رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

الأزهر والكنيسة .. معا نحو خطاب دينى جديد
زيارة إلى بيت العائلة المصرية

أدار الندوة وأعدها للنشر : مروة البشير
كان شعار «يحيا الهلال مع الصليب» الذى رفعته ثورة 1919 تعبيرا صادقا عن حال المجتمع المصرى فى مواجهة المحتل الأجنبي، ومرت السنون وواجه المجتمع المصرى متغيرات كثيرة، وتحديات أكثر .. رحل المحتل وبقيت المؤامرات التى تستهدف مصر ونسيجها الوطنى.

وظهرت الحاجة إلى أشكال وآليات جديدة تواكب العصر لمواجهة تلك التحديات، وجاءت فكرة إنشاء «بيت العائلة المصرية» عام 2011 فى وقت عصيب للغاية كانت تمر به البلاد، ليتشارك الأزهر الشريف مع الكنيسة القبطية الارثوذكسية فى قيادة مؤسسة جديدة تستهدف الحفاظ على النسيج الوطنى المصرى، والتصدى لمحاولات غرسَ روح الفتنة بين أطياف الشعب الواحد، وغرس ثقافة التسامح وقبول الآخر، ونبذ الأفكار المتطرفة والإقصائية وتجنيب المجتمع ويلاتها.

ورغم مرور مايقرب من خمس سنوات على إنشاء بيت العائلة المصرية، مازالت قطاعات عديدة من الرأى العام المصرى لا تعلم عنه الكثير، رغم جهوده المختلفة بالمحافظات، لذلك استضاف الأهرام قيادات بيت العائلة لنتعرف أكثر على ما يقومون به من جهد فى هذا السياق.

وفى بداية الندوة رحب الأستاذ عزت إبراهيم مدير التحرير بالضيوف، مشيرا إلى طبيعة المجتمع المصرى التى احتضنت جميع الأديان والمذاهب والأطياف على مدى عقود طويلة، وما زالت فى أغلبيتها العظمى تتميز بالتسامح والاعتدال رغم موجة الأفكار المتطرفة التى تغرق المنطقة.

وبدأنا النقاش بالتساؤل عن الظروف التى ظهرت فيها فكرة بيت العائلة المصرية ؟

<< د.حمدى زقزوق: بيت العائلة فكرة ظهرت لدى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف بعد أحداث كنيسة (سيدة النجاة) فى بغداد فى أكتوبر سنة 2010، ثم الاعتداء على كنيسة القديسين فى مطلع سنة 2011، على اعتبار أن تكون مهمة بيت العائلة الأساسية، الحفاظ على النسيج الوطنى فى مصر، وصدر بعد ذلك قرار من مجلس الوزراء بإنشائه، فى أكتوبر 2011، وتضمن القرار انشاء هيئة مشتركة باسم بيت العائلة المصرية برئاسة شيخ الأزهر، وبابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والمقر الرئيسى مشيخة الأزهر، والهدف منه الحفاظ على النسيج الوطنى الواحد فى مصر، وحتى يمكن القيام بهذه المهام تم عمل جهاز إداري تنظيمي مهمته التنسيق مع كل الجهات، به مجلس أمناء و مجلس تنفيذي يتكون من ثماني لجان، لجنة للتعليم، وأخرى للرصد والمقترحات، ثم الثقافة الأسرية، والخطاب الديني، والإعلام والعلاقات العامة، والشباب للتنمية المجتمعية، والطوارئ التنفيذية، والمتابعة، واللجنة القانونية .

ولكل لجنة مقرر ومقرر مساعد، واحد من الأقباط وواحد من المسلمين أو العكس، وهذه اللجان تجتمع بصفة دورية والمجلس التنفيذى يجتمع كل شهر أو إذا اقتضت الحاجة لمتابعة أنشطة كل اللجان المختلفة، وإذا كان هناك دعم مطلوب، نقوم بتقديم هذا الدعم.

لم يقتصر الأمر على المركز الرئيسى فى القاهرة، ولكن قرار رئيس مجلس الوزراء الذى صدر فى أكتوبر سنة 2011، أعطى صلاحيات لبيت العائلة بالاتصال بالوزارات والجهات المختلفة التنفيذية بمصر لعرض مقترحاته وتوصياته، وبالفعل عندما نرسل لأى جهة من الجهات نجد كل الاستجابة والمرونة، مثل وزارة التربية والتعليم ووزارة الشباب، ووزارة الثقافة،لأنها تعرف أن الهدف الأساسى لمؤسسة بيت العائلة المصرية هو «الحفاظ على النسيج الوطني في مصر».




ومن الأشياء اللطيفة أن الدكتور رسمى عبدالملك اقترح على وزارة التربية والتعليم فى المدارس ما أسماه بأصدقاء بيت العائلة، وبالفعل تم تنفيذ هذا، وله أنشطة مختلفة، لدرجة أنه كان منشورًا فى الصحف قريبًا أنه فى كفر الشيخ أقيمت مباراة فى كرة القدم بين المشايخ والقساوسة، وقد حدث هذا قبل ذلك فى أسوان، وكانت هذه فكرة شيخ الأزهر، وبالفعل تم تنفيذها بأسوان، ويتكون الفريق الواحد من مسلمين ومسيحيين، وليس فريقًا مسلمًا وفريقًا مسيحيًّا، وهذه من الأعمال المشتركة، وكذلك التدريب بين الأئمة والقساوسة كان لها مردود طيب جدًّا.. لم يكن هذا فقط فى أيام التدريب، ولكن كل شيخ وكل قسيس من الذين اشتركوا فى ذلك التدريب، إما أن يعظ فى جامع أو فى كنيسة، وبهذا هو ينقل تلك الروح التى تشبع بها للجمهور الذى يستمع له..

وأود أن أشير إلي حقيقة كثير من الناس لا يعرفونها، وهى أن مصر ظلت قرنين من الزمان، المسلمون فيها أقلية، أى لم يجبر المسلمون واحدًا مسيحيًّا لكى يصبح مسلما، ولذلك ظلوا أقلية قرنين من الزمان، لكن التطورات بعد ذلك،والتسامح كان هو الأساس، ونحن نريد إعادة ذلك التسامح الذى كان سائدا، وهذا جزء من العمل الذى ينبغى أن نقوم به وأن نتعاون فيه مع بعضنا من أجل خير مصر والحفاظ على النسيج الوطنى المصرى.

الأهرام: لديكم تجربة مهمة للتفاعل بين المشايخ والقساوسة، كيف قمتم بها؟

<< نيافة الأنبا أرميا : منذ سنوات كانت اللقاءات التى ترونها فى التليفزيون، للبابا شنودة - رحمه الله - وهو يزور الدكتور زقزوق عندما كان وزيرا للأوقاف ويجلس يتحدث معه ويتناقشان فى الشعر وأشياء أخرى، ويذهب لفضيلة الإمام فى الأزهر ويزور المفتى فى دار الإفتاء.. كان يقال إن ذلك كلام تمثيل ولا يوجد علاقة حب، بينما كنت سكرتيرا للبابا شنودة وكنت أرى أن هناك محبة كاملة تتم بها تلك الزيارات.

ولكن لماذا لم ينقل ذلك الكلام للناس، فبدأنا فى إعداد لقاءات مشتركة على شكل دورات للمشايخ والقساوسة، وفي المرة الأولى كان معنا - رحمة الله عليه - الدكتور محمود عزب، وتقابلوا فى المركز الثقافى القبطى بالكاتدرائية وقلنا نعد لهم غداءً، فدخلوا منفصلين، وجلس القساوسة فى ناحية والشيوخ فى ناحية، فدخل - رحمة الله عليه - الدكتور عزب وقال لهم: (أنا عايز كل قسيس يمينه شيخ وشماله شيخ، وكل شيخ يمينه قسيس وشماله قسيس)، نظروا إلى بعضهم.. قاموا وجلسوا مثلما قلنا لهم، لكن كل واحد ينظر للطبق الذى أمامه، لا علاقة له بمن إلى جواره.

ثم أخذناهم في جولة داخل المركز الثقافى القبطى، فمنهم شيوخ لم يدخلوا كنيسة وقساوسة لم يدخلوا جوامع ولا الأزهر، فزاروا المركز الثقافى وشاهدوا المكتبة وجدوا مكتبة إسلامية خاصة بالبابا شنودة كان قد أهداها للمركز الثقافى، فبدأت الروح الطيبة تسري بينهم بعض الشيء، بعد ذلك أخذناهم للفندق للإعاشة وتلقى المحاضرات، وقلنا لهم القسيس سيبيت مع الشيخ فى غرفة واحدة، وخرجوا بعد ذلك قابلوا فضيلة الإمام الأكبر، وقابلوا قداسة البابا تواضروس، وألقى كل منهما كلمة، فخف التوتر، وصارت الأمور طبيعية أكثر، نأخذهم مرة ليزوروا المفتى ،ومرة وزير الأوقاف، ومرة ذهبنا بهم للأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الكاثوليك، وبدأت اللقاءات تتغير.. أخذناهم ليزوروا ديرا، ويزوروا جامعًا، مستشفى.. ذهبوا مع بعضهم لقناة السويس وهناك حضروا لقاءات ونزلوا القناة، وفى النهاية يأخذون الشهادة من الدكتور زقزوق تتوزع عليهم بلا استثناء.. وآخر ثلاث سنوات أقمنا حفلة كبيرة لـمائتي قسيس وشيخ مع بعض جمعناهم كلهم، وكان لقاء طيبًا حضره كل رؤساء الطوائف والأزهر والدكتور زقزوق .

ثم فى لجنة التعليم، خاطبنا وزير التربية والتعليم لنرسل شيخًا وقسيسًا معًا يشاركان فى طابور الصباح، ويلقيان كلمة فى المدرسة.. لكن ليس أى قسيس وشيخ، لابد من موافقتنا عليهم ضمن من خرجناهم واطمئننا على فكرهم، ويأخذون خطابًا معتمدًا من الأمين العام د.زقزوق، لكى لا ينقلوا فكرًا خاطئًا للأولاد.. فحين يرى الطفل شيخًا وقسيسًا في طابور الصباح يتحدثان معًا ويقفان إلى جوار بعضهما يتغير انطباعه.

ومنهم من زاروا مستشفيات معًا، نأخذ الشيوخ مع القساوسة ومع السيدات مثل الدكتورة جيهان عبد الواحد ،ومختلف أطياف المجتمع، ويقدمون هدايا للمصابين من ضحايا الإرهاب، المسيحي يأخذ إنجيلا، والمسلم يأخذ مصحفًا، ويهدون ورودًا، وأعلام مصر، ليُشعروا المصابين بإحساسهم وامتنانهم وعرفانهم أنهم دافعوا عنا، ونحن نعمل من القاعدة وليس من القمة وهذا يأخذ جهدًا، ووقتًا للتعليم والمناقشات،لكى تغيرى خطابًا وفكرًا موجودين، لن تضغطي على زر فتغيرى ثقافة الناس المتوارثة عندهم.. هذا بالنسبة إلى لجنة الخطاب الدينى الموجودة واللقاءات تتم على مدار ثلاثة أو أربعة أيام يسافرون معًا ونطمئن أنهم أخذوا كورسا لمدة سنة وغيرهم وهكذا... هؤلاء نعتبرهم الخميرة التي نصنع بها مصر.

الأهرام: كيف يمكن تفعيل لجان بيت العائلة لتحقيق الهدف منه؟

<< د.محمد جميعة : تفعيل لجان بيت العائلة يأتى على أكثر من مستوى.. من أول مستوى الأمانة العامة برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا تواضروس، والدكتور حمدى زقزوق، ونيافة الأنبا أرميا، في البداية يتم عرض التصور العام لعمل اللجان، ثم يبدأ عرضها على اللجان المتعددة سواء أكانت لجنة اللجان المركزية أم لجنة التعليم أم لجنة الشباب أم لجنة الأسرة، إلى آخره...

ويتم الدعوة لعقد الاجتماع، بحيث كل لجنة تجتمع على الأقل مرة شهرية، يتم عرض بعض الموضوعات، وما تستطيع عمله خلال هذا الشهر، بناء على خطة موضوعة من بداية العام، على سبيل المثال لجنة التعليم.. عندنا تقيم جماعات أصدقاء بيت العائلة فى المدارس. وخلال هذا الشهر هناك 8 مدارس.. نبدأ على أرض الواقع تنفيذ تلك الخطة، لجنة الأسرة نفس الوضع نجلس مع المقرر المساعد.. ما هى خطتنا هذا العام.. مثلا مراجعة وإعادة صياغة الرؤية ورسالة لجنة الأسرة، دعم فنى لأفكار لجنة الأسرة، فى بعض المشكلات الاجتماعية.. نريد عمل دراسة فنية عليها.. فيه لجنة دعم فنى تفسر لنا الظاهرة.. مثل زيادة نسبة الطلاق.. نسبة العنوسة فى المجتمع ندرسها ويتم تعامل فريق العمل معها فى أرض الواقع..

لجنة الشباب، عندنا بعض القضايا المثارة مثل الفكر المغلوط بين الشباب وبالذات فى الآونة الحالية التى تمر بها مصر وتعتبر مرحلة فارقة.. ننظر ما الظواهر التى يعانيها الشباب، مثل ظاهرة الإلحاد، ظاهرة الاختراق، ظاهرة عدم الانتماء.. تعد اللجان جدول أعمال لكل ظاهرة من تلك الظواهر على أرض الواقع، وكل لجنة تعقد اجتماعاتها وتشكل لجانا لدراسة هذه الظاهرة وكيفية معالجتها على أرض الواقع، سواء من خلال الوزارات والمؤسسات والجامعات، على سبيل المثال عقدنا مؤتمرا كبيرا تنظمه لجان الثقافة الأسرية بالتعاون مع جامعة المنصورة حول كيفية مواجهة الإرهاب بالفكر المستنير، وأيضا سنذهب لجامعة عين شمس لمقابلة رئيس الجامعة وسنعرض عليه فكرة رسالة بيت العائلة، وهكذا.. ننشط أداء كل لجنة من خلال الوزارة أو الهيئة أو المؤسسة.

الأهرام: هل يقتصر دور بيت العائلة على معالجة النزاعات الطائفية؟!

<< الأب رفيق جريش : بالطبع لا، فهدف بيت العائلة العمل المشترك وإذابة كل الفوارق التى ظهرت فى كل السنوات الأخيرة، وليس انتظار المشكلة حتى تحدث ونسعى لحلها، وإن كان هذا يحدث، ولكن الهدف الأول هو العمل المشترك على أرضية وطنية مشتركة بين جميع أبناء الوطن الواحد، عن طريق تفعيل المخزون الحضاري و الثقافى للشخصية المصرية بمكوناته التاريخية المتميزة والاستفادة بهذا السبق الحضارى فى بناء وترسيخ منظومة القيم الروحية والثقافية والحضارية اللازمة لنهضة الوطن، كما يعمل بيت العائلة على ضبط وتجديد الخطاب الدينى ونشر قيم الوسطية والاعتدال، وأيضا العمل على تنمية وتوعية الأسرة المصرية روحيا واجتماعيا لكى تكون قادرة على تنشئة أبنائها نشأة صالحة، بالإضافة إلى رصد ما يحدث على أرض الواقع من أحداث تمس السلام المجتمعى أو الوحدة الوطنية وإعداد تقارير مسبقة بما يستشعر منه حدوث أى احتقان طائفى واقتراح وسائل الوقاية اللازمة قبل حدوث أية مشكلة .




الأهرام : ما هو دور الإعلام فى دعم أنشطة بيت العائلة ؟

<< الأب رفيق جريش : لجنة الإعلام لجنة حديثة، هدفها تكوين اعلام مؤثر قادر على إحداث التغيير المطلوب فى فكر وثقافة المجتمع بما يتطلبه ذلك من عمليات تطوير أو تنمية أو وقاية أو تصحيح مفاهيم، وقد حددنا هدفًا خلال 2016، وهو وضع بيت العائلة على خريطة الإعلام أولًا المصرى والعالمى أو العربى، لأن هناك اهتمامًا من العالم الخارجى، ودائمًا يسألوننى عن بيت العائلة يمكن أكثر من الداخل.. داخل مصر، ونحن نعد لمجلة شهرية وأيضًا موقع إلكترونى لنشر أخبار بيت العائلة والتعريف بأنشطة اللجان المختلفة.

عندنا قصور وعتاب إن جاز التعبير.. قصور لأن هناك بطئًا.. أنت تعلمين أن العمل الإعلامى بطيء لكى يتأسس، وعتاب أنه مازال الناس كلهم يسألون عن بيت العائلة.. ومن أجل ذلك نحن نشكرك اليوم لاستضافتكم بيت العائلة وإن شاء الله المواقع والجرائد الأخرى يحذون حذوكم.

الأهرام : ما هو المطلوب من الدولة والمؤسسات الرسمية لدعم بيت العائلة وماذا قدمت؟

<< الدكتورة جيهان عبد الواحد : دور الدولة والمؤسسات الرسمية تضمنه قرار مجلس الوزراء بأن يتعاونوا معنا فيما نراه صالحاً، وأنا سأتكلم بصفتى مقررة لجنة الثقافة الأسرية.. نحن نشارك لتحقيق الهدف من وجود بيت العائلة الأصلى، وهو الحفاظ على النسيج الوطنى من خلال دور الثقافة الأسرية، وأنا شاكرة لرئاسة مجلس الوزراء، والمجهود الذى قام به الإمام الأكبر أحمد الطيب والدكتور محمود زقزوق والأنبا أرميا كلهم ساعدوا على أن نأخذ توقيعات من مجلس الوزراء أن كل الجهات التنفيذية بالدولة تكون عامل مساعد للفكر الموجود فى بيت العيلة، هذا هو الأمر الأول.

والأمر الثاني: بالنسبة إلى كل لجنة لكى تحقق هذا الهدف، فلا بد أن تضع لنفسها رؤية ورسالة، لكى نعمل بأسلوب علمى صحيح ولعمل هيكلة للأدوار الموجودة فى كل لجنة لنصبح فاعلين فى المجتمع.. فالتفعيل هو أهم الخطوات التى تعطى بصمة فى المجتمع المصرى، وسأتحدث عن لجنة الثقافة الأسرية، لأننى أشعر أن الأسرة هى نواة المجتمع،ورؤيتنا هى المشاركة فى بناء أسرة قوية مترابطة تقوم على التوعية بأهمية التوازن النفسى والفكرى، لأن هذين الجانبين هما اللذان يصنعان أى زعزعة فى المجتمع، ثانيًا: غرس روح الالتزام بالنسيج الوطنى الواحد والانتماء الوطنى، ثالثًا: العمل على تنشئة الأبناء نشأة صالحة، لأنها هى البذرة التى سأقدمها للمجتمع فلابد من أن تكون صالحة فى إطار القيم الروحية المشتركة والتقاليد المصرية الأصلية.. ولكى أحقق تلك الرؤية من خلال لجنة الثقافة الأسرية كان يلزمنى شيئين.. أن أعمل منهجا يسمى بالمنهج الفعال، أنزل للمجتمع نفسه، فقد انتهزنا فرصة عيد الأم وساعدنا وزير الثقافة حلمى النمنم أن نأخذ موافقة بمعهد الموسيقى العربية وأخذت د.سكينة فؤاد والدكتورة نادية زخارى أم مسلمة وأم مسيحية لتكريمهما كأمين مثالي وكان له صدى كبير من الناحية الإعلامية وكثير من القنوات صوروا هذا اليوم.

الأهرام : كيف يسهم بيت العائلة فى نشر ثقافة التسامح والتعايش بين طلاب المدارس؟

<< د.رسمى عبدالملك : المجتمع كاد أن يفقد بالفعل الثقة فى تقبيل الشيوخ والقساوسة لبعضهم، ولذلك قمنا بدراسة كيف تكون لنا رؤية لبناء جيل يقوم بنشر هذه الثقافة لأننا سنختفى بعد فترة، لكن المهم أن يستمر بيت العائلة، ولذلك كان هدفنا بناء شخصية مصرية قادرة على مواجهة التحديات.. وقد تبنينا هذه السياسة.. نكمل شغل العملية التعليمية والعملية التربوية.. الوزارة تعمل فى مجال التعليم والتحصيل أكثر من المجال التربوى.. فى المدارس هناك تنظيمان مهمان جدًّا.. تنظيم اتحادات الطلاب وتنظيم مجالس الأمناء والآباء والمعلمين وهذه عملية بناء وغرس قيم بشكل سليم جدًّا.. وصلت مبادرة من إحدى الزميلات الموجودات معنا باللجنة واشتركت مع الوزارة فى عمل عن القيم والأزهر والكنيسة موجود فى سنة أولى وثانية وثالثة ابتدائى الآن.. ليس له خطة زمنية ولكنه موجود للتدريس من خلال النشاط عن القيم والأخلاقيات وقد صدر.

الأهرام : هل يوزع الآن فى المدارس؟

<< د.رسمى عبدالملك : تم توزيعه على المدرسين

الأهرام : متى سيوزع على الطلبة؟

<< د.رسمى عبدالملك : الهدف من العمل المدرسون فقط وهم يوصلون المعلومات، وذلك لعدم زيادة المواد والكتب على الطلبة وهو كتاب مشترك عن القيم المشتركة بين الإسلام والمسيحية، وليس لنا علاقة بمشاكل التعليم كلها، إنما تقف حدودنا على الحفاظ على وحدة النسيج الوطنى..فنقوم بعمل أنشطة وفرق تمثيل من الحضانة إلى الثانوية العامة..يقوم بتأليفها وتمثيلها الطلاب المسلمين والمسيحيين معا. وقد قمت بمقابلة وزير التربية والتعليم الذى أبدى تجاوبا كبيرا معنا،

وقدمت له وثيقة للتعليم، تشمل بعض البنود: أهمها تكوين فرق أصدقاء بيت العائلة فى جميع مدارس مصر، وقدوافق عليها بالفعل وبدأنا تجربته هذا العام، وسنقوم بتدريب المشرفين فى الصيف وإعطائهم دورات تدريبية للإشراف على هذه الفرق.

الأهرام :وماذا سيكون نشاط هذه الفرق؟

<< د.رسمى عبدالملك : نشاطها سيكون اجتماعًّيا ورياضًّيا وثقافيًّا وفنيًّا، أما المناهج الدراسية فوجدنا فيها بعض الأشياء التى تسيء للآخر، وأوضحنا تلك الملاحظات لوزير التربية الذى وعد بحلها، كما قمنا بتشكيل لجنة صغيرة من بيت العائلة لدراسة المناهج من أولى ابتدائى للثانوية العامة، ومعنا فى اللجنة مدير مركز تطوير المناهج فى وزارة التربية والتعليم، لكى تكون العملية سهلة، وكانت المشكلة الأخرى هى معلم التربية الدينية، فلا يوجد فى مصر مدرس تربية دينية، لا إسلامية ولا مسيحية.. مدرسو العربى يدرسون التربية الدينية، وبهذا مهما بذلنا مجهودا فى المناهج.. ستكون فاشلة، لأنه ليس المدرس المتخصص. فمشكلة وزارة التربية والتعليم أنه لا يوجد كادر لمدرسي التربية الدينية أساسًا فى الوزارة، وقد وعد الوزير بحل تلك المشكلة وأن يضعها ضمن مشروعاته القادمة.

كما فكرنا في عمل تدريب لمدرسي التربية الدينية القائمين على تدريسها الآن عن طريق الأزهر وعن طريق الكنيسة.

الأهرام : باعتبار الشباب أهم فئات المجتمع .. ماذا قدم بيت العائلة لهم ؟

<< د. مسعد عويس : أهم ما نحرص عليه هو العمل على تنشئة الشباب على أسس سليمة روحيا واجتماعيا ونفسيا وفكريا وصحيا، وبناء وتنمية قدراته ومواهبه وتفعيل دورهم فى بناء الوطن ثقافيا واجتماعيا والدعوة الى نبذ العنف والتطرف والتعصب والاهتمام برعاية المتميزين والمتفوقين.

وسوف نقيم معسكرا فى الصيف، يجمع بين الطلبة المسيحيين والمسلمين، وسيتم عمل بحوث ودراسات عن المشكلات التى تواجه الطلبة، هل البيت هو السبب، هل الأصدقاء، وكيفية معالجتها، وأيضاً سيتم عمل دورات تدريبية لإكساب الطالب مهارات التعامل مع الاختلاف، عن طريق اللعب، عن طريق النشاط، وليس عن طريق المحاضرات.

على سبيل المثال الكراسى الموسيقية معروف إنها 4 كراسى وخمسة أفراد بيجروا، اللعبة الجديدة أصبحت 2 يجلسان على الكرسى معا وليس فردا واحدا، ولو جلس بمفرده على الكرسى يصبح خارج اللعبة، فنعتمد هنا على فكرة ان يتقبل الآخر دائماً معه، وهذا العمل الجماعى هو ما نفتقده بالفعل .

وقد قمنا بالتعاون مع وزارة الشباب وكان تعاونًا إيجابيًّا جدًّا وكنا نحاول الذهاب فى كل المحافل الشبابية، معنا قس و شيخ وايضاً أحد المسئولين عن التنمية البشرية بالـمائتين أو الثلاثمائة شخص وذهبنا عدة محافظات، وفى النهاية نسأل الشباب ماذا تريدون؛ لمعرفة احتياجاتهم والعمل على تلبيتها،بعد ذلك أقمنا الأنشطة التربوية المتكاملة، منها النشاط الثقافى، النشاط الفنى، الرياضى، الاجتماعى.. إلى آخره.. شيء آخر كنت مهتمًّا به وهو «الحوار البناء وثقافة الاختيار». وهنا لا أنسى الإشادة بوزارة الشباب على تعاونهم الجاد والمثمر معنا.

وقد أطلقت مشروع «مرصد السبيكة الوطنية»، واقصد به رصد الإيجابيات وأن لا نقف على السلبيات، وأناشد كل القراء والمشاهدين والمستمعين كأجهزة الإعلام.. أن يظهروا كل جميل في هذا الوطن.

<< الدكتورة جيهان عبدالواحد: قدمنا شيئًا للشباب هذا العام، وكان له رد فعل واسع.. صنعنا توأمة مع مشروع الرئيس عبدالفتاح السيسى فى القيادة، وفى جامعة المنصورة سندرب أكثر من 300 طالب على برنامج القيادة.. وأيضًا «كيف تمارس الاختيار» وهذه مشكلة الشباب التى سنحلها من خلال بيت العائلة، حتى يكون الشاب قادر على اختيار مستقبله.. تخصصه.. حتى يعرف يختار الزوجة.. وقد قمنا بعمل برنامج مع كلية الصيدلة، كلية تربية نوعية فى جامعة الدقهلية، وكان الخريجون عندنا أكثر من 400 طالب فهذه البرامج بتمس احتياجات الشباب جداً.

الأهرام: هل يتزايد التجاوب المجتمعى معكم؟

<< د.حمدى زقزوق: طبعا ،فالمجتمع يرحب جداً بنشاط بيت العائلة، فنحن لم نشهد أى عقبات من داخل المجتمع أبدًا، وأرجع ذلك لأن بيت العائلة مؤسسة إسلامية مسيحية فهذا له رد فعل جيد جداً، لدى الشعب المصرى المتسامح بطبعه، فكونى أعيد إحياء هذه القيمة التى كانت موجودة قبل ذلك، فهو شيء طيب، فالحمد لله هناك تجاوب جيد جداً، لذلك أنا لا أستطيع أن أتحدث عن عقبات صعبة تقف فى طريقنا ونريد تحطيمها .

الأهرام : لماذا يتركز نشاط بيت العائلة فى الصعيد وينخفض فى بقية المحافظات خاصة الحدودية؟

<< نيافة الأنبا أرميا : يوجد نشاط لبيت العائلة فى بورسعيد وفى الإسماعيلية والإسكندرية والبحر الأحمر وفى أسوان، وأسيوط وفى ملوى وفى ببا وسمالوط، ولن نتوقف عند تلك المحافظات فقط، بل سنواصل الانتشار لنغطى كافة أنحاء الجمهورية، ودائما نبدأ بخطوات متأنية، فنقدم طلبًا للمحافظة ونأخذ رأى الموجودين من الشيوخ والقساوسة، ثم نعرض ذلك على الدكتور زقزوق وبعد ما نصل لاتفاق فى التشكيل مماثل للموجود فى الأمانة العامة واللجنة التنفيذية، يعتمد من فضيلة الإمام الأكبر وقداسة البابا تواضروس ثم يطبق على أرض الواقع مباشرة .

الأهرام: هل تعانى الثقافة المصرية من مشكلة حقيقية فى تقبل الآخر؟

<< د. جرجس صالح: الحقيقة أن الثقافة المصرية الأصيلة فى مصر بلد الحضارة الفرعونية المسيحية الإسلامية لا تعانى من تلك المشكلة، لكن يجوز فى فترة ظهرت بعض أشياء غريبة عن مجتمعنا، فهذه تحتاج إلى الإقناع وتغيير الفكر بالنسبة للشباب، وقد نشأ جيلنا - مسيحيين ومسلمين - على ثقافة قبول الآخر، فالثقافة المصرية لا تعانى من ذلك، ولكن ربما تكون هناك أشياء واردة من الخارج يجب معالجتها بهدوء.. ويعد هذا هدفا من الأهداف الأساسية من إنشاء بيت العائلة.. وما أريد قوله إن عملية تغيير الثقافة لا تأتى من خلال لقاء واحد، فلابد من توافر نوع من الإقناع.. لابد من وجود شيء عملى، فهذه عملية تغيير فكر بالتعاون مع الشباب، والذين أحرص على الالتقاء بهم كثيراً فى مختلف المحافظات وإعطائهم محاضرات عن التربية الروحية من الجانب المسيحى وكنت أتكلم أيضاً عن تاريخ العلاقات الإسلامية المسيحية على مدى التاريخ، ودائما تكون النتائج إيجابية، فبيت العيلة يجسد هذه الوحدة الوطنية والنسيج الوطنى المشترك ،ويقول القرآن الكريم «اُدْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللهُ آمِنِينَ»، والكتاب المقدس يقول «مُبَارَكٌ شَعْبُ مِصرَ».، وقد كان يقول البابا شنودة رحمه الله «مصر ليست وطنًا نعيش فيه، ولكنها وطن يعيش فينا».. ونحن نريد المحافظة على ذلك.

الأهرام : كيف تتابعون نشاط اللجان المختلفة لتحقيق الهدف من بيت العائلة؟

د.إسحق إبراهيم : فى البداية شكرًا للأهرام، وهذا اللقاء يمثل بداية لمرحلة جديدة لتعزيز تدعيم الإعلام بدور بيت العائلة.

ونحن فى لجنة المتابعة، نقوم بمتابعة وتقييم وتطوير خطط العمل وآليات التنفيذ ومعايير الأداء ورصد وقياس مدى الالتزام بتحقيق الأهداف العامة والفرعية وتنفيذ قرارات مجلس الأمناء والمجلس التنفيذى والتواصل مع اللجان لتحقيق التعاون والتنسيق وتقديم الدعم الفنى لها ومقارنة النتائج المحققة بالمعدلات الموضوعة قبل ذلك لتحقيق أوجه النجاح والتمييز والعمل على دعمها، ورصد أوجه القصور والعمل على معالجتها .

وكل لجنة رئيسية فيها لجان فرعية، تقوم بمتابعتها فى المحافظات، وفى نفس الوقت لجنة المتابعة تتابع كل اللجان، فعملية المتابعة مثل الشبكة، هناك متابعة لاحقة للعمل، هذا باختصار المهام التى تقوم بها لجنة المتابعة، وممكن تلخيصها فى كلمة واحدة.. المتابعة هى «مقارنة المنجز بالمستهدف»، وأخيرًا اقول كلمة واحدة: «نحن كلنا إيمان بالله الواحد الذى وحد مصر فوحدته مصر».



ضيوف الندوة


د.حمدى زقزوق الأمين العام لبيت العائلة

نيافة الأنبا أرميا الأمين العام المساعد لبيت العائلة

د. محمد جميعة المنسق العام لبيت العائلة

الأب رفيق جريش مقرر لجنة الإعلام

د. جرجس صالح مقرر لجنة الطوارىء التنفيذية

د.جيهان عبدالواحد مقرر لجنة الأسرة

د. مسعد عويس مقرر لجنة الشباب

د. رسمى عبدالملك مقرر لجنة التعليم

د. إسحاق إبراهيم مقرر لجنة المتابعة

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق