رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

حيتان وأسماك قرش الساحل الشمالي

تنتشر بمواقع التواصل الاجتماعي صورا لأسماك قرش وحيتان على شواطئ محافظة الإسكندرية والساحل الشمالي ومطروح ، كما تم تداول فيديو لظهور قرشا بمنطقة البحر الأحمر بالعين السخنة وهو يهاجم بعض المصطفين وكذلك شهد الشهر الماضي نفوق حوتا ضخما على شاطئ حمام كليوباترا بمحافظة مرسى مطروح.

وحذر خبراء متخصصون فى مجال علوم البحار من اصطياد أسماك القرش وذلك لعدم التسبب في إحداث خللا بالبيئة البحرية وظهور كائنات وأنواع جديدة من الأسماك أكثر عدوانية وقربا من الشواطىء.

وأشار الخبراء إلى أن سلوكيات بعض المصطفين من إلقاء المخلفات من الطعام وبخاصة اللحوم وكذلك سلوكيات بعض أصحاب السفن من إلقاء اللحوم الفاسدة في البحار يدفع سمك القرش لملاحقتها لأنه يشم رائحة الدماء ومن ثم يتتبعها لأماكن قريبة من الشاطىء ، مناشدين المصطفين وأصحاب السفن ونحن بدورنا نناشدهم معهم بعدم إلقاء مخلفات الأطعمة واللحوم الفاسدة في البحار!!

في الحقيقة مهاجمة القروش والحيتان للبشر تحدث منذ الأزل وأول من كتب عنها هيروديتوس عام أربعمائة واثنين وتسعون قبل الميلاد ومن يعتقد أن البحر الأحمر هو وحده الذي يحتوي على أسماك قرش وحيتان يكون مخطئا فالبحر الأحمر يحتوي على 44 نوعا فقط من أسماك القرش من أصل 460 نوعا من القروش في مختلف أنواع البحار وتتواجد بالفعل فيما يخصنا بخلاف البحر الأحمر أعدادا كبيرة جدا من القروش في البحر الأبيض المتوسط ، فأكثر من مائتي مشاهدة تم رصدها لسمك قرش منذ بدأ التسجيل بعام 1850 ؛ سجل السواد الأعظم منها على الشواطئ الشمالية للبحر الأبيض المتوسط وخصوصا على شواطئ إيطاليا وبحر الأدرياتيك في يوغوسلافيا السابقة ، ثم سجل انتقال لها إلى وسط البحر الأبيض المتوسط ، وجنوب إيطاليا وصقلية ومالطا، وشواطئ شمال أفريقيا وهناك منطقة غنية بالقرش الأبيض تحيط بجزيرة فابينيانا، الواقعة غربي صقلية.

وقد تعرض أربعون شخصا منذ عام 1909 لاعتداءات القرش الأبيض "في البحر الأبيض المتوسط " أي عدوان واحد كل عامين وقد أدى ثمانية عشر حادثا إلى موت ضحاياها... أشهرها تعرض غطاس تونسي لهجوم من قبل سمكة قرش الأبيض عام1909، فقد آثره لأحدى ساقيه واصطياد قرشا أبيضا هائلا عام 1987 في أحد موانئ الصيد في مالطا طوله بلغ ثلاثة وعشرون قدما مما جعله ببساطة موازيا لأي حافلة نقل عام كما تم تسجيل تعرض أربعة نساء لهجوم بعيدا عن تريستا إلى الشمال من البحر الأدرياتيكي، وقد ماتت إحداهن متأثرة بجراحها. وصنف خوسي لويس بيريز دياس كأول متزلج على الماء في العالم يجرح من قبل قرش أبيض.؛ حيث ضرب القرش مؤخرة لوح التزلج، وما أن حاول لويس إعادة السيطرة عليه حتى عاد القرش ليعضه مرة أخرى وينتزع القدم معه وخليج براتي الخلاب على مسافة مائة ميل من روما وعلى شواطئ توسكاني شهد شهر فبراير من عام 1989 حادثا مروعا حيث قتل قرش أبيض الغطاس لوسيانو كوستانزو .

نستنتج مما سبق ان القروش والحيتان تتواجد فيما يخصنا بالبحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط وأن هناك عدة حوادث حدثت بالفعل في عدة دول حول العالم تم خلالها هجوم أسماك قرش وحيتان على من يسبحون من الناس بالبحار ولكن بالطبع الأحتمالية لحدوث ذلك تكثر بشدة في المياة العميقة وعند شم سمك القرش لرائحة دماء في مياه قريبة من الشاطىء وتزيد كذلك نسبة احتمالية مهاجمة سمك القرش للبشر عند ذعر الإنسان وتحركه بسرعة وعشوائية وشدة في الماء وهو ما سيحدث بطبيعة الحال عند رؤية أحدنا لسمك قرش أو حوت ... الله لا يقدر لنا جميعا هذا .

وقد كنت اتساءل دائما بيني وبين نفسي منذ أن كنت صغيرة عن سبب إصرارنا على السباحة في مياه البحار رغم أنها في حقيقة الأمر ليست العالم الذي خلقه الله لنا لنحيا به ومن الواضح أنها عالمهم هم .. عالم الحيتان والقروش والأسماك ولا أقصد بذلك أن لا نستمتع بجمال هذا العالم ولكن لماذا لا يكفينا الجلوس على شاطئ البحر والاستمتاع بجماله وسحره وغموضه ؟! أليس كافيا لنا أن ننسى همومنا وضغوطات الحياة والناس من حولنا على شاطئه ونحن ننظر إلى صفاء لونه الأزرق ونتابع حركة وصوت أمواجه وهى تصطدم بالصخور ؟! هل أطماعنا لا تنتهي باستنشاق نسمات هواءه النقية وانشراح صدرنا باتساع أفقه المترامي الأطراف؟!
على فكرة أنا لا أحدثك أنت فقط ولكني أحدث نفسي معك فأنا بصراحة أعشق السباحة في البحر وأستمتع بأمواجه المتراطمة التي أفضل أحيانا تسلقها والغوص أسفلها أحيانا أخرى !!... وكوني أنصحك بشيء قد لا أستطع تحقيقه ليس نفاقا كما يبدو الأمر ولكني أنصحك بما أتمنى أن أحققه ومن يعلم فقد أستطع يوما ما الاقتناع بترك عالم البحار لأهله من الأسماك والحيتان والقروش .

وعلى كل حال قد يفيدنا معا قراءة نتائج دراسة توضح لنا النتائج الإيجابية على صحتنا الجسمانية والنفسية جراء استنشاق هواء البحر النقي ونحن نستجم على شاطئه فقط دون نزوله والدراسة تقول لنا أن استنشاقنا لهواء البحر من شأنه :
1- زيادة ضخ الدم في الجسم مما يعمل على زيادة ضخ الأكسجين للمخ ويسبب زيادة الاحساس باليقظة والنشاط والحيوية .
2- تقليل التوتر والعصبية وتحسين الحالة المزاجية ؛ حيث يحتوي هواء البحر على الأيونات السالبة التي تؤدي لزيادة سرعة امتصاص الأكسجين ، والتي تعمل على توازن هرمون السيرتونين مما يؤدي إلى تقليل العصبية وافراز الأندروفين في الوقت نفسه الذي يعطي شعورا بالراحة .
3- ترطيب البشرة ونعومتها لقدرة هواء البحر الغني بالأملاح على علاج التهابات الجلد والبثور كما يساعد هواء البحر على تنشيط الدورة الدموية وتغذية الجلد .
4- تنظيف الرئتين ، وصحة القصيبات الهوائية ، والالتهابات الرئوية والتليفات الكيسية ، إذ يساعد استنشاق هواء البحر على امتصاص 7% من كلوريد الصوديوم مما يقلل الحاجة لتناول المضادات الحيوية .
5- خفض ضغط الدم وتحسين الصحة العامة للجسم.
6- استنشاق هواء البحر يعالج كذلك نقص اليود والذي يحتاجه الجسم في تنظيم عمل الغدة الدرقية ... وفي النهاية هل اقتنعت بالأكتفاء بالجلوس والأستجمام على شاطىء البحر وترك السباحة به للحيتان والقروش والأسماك أصحابه الحقيقيون ؟!

[email protected]
لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي

رابط دائم: