شارع فيصل فى ثوبه الجديد

وسنبدأ بانطباعات بعض المواطنين، يقول وليد أحمد إنه لا يصدق ما يراه من تطوير وتجميل فى فيصل الآن، فقد أصبح لا علاقة له بالشارع الذى اشتهر بالقبح فى الشكل والمضمون من الأرصفة الى الجزيرة الوسطى والاضاءة والاشغالات والتجاوزات التى فقد الناس الأمل فى علاجها، وأخشى من عودة الأوضاع السيئة مجددا إذا طالته يد الإهمال ويرجو من كل المسئولين المحافظة على هذا الانجاز.

أما كامل فؤاد فيرى أن عمال النظافة لا يكلون ولا يملون طيلة الـ24 ساعة، لكن هذا الجهد يضيع بسبب سلوكيات خاطئة من البعض الذين لا يهتمون لتوافر صناديق القمامة ويلقون فى أقرب نقطة إليهم .

ويشكو محمد محمود من الارتفاع المبالغ فيه للجزيرة الوسطى بصفة خاصة، والتى لا يستطيع الإنسان العادى عبورها، وهو كبير السن ويضطر للدوران حولها، ويتساءل: لماذا لم يراع ذلك من البداية؟

ويطالب جميل نظمى بالبحث عن حل لتكدس الباعة فى مناطق عديدة معروفة على طول الشارع فى العشرين والطالبية وضياء والمطبعة والطوابق والمريوطية والعريش مما يسبب زحاما طيلة أوقات اليوم ويعطل المرور ومصالح المواطنين.

المحافظ يجيب

محافظ الجيزة اللواء كمال الدالى يقول إن الهدف الحقيقى والنهائى لكل عمل نؤديه هو خدمة المواطن الجيزاوى، فما يشهده فيصل هو استكمال لأعمال بدأها المحافظ الاسبق الدكتور على عبد الرحمن من المريوطية، ثم الدكتور خالد العادلى، وتعطل العمل لتقاعس الشركة المنفذة، وعندما توليت رأيت أنه من الواجب عودة العمل فيه وبسرعة، وفيصل وتفرعاته يمينا ويسارا تدخل فى نطاق ثلاثة أحياء هى الهرم وبولاق والعمرانية، وبمتابعة جيدة تمكنا بفضل من الله من إنهاء العمل به ليكون مثالا يحتذى للتطوير فيما بعد لتكون التطويرات التالية على النسق والجمال ذاته، لأسباب كثيرة منها الكثافة السكانية والمرورية وبأفضل تصور.

تفاصيل التجميل

واضاف أن هذه الأعمال شملت التوسعة والرصف وأعمدة الانارة المزودة بلمبات الليد لتوفير الطاقة، وزرعنا الجزيرة الوسطى بالنخيل، وكمنظر جمالى وضعنا إضاءة ليد زرقاء حول النخل، وبيضاء حول أعمدة الانارة، ودعمنا الشارع بصناديق قمامة كبيرة وأخرى صغيرة أمام المحال التجارية حتى لا نترك ذريعة لإلقاء القمامة، ومع ذلك مازال البعض مصرا على ذلك كما رصفنا 8 شوارع جانبية يمين فيصل بالنصف الأخير منه وفى نطاق حى الهرم، وبدأنا فى الوقت ذاته تنفيذ مبادرة حلوة يا بلدى التى بدأناها يوم 15 أغسطس تحت إشراف الدكتور أحمد زكى بدر وزير التنمية المحلية، وشملت محورا مروريا موازيا من ترعة الزمر، وهو شارع ترعة عبدالعال بطول أكثر من 4 كيلومترات، وكان يعانى من ضيق شديد لأنه فى اتجاهين أحدهما يستخدم كطريق والآخر يحتله أصحاب الكافيتريات ومواقف الميكروباص العشوائية والاكشاك والجراجات، وبدأنا العمل به ومازال العمل جاريا به ونهدف الى فتحه على منطقة صفط اللبن ببولاق الدكرور وله خط رئيسى يؤدى الى ميدان الشوربجى ومحور صفط اللبن الذى يوجد له منزل ومطلع ييسران حركة السيارات، وهو محور مواز وجيد وسوف نكمل العمل حتى بعد انتهاء مبادرة حلوة يا بلدى التى تنتهى يوم 10 سبتمبر المقبل وتنتهى بحملة نظافة تشمل حى بولاق ومدينة أوسيم، ولن نتوقف وسنستمر مع العلم بأن التكاليف كبيرة، ونسأل الله أن يعيننا على استكمال التطوير من موارد المحافظة الذاتية، كما سيتم تطوير 4 شوارع ببولاق وشارعين بأوسيم فى ضوء الامكانات المتاحة.

الشوارع العرضية

أما عن الشوارع العرضية وتطويرها فعددها يزيد على 170 شارعا، وهناك مسافة أخرى فى نهاية فيصل من بعد المريوطية الى المنصورية لم تتعاقد عليه المحافظة مع الشركة المنفذة والتى كان لابد من اكمالها ولم تشملها الأعمال، ونعمل بها حاليا وطولها 1200 متر من خلال تضييق الجزيرة الوسطى والأرصفة الجانبية حتى حد المرافق الموجودة أسفلها، وتحتاج ميزانيات كبيرة لا نتحملها الآن كما ستعطل المرافق اثناء العمل، وكان الحل تضييق الارصفة حتى بداية خطوط المرافق اسفلها والشارع فيها غير مستقيم ومنحن، وكذا فى بداية فيصل يمين ويسار الكوبرى يوجد مسطح أرض يمين ويسار الكوبرى حتى ترعة الزمر بطول نحو 400 متر فى كل اتجاه بإجمالى طول حوالى 1600 متر طولى.

وعن الجزيرة الوسطى وتغير ارتفاعها حتى يبلغ 70 سنتيمترا، ويستحيل العبور فوقه أو تجاوزه ولماذا لم يراع هذا من البداية قال: إن المسطح القبلى لشارع فيصل اقل ارتفاعا من المسطح البحرى، ولا يمكن زيادة المنسوب لأن تكاليفها كبيرة جدا والحل فى شق معابر للمشاة وكبار السن عبرها.

أماكن الزحام

وبالنسبة لمناطق الاكتظاظ فى ضياء والعريش والعشرين والطالبية والطوابق والمريوطية وغيرها، والتى تشهد بين الحين والآخر حملات مرافق ما تلبث أن يعود الزحام والباعة بعدها تدريجيا، ولا يمر إلا وقت قليل حتى تصبح الحال كما كانت قبل الحملة وكأن شيئا لم يكن، قال: دعنا نتفق على أن المتضرر من هذا البائع مواطن مصرى جيزاوى، وكذلك البائع هو مواطن جيزاوى وقبل منعه من الوقوف فى الشارع لا بد من توفير بديل له يتكسب منه ويعود لأولاده بقوتهم، وليس معنى ذلك رضاى عن الوضع الحالى أو تقنينى لمخالفته، لكن على حدود المتاح لأنه لا توجد قطع أراض يمكن تخصيصها للاسواق التى من الممكن نقلهم اليها، والتى لا بد من وجودها بجوار تجمعات المواطنين حتى يمكنه البيع لهم وتقديم خدماته لهم، لكن على حدود المتاح لأننى لست جلادا وإنما أنفذ القانون بروحه قبل نصه وأنظر الى هؤلاء على أنهم يسعون الى رزقهم الحلال، وليس معنى هذا السماح بالوقوف أسفل الرصيف وفى نهر الطريق.

هدف قومى

ويقول اللواء علاء الهراس نائب محافظ الجيزة لشئون الأحياء: ان ما يجرى فى شارع فيصل ليس سببه الوحيد تحسين الشكل أو التجميل لكنه يحمل هدفا قوميا كبيرا له أبعاد مؤثرة ايجابيا على حياة المواطن اليومية، وإذا كنا نتكلم عن أعمال المترو وتأثيرها على حياة المواطن، فأنا كنائب للمحافظ أؤكد أننا عملنا فى المرحلة الثالثة للخط الثالث للمترو فى منطقة امبابة والعجوزة والدقى ومنها شوارع مهمة كجامعة الدول وميدان لبنان ووادى النيل، والآن فى شارع أحمد عرابى ذى الاهمية البالغة والذى يحمل كثافات مرورية كبيرة جدا والشركة المنفذة قطعت الان أحمد عرابى دون تأثير يذكر على الحركة المرورية، وهو ما يثبت بالدليل العملى قدرتنا على التنفيذ العملى، وهذا على سبيل المثال للتكرار فى عدة أماكن ومرت العملية دون أزمة، والمقرر بدء أعمال المرحلة الرابعة مرورا بشارع الهرم وميدان الرماية والمتحف الكبير.

بولاق الدكرور

ويقول المحاسب أسامة السقعان رئيس حى بولاق الدكرور ان شارع كفر طهرمس بداية من فيصل وحتى شارع المساكن سوف يتم بدء رصفه خلال 10 أيام، وبالتحديد إعادة الشيء الى أصله، وعن مطبات شارع العمدة وافتراش مقاهيه لجزء كبير من الشارع، قال إنه سيكثف حملات الإشغالات عليه خاصة المقاهى، ونقوم بتنفيذ تعليمات السيد اللواء المحافظ بمصادرة المضبوطات وتوقيع غرامة إشغالات، وقد تصل العقوبة فى حالة التكرار الى إلغاء الترخيص نهائيا والحبس.

حى الهرم

ويوضح اللواء اسماعيل عبد الواحد رئيس حى الهرم أن هذه المسافة من اعمال تطوير نهاية شارع فيصل لم تكن مدرجة ضمن خطة التطوير لكن رأى اللواء كمال الدالى محافظ الجيزة ضرورة أن يمتد التطوير اليها ولا يقف عند المريوطية، لأنها ستكون نقطة اختناق يبدد كثيرا من مجهودات التوسعة فى باقى الشارع وطولها نحو 1300 متر من ترعة المريوطية حتى ترعة المنصورية، وتم تكليف حى الهرم بأعمال التطوير بجهود الحى الذاتية حتى تعم الفائدة على جميع سكان المنطقة والمارين بها، وسيكون التنفيذ على مرحلتين عاجلة وآجلة، الأولى تتضمن تطوير الجزيرة الوسطى وتوحيد عرضها الى متر ونصف وزراعتها بواقع نخلة كل 12 مترا، مع تركيب أعمدة أنارة بلمبات الليد الموفرة للطاقة علاوة على وضع نافورة هدية من شركة دعاية خاصة، ومن المقرر الانتهاء من المرحلة الاولى فى نهاية الأسبوع الجارى، بعدها يبدأ العمل فى المرحلة الثانية بعد الافتتاح الرسمى للتوسعة، وهذا عهد قطعته على نفسى أنا وكل العاملين فى حى الهرم وسنلتزم به إن شاء الله.

ضعف العقوبات

وحول رصف الشوارع العرضية الرئيسية داخل نطاق الحى، قال: تم رصف شارع اللبينى ثم شارع المطبعة، ونقوم بملاحقة مخالفات المحال الموجودة به خاصة معارض الأثاث، وإن السبب الرئيسى لعدم ردعهم وعودتهم للمخالفة من جديد هو ضعف العقوبات التى باتت لا تخيف أحدا، بل يستهينون بها، لذا أرجو تشديد العقوبات حتى تردع هؤلاء ولا نضطر الى تكرار الحملات والدخول فى دوامة لا تنتهى من المخالفات.

وفى النهاية لانريد إلا انصاف الانجاز والقائمين عليه ولفت النظر إلى ضرورة سعى المواطن قبل المسئول لهذا الهدف وإلا سينهار كل شىء ونبدد ما تحقق وهو آخر ما يرغب كل مصرى وطنى فى رؤيته.