لايستطيع أحد أن يُنكر النجاحات التى حققها الفنان تامر حسنى ، منذ ظهوره حتى الآن بعد جهد بذله، احتل به مكانه المتقدم بين مطربى وملحنى أبناء جيله، حتى أطلقوا عليه لقب مطرب الجيل !
رغم ذلك ،ولأننا تربينا على أصوات مطربين من أجيال أخرى، نرى أنها الأكثر موهبة ، وإهتماماً بعقولنا ، وإحساسنا ، وذوقنا ، كنت واحداً ممن يرون أن تامر حسنى لايمكن ان يملئ فراغ أحداً من هؤلاء الراحلين ، الذين تركوا تراثاً يكفينا للإستماع إليه ، والإستمتاع به .
أما على مستوى السينما فقد جاءت أفلام تامر حسنى لتحقق أعلى الإيرادات ، وهو النجاح الذى لم أجد له مُبرراً عندى سوى إجتياح سوق السينما لأفلام"سوقية" تقدمها عائلة "السبكى" ، لاتنظر بعين الإعتبار إلى الفن ، أو تربية الذوق العام ، أوحتى التسلية بشكل راق ، بدلاً من صور العنف والإبتذال ، والإفيهات والمشاهد الخارجة ، التى تعتمد عليها هذه الأفلام بما فيها ماقدمها تامر حسنى نفسه ، الذى قدم فى أفلامه منها مايكفى!
فى هذا السياق كان تقييمى لنموذج شخصية تامر حسنى ، على أنه قد لايختلف كثيراعن بعض النماذج التى يقدمها فى أفلامه ، وهو نموذج لايقدم فى رأيى قدوة من نجم يؤثر فى قطاع عريض من الشباب، ومن هنا كان عدم الإعجاب بفن تامر حسنى ، بينما إقتصر هذا الإعجاب على إصراره على تحقيق هدفه ، وتجاوزه لتحديات كبيرة واجهها فى حياته منذ طفولته ، ثم شبابه حتى حقق نجاحه .
وجاء برنامج " ذا فويس كيدز" ليقدم لى نموذجاً مُختلفاً عن شخصية تامر حسنى ، الإنسان ، والفنان .
على المستوى الإنسانى بدت شخصيته التى تحترم من حوله ، كبيراً كان أو صغيراً ، فكان إحترامه واضحاً للقيصر" كاظم الساهر" وزميلته نانسى عجرم ، دون " إستخفاف " أو" إستظراف" أو غرور النجومية ، كما فعل البعض فى نفس النوع من البرامج ، وانتقصت من نجوميتهم لدى جماهيرهم .
ومع الأطفال الموهوبين فى البرنامج ظهر تامر حسنى مثل الأخ الحنون ، المهذب الأكثر موضوعية ، والأكثرتشجيعاً لهم ، وتعامل معهم نفسياً بالشكل الذى أتاح لهم ثباتاً إنفعالياً مميزاً بين أقرانهم .
اما على المستوى الفنى وإختياراته مع فريقه ، فقد جاءت لتعبر عن حس وخبرة فنان صاحب خبرة ، يمتلك رؤية تمتزج بروح العصر ، بقدر إعتزازها بفن السابقين من المطربين الكبار .
بإختصار قدم هذا البرنامج وجهاً آخراً لـتامر حسنى ،فى رأيى هو الوجه الأكثر صدقاً عن شخصيته بعيداً عن زحمة وهوجة حفلاته ، وأفلامه ، وكليباته ، التى تأخذ منه لدى قطاع من الجمهور، وأمثالى واحداً منهم .
والسؤال .. مادامت تلك هى شخصية تامر حسنى ، لماذا لايصبح فى فنه أقرب إلى شخصيته ؟ لماذا يترك نفسه بطلاً لأفلام لامضمون لها ، بل رُبما تهدم أكثر مما تبنى بين الشباب الذين يحبونه !
وإن كانت هذه هى شخصية تامر حسنى ، التى حرصت أن تقدم نفسها ، بهذه الجدية والإحترام للمشاهد ، ولكل عناصر العمل معه ، لماذا لانرى نفس الدرجة من اهتمامه بكلمات أغنياته ، ورسالتها بين ملايين يسمعون لها ، ليقوم فنه بتقديم دور وطنى ، وإجتماعى ، وثقافى كان مطربينا الكبار يقدمونها فى الكثير من أغنياتهم لنا .
وهنا يكفى أن نقول أنه من أهم الصفحات والشخصيات التى تابعها المصريون العام الماضى - كما أظهرت إحصائيات على صفحات التواصل الإجتماعى - كانت صفحة تامر حسنى التى حصلت على أكثر من 16 مليون متابع، فى المركز الثالث للمتابعة بعد صفحتى الداعية مصطفى حسنى ، ثم عمرو خالد وجاء فى المركز الرابع الفنان عمرو دياب !
هل يدرك تامر حسنى إذن الدور الذى يمكن أن يقوم به فنه بين الشباب ، إن جاء أكثر جدية ، ووعياً لدوره بينهم ؟!
إننا نريد من تامر حسنى ، ومن هم فى نجوميته أن يغرسون كلمة طيبة ، وروحاً حلوة ، وإنتماءاً لوطن يريد البعض أن يطمس هويته ، ويقضى على ماتبقى منها .. فهل يُدرك هذا ، ويفعله فيما هو قادم ؟!
لمزيد من مقالات حسين الزناتى رابط دائم: