حديث الناس يكتبه أحمد البري
أملاك الدولة

والتى كانت من قبل عبارة عن ترع لرى الأراضى الزراعية، ثم مع تآكل المساحات المزورعة، وتحويلها إلى مناطق سكنية تم ردمها، وبدلا من رصفها واضافتها إلى الطرق تركتها أجهزة المدن والمحليات لتصبح نهبا لأصحاب المقاهى والأكشاك الذين استولوا عليها، بعضهم بسياسة الأمر الواقع، وآخرون بدعم من المسئولين الذين يغضون النظر عنهم، ثم تفتقت أذهان من يديرون هيئة السكك الحديدية عن إقامة أسوار شاهقة بتكلفة خيالية بحجة الحفاظ على أملاك الهيئة، ولو أنهم صرفوا هذه المبالغ فى تحسين حالة القطارات المتهالكة، وشراء أخرى جديدة لكان أجدى بكثير من سياسة اهدار أموال الدولة بهذا الشكل، فهناك أربعمائة قطار خارج الخدمة، وكل طاقة السكك الحديدية تتمثل فى أربعمائة أخري. ونتيجة هذا التخبط ضاقت الطرق بالسيارات بكل أشكالها، والتكاتك والتروسيكلات، وعربات الكارو، وغيرها، علاوة على الخيام المنصوبة على جانبى كل طريق، والمحمية بلافتات بعض أعضاء مجلس النواب التى مازالت موجودة حتى اليوم، مع أن القانون يقضى برفعها فور الإنتهاء من الانتخابات، وبالطبع لا يستطيع رئيس أى مدينة أن يأمر بإزالتها خوفا من أن يفقد موقعه! إن المساحات الفضاء القائمة بعد ردم الترع ملك للدولة، وليست لجهة ما أيا كانت، ولابد من إضافتها إلى الطرق وفق خطة واضحة للحكومة، ولو تحرك كل محافظ لمشاهدة الوضع على الطبيعة لوجد العجب، ولتأكد من تقاعس معظم رؤساء مجالس المدن عن القيام بالمهام المكلفين بها.