أوقعها حظها العاثر في براثن مجموعة من الذئاب البشرية حاولوا نهش لحمها أثناء سيرها في الشارع عائدة من حفل عرس صديقتها ولم يشفع لها أصوات صراخها وبكائها وتوسلاتها لهم بأن يتركوها ولا ينالون من آدميتها إلا أنهم صمّوا آذانهم وسحابة سوداء غشت أعينهم عن دموعها، وعملوا حفلة عليها وراح كل واحد منهم يمسك بجزء من جسدها، والشابة الصغيرة تصرخ وتستغيث بالمارة وكأن المروءة والشهامة راحت بلا رجعة.
وكلما شاهد شاب وجهها البريء اشترك مع الباقين في التحرش بها حتي تحولت الفتاة إلي مأدبة طعام ومن حولها عدد من المسعورين، حتي استيقظ فجأة ضمير أحد المارة وراح يصرخ بأعلي صوته مستغيثا بأصحاب الشقق السكنية أن يقفوا بجواره لتخليص الفتاة من بين أنياب الذئاب، إلا أنهم هم الآخرون شاركوا في المشهد المأساوي بامتناعهم عن إنقاذ الفتاة بزعم الخوف من بطش الشباب الملتفين حولها بهم، واكتفوا بأضعف الإيمان وهو الدعاء لها.
ولم يكن أمام الرجل الشهم سبيلا سوي التوجه إلي قسم الشرطة للاستغاثة بالقوات الذين توجهوا إلي منطقة القومية بالزقازيق وفوجئوا بحشد من الشباب يلتف حول الفتاة وهي فاقدة للوعي وملقاة علي الأرض، والأيادي الرثة تعبث بجسدها، وقامت القوات بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء لفض ذلك التجمهر وإنقاذ الفتاة، وتم القبض علي 6 أشخاص، وتبين أن المجني عليها طالبة جامعية، وتم نقلها إلي المستشفي في حالة إعياء شديدة وباشرت النيابة التحقيقات باشراف المستشار الدكتور ياسر هندي المحامي العام لنيابات جنوب الشرقية.
رابط دائم: