رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

الأهرام تنفرد بنشر وقائع أول صدام بين السادات وهيكل
السادات: أنا المسئول الذى انتخبه الشعب..هيكل: وأنا صحفى مسئول وحر..السادات: أنت تعرض بىّ وتشتمنى..هيكل: لم يحدث وأعرف جيداَ حدودى مع الرئيس

كتب ــ عبدالجواد توفيق
«تعود أسباب هذا اللقاء العاصف الذى تم بين الرئيس محمد أنور السادات والأستاذ محمد حسنين هيكل رئيس مجلس إدارة وتحرير الأهرام فى الرابع من نوفمبر 1972 بسبب ما قاله هيكل فى احد اللقاءات ونقل إلى الرئيس بأن السياسة الأن «يقصد نظام الرئيس السادات» تسير بلا عقل وأنها غير مهتمة بحل أزمة الشرق

وبما كتبه هيكل فى مقالتة الأسبوعية بصراحة فى الأهرام بتاريخ 27/10/1972 تحت عنوان «الخطر فوق البحر الأحمر» الذى أثار موجة غضب كبيرة من جانب المملكة العربية السعودية والتى أبلغت من خلال عمر السقاف مستشار الملك فيصل السفير المصرى فى جدة خالد فوزى فى 2 نوفمبر 1972 اعتراضها على مضمون المقال وأن هيكل يعبر عن اتجاه رسمى للدولة المصرية وأن القول بغير ذلك غير مقبول وهو ما أبلغ به حافظ اسماعيل مستشار الرئيس للأمن القومى والذى نقل بدوره الأمر للرئيس وهو ما أثار غضبه ضد هيكل فى وقت يسعى فيه السادات إلى توحيد الموقف العربى وضمان دعمه لمصر « والأهرام وفى ذكرى ميلاد الأستاذ هيكل تنشر لأول مرة وقائع هذا اللقاء العاصف بين الرئيس السادات وهيكل الذى وصفت علاقته بالرئيس بأنها تحالف وتعاون فقد ساعد هيكل السادات ودعمه فى مواجهة ما سمى بمراكز القوى وإنفراده بالسلطة وأستقرار الأمر له, لكن ظلت هناك بعض الإختلافات فى الرؤى والتوجهات بينهما إنتهت فى 1974 بقرار السادات إبعاد هيكل عن الأهرام وهو الأمر الذى كان قد طلبه من الرئيس ولكنه رفض فى ذلك الوقت ليتخذه السادات منفردا . فإلى وقائع اللقاء

«دخل هيكل حجرة مكتب الرئيس السادات فى منزله بالجيزة وسلم عليه وقال وهو يناوله النسخة الإنجليزية من كتابه «عبدالناصر والعالم» لم أجد هدية أفضل من ذلك أحضرها لك من لندن سوى هذه

وتناول السادات الكتاب ووضعه على مكتبه دون أن ينظر فيه وقال متشكر

ثم قال السادات فجأة : يامحمد

أنت بتتهمنى إنى ما عنديش عقل يا محمد ؟ إيه هيه إحنا على طريقين مختلفين جداَ

وأخذ هيكل لأول وهلة وعلق قائلا : لست أفهم سبب فتح مثل هذا الموضوع مباشرة هكذا.. أنا لم اقل هذا على أية حال

السادات : أنت بتعرض بىّ ليه يا محمد؟

هيكل: أود أن أحدد لك بدقة موقفى أنا اختلف معك سياسياَ ولكننى لاأعرض بك

السادات :أنا لاأسمح لك أنا المسئول وأنا الذى إنتخبنى الشعب

هيكل: وأنا صحفى مسئول وحر

السادات : والأهرام ده بتاع مين ؟

هيكل : الأهرام ده أنا اللى عملته وهو مملوك للإتحاد الإشتراكى حسب وثائقه الأساسيه وعلى أية حال دعنى أرفع عنك الحرج أنا مستعد فى أية لحظة أمشى

السادات : ده قرار تأخذه بمحض إرادتك

هيكل: إذا اتفقنا

السادات : كيف تكلمنى بهذه الطريقة ؟

هيكل: أود أن أقول لك شيئاَ لأكون واضحاً أنا أضع حدوداَ واضحة بين رئيس الدولة وبين رئيس تحرير ولكن هناك جانب فى العلاقة هو ذلك القدر الموجود من الصداقة بيننا إلاإذا كنت قد ألغيته خلال الأسبوع الذى كنت فيه أنا فى لندن

السادات : أنا الصداقة أعتز بها وأنت تعلم منى هذا ولكن كيف تشتمنى ؟

هيكل :أنا لم اشتمك وعلى أية حال دعنى أعفيك من الحرج أنا مستعد فى أية لحظة أمشى

السادات :هذا قرارك تأخذه بمحض إرادتك؟

هيكل : اذا اتفقنا وانتهى الموضوع

بعدها تحدث الرئيس السادات عن زيارة هيكل إلى لندن ثم عاد مجدداَ بعد أكثر من ساعة ليقول لنعود إلى موضوعنا

السادات :حين تقول إن السياسة الآن تعمل بغير عقل أليس معناه أننى بلا عقل ؟ ثم إنك تتهمنى أننى لاأعمل لحل أزمة الشرق الأوسط ؟

هيكل : هذا غير صحيح لقد كنت انتقد أشياء كثيرة أيام جمال عبدالناصر ولكنه لم يعتبر ذلك موجها له شخصيا أنت تعلم حين اكتشف عبدالناصر تزوير انتخابات مجلس الأمة فقد ثار بشده وظل شهراَ كاملا لايتحدث ولايتصل إلى سامى وشعراوى وكان سيتخذ ضدهم إجراءات حاسمة ثم أجلها لانه كان من ضرورات المرحلة أن يدفع بعناصر التغيير ويزيد منها دون أن يهز الواقع الذى كان مهتزاَ بشده بعد الهزيمة ثم إنك تعرف علاقتى بسامى وشعراوى وكيف عانيت منهم وما وصلوا إليه من تدبير لى عند الرئيس فليس كل ما ينتقد فى عهد عبدالناصر على أنه كلام عليه بل أنه كان ضد كثير جداَ مما يحدث وكان يحاول تغييره ولكن مع عبدالناصر كانت علاقاتنا واضحة وكنت أقول له رأيى وكنت أعرف رأيه وكان عبدالناصر يناقشنى ويقنعنى فكانت نقاط الإختلاف فى الرأى بيننا واضحة لى ودوافعها واضحة ثم أن هناك شيئا أريد أن اقوله لك أننى لاأريد شيئاَ لست أطمع فى رئاسة أو منصب وأنك فى غيابى اتصلت بأحد مساعدى فى الأهرام وكلمته فى التليفون بنفسك لتعرف إذا كنت قد عينت أحمد عبدالله رزة بستين جنيهاَ فى الأهرام أم لا ؟ لقد سبق لسيد زكى من المباحث أن إتصل بهذا المساعد لنفس السؤال وحين جاء المساعد ليسألنى فقلت له ألست تعرف أننا لم نعينه قال نعم فقلت له إذن قل لسيد زكى لقد زاد الدس ضدى جداَ فى المرحلة الأخيرة وقد ضقت ذرعاَ به كان الدس موجوداَ أيام عبدالناصر ولكنه كان يعرف المواقف الأساسية للبشر ويتعامل على أساسها





نص تقرير جلسة المواجهة بين الرئيس السادات وهيكل

السادات : إن إختلافاتك فى الرأى أدت مؤخراَ إلى غضب السعودية لقد غضبوا جداَ من مقالك حول إستراتيجية عربية فى البحر الأحمر وقالوا لى فى مذكرتهم أننا إذا أجبنا عليهم بأن هيكل لايمثل الرأى الرسمى فهم لن يقبلوا هذا الرأى؟

هيكل : لقد أرحتهم بقرارى بأن أترك الأهرام تأكد بأن العيد سيحل على الملك فيصل غداَ عيدين وسيجد أن مصر قد ذبحت له خروفاَ على العيد

السادات : انت يعنى بتتكلم وكأنك لايهمك شيئاَ لماذا تدفعنى ؟

هيكل :لاأننى لاأريد شيئاَ ولاأننى استطيع أن أعيش فيما أظن أننى أعرف كيف اقرأ وفضلَا عن ذلك أعرف كيف أكتب الفريق صادق كان رجلاَ فى دبابة فلما أقلته لم يعد يعمل والمسئول من الإتحاد الإشتراكى لو أقلته أيضا فسيجلس بدون عمل أما أنا فأعرف أن اقرأ وأعرف أن أكتب ويوم سأخرج سأستمر صحفياَ وسأنشر راىّ فى السعودية بمنتهى الصراحة وفى صحيفتهم هم «النهار اللبنانية «




السادات :وعملك فى الأهرام ألست مهتماَ به ؟

هيكل :لن تستطيع أن تقدر ابداَ إلى مدى هو عزيز علىّ وعزيزة علىّ تلك الروابط الإنسانية التى تربطنى بمن يعملون معى ولكن الأهرام منذ فترة يكاد أن يختنق لارأى جديد ولافكرة جديدة ولاشىء يساوى لإننا لانستطيع أن ننشر

وعند هذا النقطة توقف الحوار بين الرئيس وهيكل.

مشاهد من حياة هيكل:


هيكل يلتقى الخومينى بعد نجاح الثورة الإيرانية


..ومبتسماً بعد أن إستفز تيتو


..ومع حرمه فى يوغسلافيا 1958


..ويلعب مع عبد الحكيم وعبد الحميد عبد الناصر كوتشينة

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق