رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

وللذهب الصينى أضرار

> منى الشرقاوى
من يحب أن يردد أغنية الراحل محمد عبد المطلب «تسلم إيدين اللى اشترى الدبلتين والأسورة»، عليه أن يتأكد أولا قبل أن يشدو بهذه الكلمات، هل هذه «الشبكة» من الذهب الأصلى أم من الذهب الصينى,

خاصة أن ظاهرة شراء الذهب الصينى بدأت فى الانتشار نظراً للظروف الاقتصادية لأغلب الأسر المصرية وبعد أن وصل سعر جرام الذهب الى أعلى مستوياته فى الفترة الأخيرة، حيث تقبل الكثير من النساء خاصة فى المناطق الشعبية على التزين به، كحل مؤقت للتحايل على ظروف الواقع المرير، والشعور بأنها كغيرها من النساء تستطيع التزين, وأنها ليست أقل من غيرها من النساء.
ومع ذلك اختلفت آراء الناس حول الذهب الصينى، حيث قال عمر زياد وهو شاب مقدم على الزواج: أفضل أن أقدم لخطيبتى دبلة فقط على أن أعطيها شبكة من الذهب الصينى, وأضاف أن الذهب الصينى ربما أبهر الناس فى البداية بتصاميمه وأسعاره ولكن فيما بعد أدرك الناس أنه سريع التلف، وهناك شك عند قطاع عريض من الناس أنه يسبب السرطان.أما نهى عبد المنعم موظفة فقالت أرفض فكرة الذهب الصينى لأنه غير قيم ويسبب الحساسية ويتأثر بالماء ورش العطور ووضع الكريمات التى تغير من شكله. بينما جاء رأى الحاجة هدى حسين مغايراً لأنها تقبل أن يقدم عريس ابنتها شبكة من الذهب الصينى بشرط أن يكون إنساناً حسن الخلق والطباع مراعاة لظروف الشباب الصعبة فهى «تشترى راجل» على حد قولها, ولكن بشرط أن يشترى لها شبكة من الذهب الحقيقى حين تتحسن أحواله المادية. وقال الحاج حسن شوكت إن الشبكة فى الصعيد ليست مجرد هدية للعروس ولكن هى تقدير لعائلة العروس ككل، فكلما علا شأن عائلة العروس غلا ثمن الشبكة المقدمة لها, لذلك إن لم تكن الشبكة من عيار 21 على الأقل يكون العريس مرفوضًا أما السيدة فاطمة السيد فهى تعتبر الذهب الصينى هدرا للأموال, لأنه مهما خزنت منه فهى لن تستطيع الانتفاع المادى به, أما الذهب الحقيقى فهو نوع من الأموال المتروكة للزمن.

وكان من الضرورى أن نعرف رأى تجار الذهب فقال السيد صلاح صائغ فى شبرا إن الذهب الصينى ليس ذهبا حقيقيًا، بل هو إكسسوار ويجب على الناس أن يعرفوا هذا كى لا يكونوا ضحية للنصب, خاصة أن الذهب الصينى يكون مختوما من الداخل بحروف إنجليزية قد يظنها البعض أنها ختم الذهب أو الدمغة، ولكنها فى الحقيقة الحروف الأولى للشركة الصانعة, وأضاف لم ولن يؤثر هذا الذهب المزيف على صناعة الذهب المصرى أو تجارة الذهب بشكل عام، وقد مر علينا من قبل مصنوعات اسمها كورو واختفت فيما بعد.. فالأصل يبقى مهما مرت عليه السنون, وأشار الى أن الصينيين يعتمدون فى الأساس على تقليد الموديلات ليس أكثر فهم يجمعون عينات من المصنوعات الذهبية من البلدان المختلفة, يعملون قوالب لها ويقلدون نفس الموديلات وينتجون منها أعدادا كبيرة يغزون بها الأسواق، ولكن الحديث عن إبداع حقيقى فى التصميم هو غير صحيح فيما يخص الذهب الصينى. ومن المؤسف أن الذهب الصينى مكاسبه أكثر من الذهب المصرى فالتاجر يشترى أسوار بـ ثلاثة أو أربعة جنيهات ويبيعها بـ 25 جنيها. أما السيد فاروق بائع ذهب صينى فيقول إن الذهب الصينى لا عيب فيه مطلقا ونحن نبيع لمئات الزبائن ولم نجد أى شكاوى ويكفى أن الأسر الفقيرة تجد فرصة كى ترتدى أطقما جميلة لا يقدرون على شرائها من الذهب الأصلى, وأكد أن المصنوعات الصينية قد حلت مشكلة الشبكة لكثير من الأسر البسيطة. ورغم كل ما يقال يحذر أطباء الجلدية من لبس الذهب الصينى، لما يسببه من عمليات تسمم سريعة وحالات من الطفح والالتهاب الجلدى الخطيرة، فهو ذهب مقلد يصنع من النحاس أو الألمونيوم أو الحديد المطلى بماء الذهب، ويحمل نفس ألوان الذهب الأصفر والأحمر والأبيض.

يقول د. ممدوح جابر استشارى الأمراض الجلدية إن هذا النوع من الذهب يصنع معظمه من النحاس، وهو من المعادن ذات التأثير السلبى على صحة الجلد لما يحدث به من عمليات أكسدة سريعة بفعل الأكسجين الموجود بالهواء، ومن ثم يتعرض للصدأ، وأضاف الجلد مكون رقيق وحساس جدا، وقد يحدث هذا الصدأ التهابات وطفحا جلديا قد يستمر لمدة طويلة، أو قد يحدث ما هو أكثر من ذلك وهو امتصاص الجلد لهذا الصدأ، ومن ثم يمتصها الدم مما يؤدى لحدوث حالات تسمم سريعة.

وفيما يتعلق بالسبب النفسى وراء تغير السيكولوجية المصرية واتجاه السيدات لهذا النوع من الذهب المزيف لمجرد التزين به أمام الآخرين، قال استشارى الطب النفسى د. محمد سمير عبد الفتاح يرجع سبب ارتداء النساء لحلى مزيفة والادعاء بأنها حرة إلى فكرة «الادعاء» التى أصبحت سمة أصيلة من السمات المكونة للشخصية المصرية المعاصرة، كما أن فكرة «المنظرة» والحكم على المظاهر هى فكرة مرسخة فى الشخصية المصرية المعاصرة كاقتناء أشياء ثمينة وإبرازها للآخرين.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق