«الأهرام» داخل مخازن داعش فى بنغازى.. سيارات مفخخة وصواريخ باليستية

من داخل حى القوارشة بضواحى مدينة بنغازى الليبية، كان للأهرام السبق أن تكون أول وسيلة إعلامية تتجول داخل حى القوارشة، لنرصد تكتيك تنظيم الدولة "داعش" فى صناعة الألغام وتجهيز السيارات المفخخة بالورش داخل المنطقة الصناعية.

حى القوارشة أحد ضواحى مدينة بنغازى ويقع على بعد ١٤ كم غربا من قلب مدينة بنغازي، وقد شهد الحى معارك ضخمة بين قوات الجيش الليبى ومقاتلى داعش خلال الأشهر الماضية، بعد أن كان يسيطر عليه بالكامل تنظيمات داعش وأنصار الشريعة لسنوات، ليستطيع رجال القوات المسلحة الليبية السيطرة الكاملة على المنطقة ، لتعمل فرق المفرقعات بتفكيك الألغام التى زرعها الإرهاب داخل المنازل والمزارع وأيضا داخل ورش المنطقة الصناعية.

وأثناء تجول "مراسل الأهرام" رصدنا بالصور أحد مخازن أسلحة داعش والذى كان يحتوى على أكثر من ٣٠ صاروخ "باليستيا" صناعة روسية يصل مدى الصاروخ لـ ٥٠٠ كيلو متر بجانب اطنان من الذخائر وصواريخ الهاون وعشرات المدرعات والمركبات العسكرية.

وفى إحدى ورش المنطقة الصناعية وجدت ايضا بعض السفن الصغيرة التى كانت تتم لها الصيانة المستخدمة فى نقل مقاتلى تنظيم داعش والأسلحة من بعض مدن المنطقة الغربية التى تسيطر عليها داعش إلى مدينة بنغازي.

وكشف قائد الكتيبة ١٤٦ مشاة إدريس بولغليظة أن تنظيم الدولة وتنظيم أنصار الشريعة الارهابيين قاما خلال عامى 2012 و ٢٠١٣ بنقل تلك الصواريخ من مخازن الجيش الليبى للنظام السابق وتخزنها بأحد هناجر المنطقة الصناعية بحى القوارشة تمهيدا لاستخدامها ضد أهداف داخل أوروبا أو نقلها للحدود المصرية الليبية واستهداف مدن مصرية "مرسى مطروح والإسكندرية ومدن الدلتا" ضمن خطة داعش لو استطاعت أن تصل للحدود المصرية الليبي، ولكنها لم تكن تمتلك منصات إطلاق حيث تحتاج تلك النوعية من الصواريخ لمنصات خاصة، كان مخططا أن تنقل من فرع التنظيم فى العراق إلى ليبيا، لكن بحمد الله استطاع الجيش الليبى دحر الإرهاب فى كامل مدينة بنغازي، وإنهاء المخطط الإرهابى الذى كان يستهدف ليبيا ومصر.

كما رصدنا بعض الأنفاق التى تم حفرها كممرات بين شوارع ومنازل الحى لسهولة حركة مقتلى التنظيم، وقد تم حفرها بنفس أسلوب حفر الأنفاق التى تم اكتشافها فى العراق وفى سيناء، مما يؤكد أن عناصر تنظيم داعش الإرهابى تعمل بنفس النهج فى جميع المناطق والمدن التى تسيطر عليها.

ولم يتبق لتنظيم داعش داخل بنغازى إلا السيطرة على بعض الشوارع بحى قنفودة لا تتعدى الكيلو متر، آخر مكان يسيطر عليه بالمدينة، ومن المرجح إعلان الجيش العربى الليبى رسميا خلال الأيام القليلة القادمة تحرير مدينة بنغازى بالكامل.