انتشرت في الأونة الأخيرة رسائل دينية تحوي أحاديث منسوبة كذبا وبهتانا لخاتم انبياء الله محمد صلى الله عليه وسلم ويتم تداولها بواسطة مواقع التواصل الإجتماعي والهاتف الجوال ومكمن الخطورة في احتواءها على عناوين من قبيل : انشر ، لا يجب ان تقف عندك هذه الرسالة ، بذمتك انشر ، أمانة عليك تنشر ، أو ستسمع خبراً ساراً ، أو تكسب حسنات في حالة نشرك للرسالة ، وقد يتطور الأمر إلى قولهم لك بوقاحة منقطعة النظير : اذا لم تستطع نشر هذه الرسالة ؛ اعرف ان ذنوبك ستتثاقل عليك والله في غنى عنك !!
اتفق مع ما صدر من قبل هيئة الفتاوي بالمملكة العربية السعودية برئاسة مفتي المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ والشيخ المطلق والشيخ العريفي فيما يخص اعتبار إعادة نشر هذه الرسائل نشرا للبدع وافسادا للعقيدة وأنه حتى في حالة التأكد من صحة الحديث ؛ فلا يجوز كذلك أن يتم تداوله بهذا الأسلوب والحكم على من لم يعيد نشره باقتراف الذنوب او العكس !!
كما اتفق تماما مع ما ذهب اليه بعض علماء أهل السنة من انه قد يكون هناك أيدي خفية تختار أحاديث بعينها من كتب الشيعة وتنشرها مستغلين تدين الناس وحبهم لله والرسول صلى الله عليه وسلم ، فينشرها الناس لسنوات وسنوات قادمة حتى يتقبلها الناس وعندما تأتي أجيال بعدنا ويبحثوا عن مصدرها ويجدونها في الكتب المضللة ، فيقولون هذه الأحاديث كانت متداولة عند اباءنا كذلك من أهل السنة ، فيعتمدونها ، وبذلك نكون افسدنا عقيدتنا بأيدينا .
ومن ابرز هذه الأحاديث المكذوبة التي اشارت اليها الفتوى أولا : الحديث الخاص بوصول الرسول صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى يقول الحديث : ( حينما وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى ، وأوحى إليه ربه يا محمد ، ارفع رأسك ، وسل تُعطَ. قال: يا رب ، إنك عذبت قومًا بالخسف ، وقومًا بالمسخ ، فماذا أنت فاعل بأمتي؟ قال الله تعالى : أنزل عليهم رحمتي ، وأبدل سيئاتهم حسنات ، ومن دعاني أجبته ، ومن سألني أعطيته ، ومن توكل علي كفيته ، وأستر على العصاة منهم في الدنيا ، وأشفعك فيهم في الآخرة ، ولولا أن الحبيب يحب معاتبة حبيبه لما حاسبتهم . يا محمد ، إذا كنت أنا الرحيم ، وأنت الشفيع ، فكيف تضيع أمتك بين الرحيم والشفيع ؟!)
اتفق جمهور علماء الدين على عدم ورود هذا الحديث في كتب أهل سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويتضح من الحديث تناقضه ومعارضته لآيات الله خاصة قوله "ولولا أن الحبيب يحب معاتبة حبيبة لما حاسبتهم !!" ... لا يمكن تصديق أن يقول الله تعالى هذا القول للنبي صلى الله عليه وسلم ... حيث يقول الله تعالى في القرأن الكريم :{أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون} ويقول الله : {أيحسب الإنسان أن يترك سدى} ويقول الله : {وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين} ... هذه الآيات تشير إلى أن الله لا يخلق العباد عبثا وانما يخلقهم ليعبدونه ويختبرهم بالحياة الدنيا ويجازيهم على ما اقترفوه من حسنات او سيئات يوم القيامة ويقول الله تعالى : [أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ] {الزُّمر:9}.
كما يقول الله تعالى: " فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يره" .
ويقول الله : "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"
ويقول الله تعالى: {يوم يبعثهم الله جميعاً فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد}
هذا الحديث المكذوب والموضوع اراه يفتح الباب على مصرعيه لارتكاب الآثام والمعاصي والاعتماد على شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وبالتبعية آل بيته في الدنيا كما يفعل الشيعة ويلتجئون بالأدعية للنبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته من دون الله في جلسات ذكرهم بقولهم وترديدهم لأدعية وابتهالات وأغاني تحمل عبارات من قبيل : مدد يا نبي ، مدد يا حسين ، مدد يا طاهرة يا ام الحسن والحسين وغيرها من البدع التي لم يجيز بها الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته ولا صدرت عن صحابة الرسول والمبشرين بالجنة بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ...
[email protected]لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي رابط دائم: