رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
من الألغاز ، فهل نكتفى بإقناع أنفسنا بما نراه، بينما الموضوع يتسع لأبعاد أكبر ، أم نحاول ولا نتوقف ؟ فى الأزمات العالمية بين دولتين ـ وما نواجهه مع إيطاليا أزمة عالمية فعلا ـ يكون ضروريا خاصة إذا فشل الطرفان فى إقناع الآخر ، الإستعانة بطرف ثالث صديق للطرفين يعمل على تضييق الفجوة بينهما ، وهو ما يجب أن تبادر مصر إلى اتخاذه . وقد تكون فرنسا هى هذا الطرف . والقضية أصلا بين مصر وإيطاليا وهما طرفان صديقان . يؤكد ذلك أن علاقات الاثنين قبل الحادث كانت فى أحسن أحوالها ، وفى يوم إعلان العثور على جثة ريجينى ( 4 فبراير ) كان يزور مصر ضمن مجلس الأعمال المصرى الإيطالى وفد إيطالى كان يبحث المشروعات المشتركة التى سيتم تنفيذها بين البلدين وهو مالا يمكن أن يكون إلا بين صديقين . وقد استقبل الرئيس السيسى وزيرة التنمية الاقتصادية الإيطالية التى ترأس وفدها وكان كل شئ يبشر بنهاية سعيدة إلى أن جاء الإعلان عن العثور على جثة ريجينى وعليها آثار تعذيب ، فانقلب كل شئ وبصورة غير عادية ، ففورا أنهى الوفد الإيطالى «الصديق» زيارته ، وبعد ذلك تداعت الأحداث إلى أن وصلت إلى سحب السفيرالإيطالى وعودة الوفد المصرى من روما بدون نتيجة . والمشكلة أن كلا من إيطاليا ومصر سلكتا طريقين متناقضين أصر كل منهما عليه . فإيطاليا من الدقيقة الأولى اتهمت الأجهزة المصرية ( الشرطة والمخابرات ) بأنها التى ارتكبت الجريمة ، وأجهزة الأمن المصرية من أول دقيقة اتخذت مبدأ الدفاع وأصرت على إنكار أى مسئولية عن الحادث وأصدرت بيانات ساذجة ، متجاهلة أن مسئوليتها موجودة أساسا لأن الجريمة وقعت فى مصر ، وهى مسئولة عن العثور على الفاعل . وهكذا فإن كلا من الدولتين يسير فى طريق مختلف تماما عن الآخر ، ولا يؤدى إلى لقائهما إلا إذا تدخل طرف ثالث مقبول من الجانبين يضعهما على طريق مشترك ، وهو ما نرجو ألا يتأخر . [email protected]لمزيد من مقالات صلاح منتصر