رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

أمير المتصوفين إبراهيم ابن أدهم

هو أبو إسحاق، إبراهيم بن منصور بن زيد بن جابر العجلي ويقال التميمي، أحد علماء أهل السنة ومن أعلام التصوف السني في القرن الثاني الهجري من ولاية بلْخ بأفغانستان.

جاء في كتاب إبراهيم ابن أدهم لشيخ الأزهر السابق الإمام عبد الحليم محمود أن ابن أدهم قال ذات مرة: "لو أن العباد علموا حب الله عز وجل، لقل مطعمهم ومشربهم، وملبسهم وحرصهم، وذلك أن ملائكة الله أحبو الله فاشتغلوا بعبادته عن غيره، حتى أن منهم قائماً وراكعاً وساجداً، منذ خلق الله الدنيا، ما التفت أحدهم عن يمينه وشماله، اشتغالاً بالله تعالي وبخدمته".
وكان ابن أدهم يقول: " إن من عرف نفسه اشتغل بنفسه، ومن عرف ربه اشتغل بربه عن غيره".
وقال: الفقر مخزون في السماء، يعدل الشهادة عند الله، لا يعطيه إلا لمن أحبه.
وقال أيضاً: على القلب ثلاثة أغطية: الفرح، والحزن، والسرور. فإذا فرحت بالموجود فأنت حريص والحريص محروم. وإذا حزنت على المفقود فأنت ساخط والساخط معذب، وإذا سررت بالمدح فأنت معجب، والعجب يحبط العمل، ودليل ذلك جاء في القرآن في قوله تعالي: " لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم".
يروى عن ابن أدهم أنه كان من أبناء الملوك، وكان قد خرج للصيد ذات مرة، فرأى ثعلباً وإذا هو يطارده، هتف به هاتف: "والله! ما لهذا خلقت!، ولا بهذا أمرت!". فنزل عن دابته وتوقف عن مطاردة الثعلب، ثم صادف راعياً لأبيه، فأخذ جبته فلبسها، وأعطاه ثيابه وقماشه وفرسه وترك معيشته الرغدة، ورجع إلى طريقة أهل الزهد والورع. وخرج إلى مكة، وصاحب فيها سفيان الثوري، والُفضيل بن عِياض وهما من أقطاب الزهد فى ذلك الوقت ثم رحل إلى بلاد الشام، وبقي فيها يأكل من عمل يده.
وقيل أيضاً فى حكاية أخرى لا تقل أسطورية عن الحكاية الأولى حول تحول إبراهيم بن أدهم إلى التصوف، إن إبراهيم كان نائماً في سريره في قصره الملكي ذات ليلة وفي منتصف الليل اهتز السقف وسمع وقع أقدام أشخاص على السطح فتساءل إبراهيم من هذا؟ فأتاه الجواب. لقد أضعت جملاً فأنا أبحث عنه فقال إبراهيم: يا جاهل أو يمكن أن يكون الجمل فوق السطح؟ فأجابه ها أنت تجلس على سرير مذهّب وتلبس ثياباً حريرية، فكيف تبحث عن الله؟ فتغيّر حاله على إثر ذلك فقد ترك هذا الكلام في نفسه أثراً معنوياً وانصرف إلى حياة الزهد.
كان ابن أدهم كثير التفكر والصمت، بعيداً عن حب الدنيا، وما فيها من شهرة وجاه ومال وكان برغم زهده يدعو إلى العمل والجد فيه وإتقانه، ليكون ضماناً للكسب الحلال، وروى عن ذلك أنه كان يعمل في الحصاد وحفظ البساتين وغير ذلك، وينفق على من في صحبته من الفقراء.
يروى من كراماته أن الإمام أبو بكر بن محمد أبي الدنيا المتوفى سنة 281 هجرية روى في كتابه "مجابي الدعوة ": حدثنا يحيى بن عثمان حدثنا بقية بن الوليد قال: كنا في البحر فهبت الرياح وهاجت الأمواج فبكى الناس وصاحوا فقيل لابن معيوف: هذا إبراهيم بن أدهم فماذا لو سألته أن يدعو الله عز وجل؟

وإذا ابن أدهم نائم في ناحية السفينة، ملفوف رأسه في كساء، فدنا منه ابن معيوف وقال له: يا أبا إسحاق أما ترى ما الناس فيه؟ فقال ابن أدهم: "اللهم قد أريتنا قدرتك فأرنا رحمتك"، فهدأت السفينة.
توفي إبراهيم بن أدهم ودفن في مدينة "جبلة" على ساحل سورية سنة 776ميلادية، وأصبح قبره مزاراً، وأقيم في موضع وفاته مسجد سمي جامع السلطان إبراهيم.

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد محمود;

رابط دائم: