رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

الحكم بإعدام.. سعد الدين ابراهيم !

غريب أن نتعامل مع مباردة د.سعد الدين ابراهيم التى طرحها مؤخراً للتصالح مع الإخوان على إنها مفاجأة تستحق وصفهابـ " الخيانة للوطن وللمجتمع".. فالدعوة التى أطلقها ليست بجديدة على الرجل ، فهو يطرحها فى تصريحات له منذ أكثر من عامين ، والموضوعية تقول أنه من حق أى مصرى أن يعرض مايشاء من أفكار ، يرى أنها تحقق المصلحة الوطنية ، والسلم الاجتماعى لبلده ، وأن يطرح مايراه من نصائح بمنتهى الإخلاص حتى لوكانت تختلف مع وجهة نظر الأغلبية ذاتها .

لكن السؤال .. هل سعد الدين ابراهيم مصرياً مُخلصاً لبلده ؟! وهل مايطرحه من آراء وأفكار ومبادرات،هى فعلاً نابعة من عقله ، وهدفها مصلحة مصر ؟!
الواقع يؤكد أن د.سعد الدين ابراهيم أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية ومدير مركز ابن خلدون، المتزوج من أمريكية ، ويحمل الجنسية الأمريكية أيضاً ،بالإضافة الى المصرية ، قد قدم على مدار تاريخه سلوكاً سياسياً ،لايعبر إلا عما يريده نصفه الأمريكى من مصر وأهلها !
لذا فلا عجب أن يلتقى مؤخراً مع عناصر جماعة الإخوان فى تركيا، ثم إطلاقه لمبادرة الصلح معهم ،والتى يريدها الأمريكان .. وكيف العجب ، وقد كان سعد الدين ابراهيم - على حد تصريحات سابقة له - مقيماً فى البيت الأبيض الأمريكي أيام ثورة يناير، وكان واحداً من فريق العمليات التى تم تشكيلها بالبيت الأبيض ، لمتابعة مايجرى فى مصر وقتها - وكما قال بنفسه - فإنه كان على اتصال مع زوجته على مدار الساعة من ميدان التحرير لتنقل له مايجرى بدقة هناك .. فماذا نسمى هذا، فى اعتبارات الأمن القومى ..
أليست هذه هى واحدة من أعمال الخيانة التى قد تستحق الإعدام عليها ؟!
لن نُسلم برأى البعض ومنهم الكاتب وحيد حامد فى سعد الدين ابراهيم بأنه "عميل واضح ويتباهى بخيانته ويبحث عن دور بأى شكل من الأشكال ".. ولكن بماذا نفسر تصريحاته الغريبة بأنه سأل الأمريكيين لماذا لم تطلبوا منى شيئاً ، وأنهم قالوا له : "أنت تقوم بالدور من غير ما نعطيك فلوس" !
لقد كان ومازال يفعل سعد الدين ابراهيم مايريده الامريكان فهو حلقة الوصل بينهم وبين الاخوان ، ولعب قبلها دور "عرّاب توثيق الثقة بين الإخوان والأمريكان وأنه كان يقول للأمريكان إن "الاخوان" يصلحون لحكم مصر.
و قبل ذلك ، وفى وقت الرضى الأمريكى على نظام مبارك كان سعد الدين إبراهيم أستاذا لسوزان مبارك وابنيها علاء وجمال ومقربًا منهم، بل كان احد المؤيدين لبيان ائتلاف دعم جمال مبارك رئيسا .
أماعندما تم سجن سعد الدين ابراهيم ، على خلفية تلقى اموال من الخارج ،فقد ثارت الولايات المتحدة ضد سجنه حتى أنها قررت حجب المساعدات الإضافية عن مصر وقتها لهذا السبب، وهو ماأعلنته فى بيان رسمي، ووصل الأمر الى أن "شارون" رئيس الوزراء الإسرائيلى وقتها إستدعى القائم بالأعمال المصرى فى تل أبيب، معرباً عن صدمة اسرائيل من حبس سعد الدين إبراهيم بإعتبار الحكم انتهاكًا لحقوق الإنسان.
هكذا كان ومازال هو سعد الدين ابراهيم أستاذ الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية ، الذى قال عن نفسه أنه كان صبيا منتميا لجماعة الإخوان، ولكنه عرف خيانتهم حين التقى عبدالناصر شخصيًّا بعد حادث المنصة، وأدرك أنهم بلا أخلاق ولا عهد .. ولكنه يرى الآن عكس ذلك لأن رأى الأمريكان غير ذلك .. ألاتعتبر هذه الأعمال التى يصر عليها سعد الدين ابراهيم خيانة تستوجب معها الحُكم بالإعدام؟!


لمزيد من مقالات حسين الزناتى

رابط دائم: