فى أكثر التصريحات التركية «هدوءا» تجاه مصر منذ سنوات، أكد رئيس الوزراء التركى بن على يلدريم أن بلاده ترغب فى تطوير العلاقات مع مصر، باعتبار أنها «بلد قريب جدًّا منا بثقافته وقيمه، وشعبانا شقيقان، ولا يجب أن تعود الخلافات بين الحكومات بالظلم على شعبينا».
جاء ذلك فى تصريحات أدلى بها يلدريم للصحفيين نقلتها صحيفة «ديلى صباح» التركية خلال فترة استراحة لاجتماع مجلس الوزراء فى قصر «تشانقايا» فى العاصمة أنقرة بعد نشر الجزء الأول من حوار الرئيس عبدالفتاح السيسى مع الصحف القومية الثلاث : الأهرام والأخبار والجمهورية، مع الرئيس، والذى تناول القضايا الدولية.
ورداً على سؤال حول تصريحات الرئيس السيسى بخصوص العلاقة مع تركيا، وهل هناك إمكانية تطبيع العلاقات مع مصر أم لا؟ أجاب يلدريم: «يتعين علينا زيادة صداقاتنا مع الدول المطلة على البحر المتوسط والبحر الأسود، وضرورة أن نُقلل من أعدائنا»، مبيناً أن ذلك مهم للغاية لمستقبل شعوب تلك الدول.
وأردف يلدريم أن التصريحات المتزنة الصادرة من مصر جيدة، وينبغى أن تأتى تبعات لتلك التصريحات، مؤكداً فى الوقت نفسه أن موقف الرئيس التركى رجب طيب أردوغان واضح فيما يتعلق بمصر.
ورغم إصراره مجددا على وصف ما حدث فى ٣٠ يونيو فى مصر بـ»الانقلاب»، فإنه استدرك بالقول : «ينبغى على الأقل أن تكون العلاقات فى المجال الاقتصادي، حتى لو استغرق تطبيع العلاقات على المستوى السياسى فترة طويلة، فإنه بإمكاننا أن نطور علاقاتنا فى المجال الاقتصادي، والسياحي، والزراعي، والثقافي، وغيرها من المجالات بشكل سريع، وأعتقد أن كلا البلدين يحتاجان إلى ذلك».
يذكر أن هذه هى المرة الأولى التى لا يضع فيها مسئول تركى شروطا لاستئناف العلاقات بين مصر وتركيا، حيث كانت كل التصريحات التى تخرج من كبار المسئولين الأتراك «عدائية»، أو على الأقل تحمل رغبة فى إصلاح العلاقات، ولكن مع فرض رؤية أنقرة على طبيعة هذه العلاقات، مع تدخلها المستمر والفج، قولا وفعلا، فى الشأن المصري، بينما تحمل تصريحات يلدريم الأخيرة رؤية أكثر تعقلا من تصريحاته السابقة.
رابط دائم: