بمنتهي السعادة رغم استيقاظي بالرابعة صباحا للإنطلاق بالحافلة بعد ساعتين ومعرفتي بعزلتها على مسافة تبعد لأكثر من٨٠٠ كيلو متر عن القاهرة، ولكنه الشوق لرؤية واحة سيوة.
آه علي روعة واحة سيوة بعيداً عن مشاكل المدن من تلوث عوادم السيارات والمصانع مع قلة المساحات الخضراء المرشح الطبيعي لملوثات الهواء ومصنع إنتاج الأكسجين ، ويا الله لفرحة أهالي سيوة بمهرجان التمور الثاني خاصة بعد إعلان منح سيوة المصرية شهادة الزراعة التراثية العالمية وتوقيع إتفاقية لتنفيذ أول مشروع إستراتيجية تطوير صناعة التمور في مصر من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة " الفاو" ، مما يجعل سيوة منطقة تراث زراعي عالمي لحفاظها علي النظم البيئية والتراثية في زراعة النخيل ، ولما لا رغم وجود خلل في منظومة النخيل بمصر التي تنتج ١٨٪ من إجمالي الإنتاج العالمي للتمور و٣٣٪ من الإنتاج العربي لكنها تصدر حوالي ٢.٧٪ فقط من جملة الإنتاج بما يمثل ٤.٦٪ من حجم التجارة الدولية للتمور محتلة المركز التاسع من عشر دول مصدرة للتمور بالعالم، فيبلغ إنتاجنا السنوي ١.٥ مليون طن لا يتم تصدير إلا حوالي ٤٨ ألف طن بسبب رداءة العينات والنوعيات ، رغم مثلاً تونس تنتج ٣٠٠ ألف طن تصدر منها ٢٠٠ ألف طن .
ولكن هناك أمل كبير للتطوير كما أعلن في إفتتاح المهرجان طارق قابيل وزير التجارة والصناعة نائبا عن الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الزراعة ومحافظي مطروح والوادي الجديد وممثلي منظمتي الفاو واليونيدو ومنظم المهرجان جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي بحضور أمين الجائزة والسفير الإماراتي الذين لهم كل التقدير علي تبني المشروعات بسيوة برعاية نائب رئيس الوزراء ووزير الشئون الرئاسة بالإمارات الشقيقة بتنفيذ إستراتيجية لتطوير قطاع التمور في مصر بالإستعانة بخبير دولي لذلك بهدف تطوير منظومات إنتاج وتجميع وتعبئة وتصنيع وتسويق وتصدير التمور خاصة أن سيوة تضم ٧٠٠ ألف نخلة تنتج ٨٤ ألف طن تمور أي بمعدل ١٢٠ كجم للنخلة وهي إنتاجية عالية يمكن إستغلالها اقتصاديًّا مستقبلاً ولكن بعد تقديم الدعم الفني لمصنع سيوة الوحيد وتدريب الكوادر من أهلها الطيبين وإختيار الأجود للتصدير مع حسن الترويج للتمور المصرية .
وسعادتي تتضاعفت بسيوة الساحرة ذات العديد من الآبار والعيون تصل إلي ٢٠٠ عين يتدفق منها يوميًا ١٩٠ ألف متر مكعب من المياه تستخدم لأغراض الري والشرب وتعبئة المياة الطبيعية والعلاج منها الساخن والبارد والحلو والمالح بالإضافة إلي العيون الكبريتية مثل عيون تجرزت والدكور وقوريشت والحمام وطاموسة وخميسة والجربة والشفاء ومشندت وكيلوباترا أشهرها مما يطرح تساؤلا إين السياحة العلاجية التي من الممكن أن نكون رواد العالم من إستغلال هذه العيون ، وهناك أيضا العديد من بحيرات المياه المالحة رائعة الجمال مثل بحيرة الزيتون وأغورمي أو المعاصر وسيوة والمراقي وطغاغين والأوسط وشياطة وفطناس ، وهناك محمية سيوة الطبيعية مساحتها ٧٨٠٠ كم تزخر بتنوع الثدييات والزواحف والطيور وهناك الغزال ذو القرون النحيلة والقطط المهددة بالانقراض والثعلب الفينيقي والشيتا وأروع أشكال الحياة النباتية ، غير المقابر الأثرية التي تعود للقرنين الرابع والثالث ق. م وأعيد استعمالها خلال العصرين اليوناني والروماني متمثلة في جبل الموتي الذي كان يهرب أهالي سيوة للاحتماء من غارات الحرب العالمية الثانية ، ومقبرة باتحوت لكاهن الإله أوزيريس ذات منظر لطقس ديني يعرف بأسم سحب الثيران الأربعة ، ومقبرة سي آمون ومقبرة التمساح ومقبرة ميسو ايزيس وجبل الدكور ومعبد آمون " معبد الوحي" ومعبد أم عبيدة وقلعة شالي وهناك مركز سيوة لتوثيق التراث ومتحف البيت السيوي فأين ذلك من أجندة السياحة المصرية .... يا ليت المهرجان أمتد عن ٣ أيام حتي لا ينتهي الحلم الذي شاهدته بواحة سيوة التي لا يعرفها المصريين ولا كيفية استغلالها !!!!!
[email protected] لمزيد من مقالات محمد مصطفى حافظ; رابط دائم: