رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

الخال الضال

أنا رجل فى سن الخامسة والسبعين، وأتابع بريدك بانتظام، وقد شدنى تعليقكم على رسالة «الفزع الأكبر» للرجل الذى لم يعط أخواته ميراثهن، ورجائه لكم بتوجيه كلمة لهن لكى يعيد إليهن حقوقهن، وأن يرضين عنه قبل أن يلقى الله، وتوقفت عند تعليقك الذى قلت فيه: «وليت كل مغتصب حق ينتهج هذا النهج، ويعلم أن ما يأكله بالباطل،

إنما يأكل نارا، وسيصلى سعيرا، أيها المغتصبون حقوق إخوانكم عودوا إلى رشدكم، واعلموا أن الدنيا إلى زوال، وحاسبوا أنفسكم قبل أن يحاسبكم من لا يغفل ولا ينام، وإلى الله تصير الأمور»، ولذلك أبعث إليك برسالتى لأحذر كل إنسان مسالم من الغدر، ونقض العهد، وخيانة الأمانة، والطعن فى الظهر من أقرب الناس له، فلقد نشأت فى أسرة متوسطة، وتخرجت فى كلية عملية، ثم سافرت فى بعثة علمية إلى دولة أوروبية حصلت فيها على الدكتوراه فى تخصصى، ثم تزوجت قريبة لى، وهى أكبر أخوتها، وعاش معنا شقيقها الأصغر، وكان عمره وقتها خمسة عشر عاما، وسافرنا إلى دولة عربية، وحصل منها على مؤهل عال، وبعد عودتنا إلى القاهرة عمل فى وظيفة حكومية، وتقدم بتشجيع من أخته بطلب للحصول على شقة من إسكان الشباب، ودفعت هى مقدم الحجز، وقبل أن يتسلمها، أبدى عدم رغبته فيها، وقال إنه يفضل الإقامة فى الشقة التى كانوا يسكنون بها، وهى بنظام الإيجار القديم لأنها قريبة من عمله، وتنازل عن الشقة المحجوزة بإسمه لأخته، وعلم الجميع بذلك، وتقديرا لموقفه حصل منا على مساعدات مادية ومعنوية كثيرة حتى يتمكن من تأثيث شقة الزوجية، ويدبر أموره المعيشية، وفى الوقت نفسه أسسنا شركة خدمية تولى إدارتها مقابل راتب شهرى، وأصدرت أخته له توكيلا عاما للتصرف فى كل شئونها، وبعد أن تسلم الشقة سددت كل المبالغ المالية المطلوبة منه، ولم تأخذ منه مستندا واحدا بها، وبعد أن تسلمناها منذ ما يقرب من أربعة عشر عاما، ونحن نتصرف فيها تصرف الملاك، حيث تزوجت ابنتانا بها، وبعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، أجرناها لضمان عدم احتلالها من البلطجية، واستمرت علاقتنا على ما يرام، وتزوج وصارت له حياته المستقلة، وعندما علمت زوجته بأمر الشقة، حرضته على أخذها، فافتعل مشكلات كثيرة مع أخته، فألغت التوكيل الذى حررته له، ثم مرضت ورحلت عن الحياة، واقترح أحد الوسطاء أن تجمعنا جلسة لإنهاء موضوع الشقة، وفوجئنا به يحضر ومعه زوجته وأشقاؤها الثلاثة، ويحتلون الشقة، فالعقد معه، وليس معنا أى دليل مادى على ملكنا لها! وقد تسألنى: ولماذا لم تأخذ منه تنازلا منذ البداية؟ فأقول لك: لقد روادنا ذلك وقتها، ولكن ما قيمة التنازل فى الوقت الذى حررت فيه أخته له توكيلا عاما؟. وبالطبع كنا حسنى النية معه.

إن ما فعله خال أبنائى لم اتصوره أبدا بعد كل ما قدمناه له، إذ بلغ به الجحود مداه، ويتظاهر أمام الناس بالصلاة وقراءة القرآن، وهو «ضلالى كبير»، والقاضى يحكم بما أمامه من أوراق، فماذا أفعل وأبنائى يحملونى مسئولية هذه الشقة منذ البداية؟

ولكاتب هذه الرسالة أقول :

ما فعله شقيق زوجتك الراحلة يدخل فى باب خيانة الأمانة، فلقد كانت له بمثابة أمه وصاحبة فضل عليه، ويتنافى صنيعه مع صفات المؤمنين حيث يقول تعالى: «وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ», [المؤمنون 8]، ولا أدرى كيف يقبل أن يورث أبناءه المال الحرام؟ وكيف تطاوعه نفسه أن يسبب الأذى لمن مد له يده بالخير وأكرمه، ورعاه، واعتبره ابنا له؟

لقد زين له الشيطان سوء عمله، فانجرف إلى الحرام، ونسى أن الشيطان نفسه يزعم أنه يخاف الله «وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ»، (الأنفال 48)، .. ومن هنا أدعوه إلى مراجعة نفسه، وليتذكر أخته رحمها الله، ويتقى الله فى أولادها فيعيد إليهم حقهم، وليعلم أن الله يمهل ولا يهمل، وعليه أن يسارع إلى التوبة عن هذا الإثم العظيم، وأرجو أن تعود المياه إلى مجاريها، والله فعال لما يريد.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق