رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

«جسر الملك سلمان» حلم عربى يربط جناحى الأمة بإفريقيا وآسيا..ويضاهى قناة السويس

◀ تحقيق: وجيه الصقار
رسم توضيحى لمسار جسر الملك سلمان
أعلن الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين خلال لقائه مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، عن توقيع إتفاقية بين البلدين لبدء إنشاء جسر برى عملاق يربط بين مصر والسعودية، واقترح الرئيس السيسى أن يكون اسم هذا الجسر الجديد «جسر الملك سلمان»، ويهدف إنشاء الجسر للإسهام ومضاعفة التبادل التجارى بين البلدين، فضلا عن تأمين انتقال المسافرين دون مشكلات واختصار الوقت من 3 أيام إلى 20 دقيقة فقط، وبديلا للعبارات التى تعمل حاليا وتجنب كوارثها، إضافة إلى عبور مئات آلاف من السياح والحجاج والمعتمرين فى مواسم الحج كل عام.، خاصة من المغرب العربى والدول المجاورة من إفريقيا، مما ينعش الاقتصاد المصرى، وهو المشروع المقترح وطال انتظاره منذ نحو 15 عاما.

الدكتور رفيق الدياسطى أستاذ التنمية البشرية بجامعة حلوان أكد أن تنفيذ أعمال الإنشاءات ستشارك فيه شركات سعودية ومصرية ودولية، حسب الدراسات التى أعلن عنها من قبل، ورصدت ميزانية مبدئية من قبل تصل إلى 4 مليارات دولار، ربما تضاعف مع الأسعار العالمية الحالية، وسيكون العمال والقائمون على المشروع من المصريين، مما سيوفر فرص عمل لعشرات الآلاف من الشباب المصري، فمن المقرر أن يربط منطقة شرم الشيخ مع رأس حميد فى منطقة تبوك شمال المملكة السعودية عبر جزيرة تيران، بطول 50 كيلومترا، ومن المقررمبدئيا أن تستغرق إقامته 3 سنوات.، ومن المعروف أن اسرائيل والأردن ترفضان الفكرة لاعتقادهما أن المشروع سيؤثر بشكل سلبى على الممر البحرى الاستراتيجى فى مضيق «تيران».

فالخطة الأولية للجسر البرى تكشف عن أنه سيمر من منطقة تبوك إلى جزيرة صنافير، ثم جزيرة تيران وإلى منطقة النبق فى سيناء حيث يؤكد الخبراء أن هذا المشروع يعتبر نقلة تاريخية بين البلدين، ومضاعفة التعاون فى مختلف المجالات الاقتصادية، فهو يحمل فوائد كثيرة لمصر تشمل الحركة التجارية بين مصر والسعودية، وزيادة الدخل الاقتصادى من خلال عبور القطارات وناقلات البترول.ويقدر عائد عبور النفط خلال الجسر بـنحو 3 مليارات دولار سنويا، وهو كذلك يضمن الحفاظ على العمالة المصرية فى السعودية من خلاله، ويقدم فوائد كثيرة تعود على مصر والعرب. فالمشروع يهدف أيضا لربط جناحى الوطن العربى الآفريقى والأسيوى بعدما تقطعت أوصاله بزرع دولة اسرائيل فى هذه المنطقة الحساسة لتفريق العرب على مدار التاريخ، وتأكيد هذا الاتصال بالأمة العربية، مما يكشف أنه بحق يعتبر الحلم العربى الذى طال انتظاره، لزيادة تعاونهم، فهو مشروع قومى عربى عملاق تعود فوائده على جميع الدول العربية شرقا وغربا وليس مصر والسعودية فقط.

يسهم المشروع فى تقليل الوقت بين البلدين إلى 20 دقيقة فقط من خلال عبور الجسر إلى منطقة تبوك شمال السعودية، ويخدم أيضا 19 دولة عربية منها فى الجانب الإفريقى: بالإضافة إلى مصر: ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا والسودان، بالدول العربية شرق خليج السويس خاصة السعودية ومنطقة الخليج العربى بالكامل وهى 12 دولة، وقد تم اقتراح المشروع خلال اجتماعات اللجان العليا المشتركة المصرية السعودية لكن لم يأخذ طريقه إلى النور حتى الآن، رغم أهميته الكبرى وأولوية تنفيذه للربط بين الدول العربية فى قارة إفريقيا بالدول العربية بقارة آسيا، وقد أكدت دراسات كبرى المكاتب الاستشارية الامريكية والعربية سابقا إمكانية تنفيذ الجسر البرى بين مصر والسعودية بتكلفة 3 مليارات دولار، وخلال ثلاث سنوات، ودون أن تتحمل الدولتان أى أعباء مالية وذلك بتمويل من «النولون البحري» لخط أنابيب البترول السعودى الذى يمكن عبوره للجسر ليصدر من سيدى كرير بغرب الاسكندرية ويكون قريبا من الاسواق الاوروبية.

ويضيف الدكتور أسامة حسين أستاذ الجغرافيا الطبيعية بجامعة المنيا، أن فكرة المشروع الجديد التى طرحت من قبل تركزت على إنشاء نفقين أسفل خليج العقبة للربط بين البلدين عند منطقة شرم الشيخ فى مصر وغرب تبوك فى السعودية عبر جزيرة تيران، بطول 25 كيلو مترًا، بتكلفة تبلغ نحو 4 مليارات دولار، ويستغرق تنفيذه نحو 3 سنوات. وربما تواجه عمليات الإنشاء للجسر مشكلات مرتبطة بحالات الطقس السيئ التى تصيب هذه المنطقة فى أوقات من السنة، بينما يرى خبراء أنه سيؤثر سلبا على ثروة البحر الأحمر من الشعب المرجانية فى هذه المساحة، لكن ذلك كله يعوضه نجاح نشاطات السياحة المكثفة مع دول الخليج العربى. ومواسم الحج والعمرة للمصريين ودول شمال ووسط إفريقيا، وما يحققه من فوائد كثيرة، ينتظرها الشعبان المصرى والسعودي، فالمشروع يعد ربطا للوطن العربى وفق الإرادة السياسية بين الدول زعيمى البلدين لإنشائه. فالمشروع يشبه لحد كبير أهمية قناة السويس من حيث سهولة مرور حركة التجارة للمشروعات الصناعية بين الشرق والغرب بالوطن العربي، وتم اختيار مكان تنفيذه بدقة وبطريقة علمية سليمة.

وأضاف أن خطة المشروع لموقع للجسر يمر على كبارى معلقة ثم يعبر المياه الضحلة على كبارى تقليدية ثم يعبر جزيرة تيران على طريق برى على جسر ركامي، فيعبر المياه الضحلة والمتوسطة العمق على كبارى مناسبة حتى يصل إلى الشاطئ الشرقى بمنطقة رأس حميد بالسعودية بطول نحو 23 كيلومترا فقط، لذلك فإنه يستغرق فى عبوره مابين 20 و30 دقيقة فقط، مما يعد شريانا جديدا للحياة بين مصر والسعودية انتظر الخروج للنور منذ 14 عاما، وأنه سينهى مشقة وعناء السفر للمعتمرين والحجاج التى تستمر مابين يومين وثلاثة أيام، منذ مغادرتهم لميناء نويبع حتى الوصول للمشاعر المقدسة بمكة والمدينة المنورة وبالطرق الجبلية بالأردن وشمال السعودية، والتى تكثر بها الحوادث لوجود منحدرات شديدة ليتم اختصار المسافة عبر الجسر البرى الذى ينتظر إنشاؤه بين رأس نصرانى بالقرب من شرم الشيخ، ورأس حميد بجدة، لتصل افواج المعتمرين التى تزيد على 3 ملايين معتمر سنويا وما يزيد على 700 ألف حاج من 10 دول عربية إفريقية إلى المملكة العربية السعودية مباشرة خلال فترة وجيزة، وأن دولة السعودية الشقيقة باسهامها فى تمويل أقامة المشروع ستساعد فى سرعة انجازه، وتقصير المدة الزمنية التى يستغرقها، كما أن نجاحه يتوقف على استخدام طرق وأجهزة حفر حديثة، مثل التى استخدمت فى مشروع قناة السويس الجديدة . وما يتطلبه أيضا من إجراء دراسة لعملية الإنشاء لتجنب تأثيرات إقامته على الموارد المائية، والنشاط السياحى بشرم الشيخ وحتى لا تتأثر السياحة بالمدينة بنشاطاته الإقتصادية والحركة البشرية، فهو لا يقل أهمية عن الجسر البرى الذى أقيم للربط بين السعودية والبحرين بطول 25 كيلومترا، والجسر البرى الذى يجرى تنفيذه حاليا بين البحرين وقطر بطول 42 كيلو مترا.

وقال: إذا قدرنا حركة النقل المتوقعة واقتصادياتها من خلال الجسر يتبين أن 22 دولة عربية سترتبط من خلال الجسر من حيث حجم الاستفادة المتبادلة اقتصاديا وتجاريا وسياحيا وثقافي، حيث سيؤدى استخدام الجسر البرى إلى إنسياب البضائع بسهولة وتقليل أسعار نقلها وتشجيع المستثمرين المصريين والسعوديين على إقامة مشروعات سياحية مشتركة على جانبى الجسر بالاضافة إلى تسهيل الجسر البرى لكثير من المشاق والمتاعب طوال فترة السفر المرهقة لحجاج بيت الله الحرام والمعتمرين طوال العام، حيث يبلغ طول الكوبرى المعلق الرئيسى يبلغ 2500 متر ويمر فوق الفتحة الملاحية لمدخل خليج العقبة والتى يصل عمق المياه بها 300 متر، ويبلغ العرض الكلى للكوبرى 20 مترا ويشمل4 حارات للمرور منها حارتان لكل اتجاه بعرض 8 أمتار ورصيفان جانبيان ورصيف أوسط مشيرا إلى أنه من السهل تنفيذ الجسر البرى بين مصر والسعودية بالخبرة المصرية الكاملة والتى نجحت فى إنشاء أهم كوبريين بالمنطقة وهما: كوبرى السلام على قناة السويس بالإسماعيلية، وكوبرى أسوان فوق النيل.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق