وصف الرئيس عبد الفتاح السيسى علاقة مصر بالقارة الإفريقية بأنها وثيقة وتاريخية، مؤكدا أنها تسعى للعودة إليها بقوة حتى تستعيد مكانتها كأحد أهم أركان العمل الإفريقى المشترك.
وقال ـ فى حديث نشرته مجلة «جون أفريك» المختصة بالشئون الإفريقية، فى عددها الصادر أمس التى حمل غلافها صورة للرئيس السيسى تحت عنوان «مصير العالم يحسم فى مصر» ـ نحن نترجم خطابنا فى هذا الخصوص إلى أفعال، مشيرا إلى أن التوقيع فى يونيو 2015 بشرم الشيخ على إقامة منطقة تجارة حرة مع ثلاث مجموعات اقتصادية إفريقية وانعقاد منتدى إفريقيا 2016 فى المدينة نفسها ـ يهدف إلى تعزيز سياسات التعاون والمبادلات مع الأشقاء الأفارقة.
وحول دور مصر فى مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقى الذى تتمتع مصر بعضويته لمدة ثلاثة أعوام، قال الرئيس السيسى إن العديد من البلدان حولنا والعديد من الشعوب تقع ضحية للتطرف والإرهاب الذى يمتد من مالى إلى الصومال ومن نيجيريا إلى ليبيا، مؤكدا أن مصر ستكثف التعاون مع شركائها للتعامل مع هذه الظاهرة، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن الأمر يحتاج إلى جهود دولية أوسع ووضع إستراتيجية شاملة لمكافحة هذه الآفة.
وعما إذا كانت مصر تطالب بتدخل حلف شمال الأطلنطى «الناتو» ضد داعش الإرهابى فى ليبيا، قال الرئيس السيسى إنه كلما استمرت الفوضى فى ليبيا ازدادت المشكلات وحلولها تعقيدا، مشيرا إلى أن الأوضاع ستتدهور أينما استقر التطرّف ولم تتم محاربته بفاعلية.
وأضاف قائلا: «عندى عدة تساؤلات حول ليبيا، لماذا نلجأ إلى الناتو دون محاولة بحث كل الحلول الداخلية فى هذا البلد؟ هل تمت مساعدة الجيش الوطنى الليبي؟ هل تم رفع الحظر على الأسلحة حتى يمتلك هذا الجيش الوسائل لاستعادة سلطة الدولة: فالإجابة لا .. لقد قلت منذ عامين إنه يجب مساعدة الجيش الليبى ولو كنّا فعلنا ذلك لكان الوضع اليوم مختلفا».
وحول ما إذا كان الرئيس يرى أن الناتو لم ينه عمله فى ليبيا بعد إسقاط القذافي، أجاب الرئيس السيسي: «بالطبع بعد تدخل قوات الناتو، ترك الشعب الليبى بمفرده، وأصبح رهينة للجماعات المسلحة والمتطرفين، فكان يجب العمل على استعادة مؤسسات الدولة، ومصادرة الأسلحة ودعم الجيش ولم يتم فعل أى شيء من ذلك».
وعن تنامى التهديدات الإرهابية فى المنطقة، قال الرئيس : «أشعر بقلق كبير والرئيس الفرنسى أولاند والكثير من القادة الأوروبيين يشاركوننى هذا الرأى، فبدون تحرك سيتمدد هذا الخطر، وعلينا أن نتعامل مع المشكلة بشموليتها لأن التعامل مع قضايا الإرهاب مع كل حالة على حدة غير كاف».
رابط دائم: