح مصر شريكا يحمل مصداقية خاصة فى الحرب الدائرة.

كل ما سبق لا ينفى ضرورة أن نتحلى جميعا باليقظة والحيطة فى الأيام المقبلة، وأن نفتح عيوننا جيدا على مكامن الخطر التى لن يوقفها سوى درجة أكبر من الوعى العام، ومواجهة الفكر المتشدد بلا هوادة، ومشاركة كل المؤسسات فى الحرب وليس فى إثارة توترات - لتكون عونا للجيش والشرطة والقيادة السياسية دون تخاذل أو تهاون.

..............

سلام على أرواح شهداء مصر من المواطنين الأبرياء

سلام على أرواح شهداء الجيش والشرطة الأبرار

سلام على وطن عروته لا تنفصم ولا يلين أمام المحن

...............

كل عام ومصر بخير بمناسبة عيد القيامة


لمزيد من مقالات محمد عبدالهادى علام

رابط دائم: