أعلن سامح شكرى وزير الخارجية أنه تم التواصل مع الجانب الإسرائيلي، بشأن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، لأن معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل تتضمن جزيرتي تيران وصنافير.
حيث استردتهما مصر من إسرائيل بعد المعاهدة، ومن ثم سيتولى الجانب السعودي ما يخص الجزيرتين من التزامات في المعاهدة، مشيرًا إلى أن الشرطة المصرية ستظل موجودة على الجزيرتين، لحين انتهاء الجوانب القانونية المتعلقة بتسليمهما إلى السعودية. مساحة جزيرة تيران 88 كم مربع ومساحة جزيرة صنافير 38 كم مربع ويمكن استخدامهما كنقاط ارتكاز للجسر البري الذي سيربط مصر بالسعودية.
وقد أعلن الآن عن اتفاقيه ترسيم الحدود بعد جهد استمر لأكثر من 6 سنوات وحوالي 11 اجتماعا لان اتفاقية إنشاء الجسر بين مصر والسعودية يعنى أنه سيتم إنشاء معلم أرضى ظاهر فوق البحر.. فلابد من تحديد الحدود بدقة على هذا الجسر ليكون واضح للعيان لتطبيق مبدأ السيادة على الأرض.
ومن الواضح أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، يتمتع بذكاء الزعيم الراحل محمد أنور السادات ودهائه.. إذ يرى خبراء إستراتيجيون أن في إعلان بناء الجسر حركة ذكية جدا.. ويقولون أن من الهراء والجهل بالقول أن مصر تنازلت عن جزيرتين تيران وصنافير للسعودية، لأن الأمر يتجاوز ذلك بكثير.
الجزيرتان حديث العالم الآن، وهم تيران وصنافير.. تقعان في البحر الأحمر في مدخل خليج العقبة وبالتحديد في مضيق تيران وهو المكان الوحيد الذي يسمح لإسرائيل بمنفذ من وإلى ميناء إيلات و يربطها جنوبا بباقي الدول على البحر.
عام 1950، سمحت السعودية رسميا لمصر بوجود قواتها وحدها على الجزيرتين حتى يتسنى لها الدفاع عن المنطقة ضد العدوان والوجود الإسرائيلي.. ولأن إمكانات السعودية البحرية لم تكن تؤهلها للقيام بهذا الدور، فوقعت الجزيرتين في عام 1967 تحت الاحتلال الصهيوني.. إلى أن حان توقيع اتفاقية كامب ديفيد، والتي أزالت الاحتلال من الجزيرتين، ولكنهما دخلتا في المنطقة (ج).. بمعنى أن المنطقة لا يسمح فيها بتواجد قوات عسكرية مصرية أو سعودية أو إسرائيلية، لأن المنطقة تحت إشراف قوات دولية ويسمح فقط بوجود شرطة مدنية مصرية بإخطار مسبق.
بالتالي و مع وجود تحالف إسرائيلي تركي الآن و مع تعالي أصوات عن رغبة في انسحاب القوات الدولية من المنطقة.. فإن هذه الخطوة ذكية جدا ، فالترسيم المعلن الآن أمام العالم بين دولتين هم مصر والسعودية. أما الجسر البرى، الذي أعلن عنه خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، وأطلق عليه الرئيس السيسي "جسر الملك سلمان" سيزيد من إمكانيات الاستثمارات بين الدولتين و يعتبر انطلاقة جديدة إن شاء الله إذا تمكننا من مراقبته بشكل جيد.
بحسب معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية تخضع الجزيرة لسيطرة قوات دولية متعددة الجنسيات ووضع قوة للمراقبة، للتأكد من امتثال مصر وإسرائيل للأحكام الأمنية الواردة في اتفاقية السلام بينهم والمتعلقة بفتح خليج تيران، وبسبب تعقيدات اتفاقية كامب ديفيد قامت السلطات المصرية بتحويل الجزيرة إلى محمية طبيعية.
وقد طرحت السلطات السعودية إقامة مشروع جسر سعودي-مصري يمر على جزيرة تيران وصنافير ويتصل بسيناء لتسهيل السياحة والتبادل التجاري ونقل الحجاج، لكن إسرائيل رفضته. ووفقا للمعاهدة، يحق للمواطنين السعوديين والمصريين زيارة الجزيرة ويتم ذلك بالتنسيق مع القوات الدولية المتواجدة بالجزيرة، وتمنع السفن الحربية المصرية والسعودية من الاقتراب من الجزيرة دون إذن من القوات الدولية.
وحتى يعلم المصريين من هو رئيسهم ألفت نظرهم إلى الأتي:
*- أعلنت القوات الدولية لحفظ السلام عدم رغبتها في البقاء على جزيرة تيران الشهر الماضي.
*- هذا قد يعني أن تترك الجزيرة لمن يسطو عليها سواء من داعش او إيران أو غيرها.
*- الاتفاقية تمنع مصر من إقامة أي مناطق عسكرية عليها.
ويرى بعض المراقبين أن هذا الحل الذكي أربك حسابات أمريكا وإسرائيل، لماذا؟ لأنه كان من المخطط أن تتواجد على الجزيرة عناصر داعش حتى تهدد مصر والسعودية من البحر بعد أن فشلت داعش في البر على الأراضي المصرية في سيناء، فكانت القراءة الذكية للموقف من الرئيس السيسى!!!
وكان الحل هو أن تعيد مصر الجزيرتين إلى السعودية المالكة لهم أمام العالم ولتتخلص من التزام الاتفاقية لها بعدم تواجد أي قوات مسلحة عليها.
ومن المهم أيضا معرفة أن السعودية ليست طرفا في معاهدة السلام وبالتالي، فمن حقها إقامة قواعد عسكرية على الجزيرة.
ويتبقى السؤال المُلّح، من الذي سيؤمن الجزيرتين؟ من الممكن أن تطلب السعودية من مصر حماية الجزيرة مقابل تكلفة الحماية وهذا إجراء قانوني صرف ولا عزاء لأمريكا أو إسرائيل.
من كل قلبي: أتمنى أن يفكر المصريين ويغلقوا أذانهم من القيل والقال ليعرفوا تماما من هو الرئيس السيسى. وبالمناسبة، لمن يثرثرون بأن رأس محمد ذهبت أيضا، نود أن نطلعهم أنها ليست أساسا على الجزيرتين.. اتقوا الله فيما تقولون.. وحسبي الله و نعم الوكيل في كل من يصدق أن جيشنا أو قائده من الممكن أن يفرط في شبر من أرض مصرية.
#تحيا_مصر #تحيا_مصر #تحيا_مصر
[email protected]لمزيد من مقالات ريهام مازن رابط دائم: