رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

شهيد الدروس الخصوصية

> البحيرة ــ إمام الشفى
الطالب أحمدزكريا
لم تتخيل الأسرة فى يوم ما أن هناك مفاجأة قاسية بل كارثة مروعة ومهيبة تنتظر ابنهم النابغة ولم يعلموا ما يخبئه لهم الزمن من أخبار مفزعة،

ولم يخطر ببالهم أن الساعات المقبلة تحمل لهم بين طياتها ألما وفجيعة وحزنا ووجيعة، ولم يدر بخلدهم أنه الدرس الأخير وبعده سيهاجر العزيز الغالى بكل آماله وأحلامه وسنوات عمره التى فرشها بالطموحات ورسم خيوطها باللون الأبيض إلى العالم الآخر لتقتلع زهرتهم اليانعة ونبتهم الأخضر اليافع من جذوره إلى الأبد بعد أن حلق طائر الأحزان فوق منزلهم ورفض ان يبارحه منذ أن ودعهم الابن قاصدا تحصيل دروسه وان ملك الموت كان يتربص به ويقف له بالمرصاد على بعد كيلو متر داخل منزل المدرس الخصوصى لمادة الرياضيات فى القرية المجاورة ليحجز له مقعدا فسيحا فى الجنة، تعزيزا لقول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: «من خرج فى طلب العلم فهو فى سبيل الله حتى يرجع» لينزل الخبر على أسرته كالصاعقة فيهرعون إلى المستشفى وصرخاتهم تكاد تهز الجبال خوفا من أن يكون مصيره هو الموت بعد أن اشتموا رائحة النزع الأخير ولا يجدون سوى الدعاء أملا فى معجزة النجاة ولكن هيهات تخضبت ملابسه بدمائه الطاهرة ليلعب الموت لعبته ويكتب نهايته المأساوية .

ذلك الحادث الأليم الذى بكته السيدات العجائز والنسوة والشيوخ والغلمان فى قرية سنهور بمركز دمنهور لفراق ابنهم الذى خرج كعادته عصرا متجها إلى سنهور المجاورة لقريته «نفره» لتحصيل دروسه وهو ينظر إلى مستقبله بحب وشغف وكل حلمه أن يسعى إلى تحقيق مستقبله ليشرف أهله .

أحمد الطالب بالصف الأول الثانوى ارتبط اسمه بالذكاء والعبقرية يريد أن يصبح سفيرا أو طيارا أو طبيبا حيث كان يعشق التفوق وظل شعاره حتى مماته يتوقع له الجميع أن يلتحق بإحدى كليات القمة، شريط من الأحلام والأمانى والذكريات كانت تحبو وهو يشق طريقه لطلب العلم ووسط الزملاء الذين يقبعون فوق سطح منزل المدرس لانتظار دورهم لتحصيل دروسهم حيث الضحكات والابتسامات العريضة ومداعبة الزملاء وفجأة انقلبت الضحكات والصحبة الجميلة ولحظات الصفو إلى صيحات وصراخ وعويل يكاد يفجر بركانا عندما سقط سور المنزل على رأس أحمد زكريا الذى لم يتجاوز عمره 16 عاما ليلقى حتفه تحت ركامه ويحصد روحه دون ذنب أو جريرة بعد أن بات الاهمال واللامبالاة جزءا أصيلا من حياتنا لتختلط دماؤه الذكية بالطوب الأحمر وتروى سلالم المنزل وكأنه كان يبحث عن المكان الذى سيشهد نهايته وفى ذهول وجده زملاؤه ملقى على الأرض تنزف دماؤه بلا توقف بل إن أنفاس زملائه توقفت وحاولوا إفاقته وحملوه بين ضلوعهم مسرعين إلى سيارة الاسعاف التى نقلته إلى احد المستشفيات الخاصة بدمنهور وبعد ساعات قليلة من دخوله العناية المركزة فارق الحياة، لتنتهى فرحة الأسرة والنور الذى يلوح لها فى الأفق كلما اسودت الدروب أمامهم حيث إنه الابن الاكبر بين شقيقتين ورضيع ليعود إلى أهله جثة هامدة بينما بقيت كتبه وكراريسه لتشهد على روحه الطاهرة .

وبصوت ملتاع تخنقه الدموع قال أحمد إمام أحد شهود العيان أن قرية نفرة والقرى المجاورة بدمنهور شهدت يوما حزينا لوفاة ابن قريتهم ووقف الأهالى متراصين خلال تشييع جثمانه وكأنهم يريدون ان يسبقوه إلى القبر بينما زملاؤه الصغار يكاد يعتصر قلوبهم ألم شديد لهذه الفاجعة والمصاب الجلل وذلك الكابوس المزعج، مؤكدا أن الفقيد كان صديقا مخلصا لكل زملائه يحب دائما المرح فلم يتشاجر أو يتخاصم مع احد طوال عمره، وتم إخطار العميد جمال عبدالعاطى مأمور مركز دمنهور بالواقعة وانتقل الرائد فتحى المنياوى رئيس المباحث والمقدم سامى النجار نائب المأمور لموقع الحادث.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 1
    مصرى حر
    2016/10/08 08:00
    1-
    2+

    ربنا يرحمه ويصبر اهله
    تعددت الاسباب والموت واحد وموتة الفجاءة او الصدفة لاضمان لأحد بتفاديها فى احد اسباب انقضاء الاجل
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق