تواصلت الحرب الكلامية بين برلين وأنقرة أمس ردا علي استفزازات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث اتهم ألمانيا بارتكاب «ممارسات نازية»، وردت المستشارية الألمانية بأنه «لا يمكن المزايدة علينا في سيادة القانون والتسامح وحرية الفكر».
جاءت تصريحات أردوغان ردا علي حظر بلديات ألمانية الأسبوع الماضي تجمعات دعائية لوزراء أتراك في إطار حملة التأييد للاستفتاء حول توسيع سلطات الرئيس التركي.
واعتبر رئيس مكتب المستشارية في برلين بيتر ألتماير اتهام أردوغان لألمانيا أمرا «غير مقبول مطلقا».
وقال ألتماير في تصريحات لشبكة «إيه آر دي» الألمانية إن الحكومة الألمانية علي اتصال مستمر مع المسئولين في تركيا، وأضاف : «سنعمل من أجل الإيضاح والتعريف بالدلالة والإشكالية الكاملة للتصرفات الأخيرة في أنقرة».
وأكد أن اللقاءات التي يخطط وزراء أتراك للمشاركة فيها في ألمانيا من أجل كسب تأييد الجالية التركية للتعديلات الدستورية المرتقبة ليست محظورة بصورة مبدئية، وقال : «لكنها ينبغي أن تتم وفقا للقانون .. يتعين الإبلاغ بها ومراجعتها».
ومن جانبه، وصف وزير العدل الألماني هيكو ماس اتهامات الرئيس التركي بالـ«سخيفة والخبيثة والشاذة».
وأضاف «أنه يريد أن يستفزنا، يجب أن نأخذ حذرنا ولا نترك أنفسنا للاستفزاز».
وفي غضون ذلك، طالب رئيس حزب اليسار في البرلمان الألماني «البوندستاج» ديتمار بارتش المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل باتخاذ إجراءات قاسية ضد أنقرة وبإنهاء اتفاق اللاجئين مع تركيا، معللا بذلك بقوله» إن أردوغان دهس بقدميه حرية الصحافة واحترام الديمقراطية وحقوق الإنسان»، مستشهدا بالقبض علي المراسل الألماني من أصل تركي في أنقرة الذي يعمل لمصلحة صحيفة «دي فيلت» الألمانية دينيز يوجيل.
وفي السياق ذاته، أرسل يوجيل من سجنه في تركيا خطاب قصيرا إلي الصحيفة، واصفا حبسه الانفرادي بأنه «أقرب ما يكون لنوع من التعذيب».
وفي المقابل، ذكرت صحيفة «زمان» التركية إن رئيس مجموعة نواب الحزب المسيحي الديمقراطي فولكر كاودر قد أعلن أن صدور تعليق كهذا من رئيس دولة عضو في حلف شمال الأطلنطي «الناتو» وتعاني مشاكل خطيرة فيما يخص سيادة القانون بحق دولة أخري في الحلف هو أمر لا يصدق ومرفوض. ومن جانبه، تحدي الرئيس التركي برلين، معلنا أنه قد يسافر إلي ألمانيا بنفسه لحشد التأييد للإصلاحات الدستورية، قائلا «إذا رغبت في الذهاب إلي ألمانيا فسأفعل، وإن لم تفتحوا لي الأبواب، وإن لم تسمحوا لي بالحديث، فسأجعل العالم يقف علي أقدامه». كما اتهم مدنا أوروبية بـ«إيواء الإرهابيين» الفارين من بلاده، وذلك في إشارة إلي عناصر منظمة حزب العمال الكردستاني المصنفة إرهابية في تركيا. وأضاف مخاطبًا الدول الأوروبية: «نتابع كيف استقبلتم واحتضنتم الخونة من منتسبي منظمة فتح الله جولن الإرهابية».
رابط دائم: