بدأ العد التنازلى لتدخل عسكرى أمريكى فى ليبيا باجتماع الرئيس الأمريكى باراك أوباما مع فريق الأمن القومى بالبيت الأبيض لبحث سبل تكثيف الحملة العسكرية ضد تنظيم "داعش" الإرهابى على كافة الجبهات وضمنها الجبهة الليبية مع تزايد نشاط التنظيم المتطرف هناك.
وذكر بيان البيت الأبيض أمس أن الاجتماع تطرق إلى سبل التعاون مع شركاء الولايات المتحدة للتصدى لمساعى التنظيم الإرهابى التوسع فى مناطق خارج العراق وسوريا. وأكد أوباما خلال الاجتماع أن الولايات المتحدة ستواصل جهودها للتصدى للمخططات التى يدبرها عناصر هذا التنظيم الإرهابى ضد أى دولة كلما تطلبت الضرورة.
وأصدر الرئيس الأمريكى توجيهاته لفريقه للأمن القومى بمواصلة الجهود لدعم عمليات مكافحة الإرهاب الحالية فى ليبيا ودول أخرى والتى يسعى تنظيم داعش إلى التواجد فيها فى اشارة إلى محاولات الجماعات المرتبطة بتنظيم "داعش" والعناصر المتطرفة الأخرى إيجاد ملاذ آمن فى المناطق التى تفتقر لوجود مؤسسات.
وقال الرئيس الأمريكى إن الولايات المتحدة مستعدة لملاحقة عناصر "داعش" حيثما وجدوا وصولا إلى ليبيا إذا لزم الأمر. وأوضح أوباما أن المجتمعات الدينية تتشارك مع الحكومات فى مسئولية محاربة الإرهاب، من خلال "معاداة كل من يحاول تحريف الدين لتبرير الإرهاب والعنف".
وقال أوباما، خلال كلمة له فى السفارة الإسرائيلية فى واشنطن: "نحن نعلم أن هناك مسلمين من الألبان والعرب عملوا على حماية اليهود من النازيين، كما عقدت مؤخرا فى المغرب قمة لقادة الدول ذات الغالبية المسلمة فى جميع أنحاء العالم تمحورت حول حماية الأقليات الدينية بما فى ذلك اليهود والمسيحيون". وأضاف الرئيس الأمريكي: "كما تحدث قداسة البابا فرانسيس بقوة ضد معاداة السامية قائلا إن كل إنسان خلقه الله هو شقيق لنا بغض النظر عن أصله أو المعتقدات الدينية التى يعتنقها".
وجاءت تصريحات أوباما بعد ساعات من اعلان وزير الدفاع الأمريكى أشتون كارتر أن الولايات المتحدة لم تتخذ بعد قرارا بشأن القيام بعمل عسكرى فى ليبيا، حيث يستغل تنظيم "داعش" الفوضى السياسية والامنية لتعزيز نفوذه، لكنه أوضح أن واشنطن "تراقب الوضع بعناية فائقة"، وقال إن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" تستعرض حاليا الخيارات التى يمكنها القيام بها فى المستقبل. وأضاف كارتر "نحن نراقب الوضع بعناية فائقة، وهناك أمور كثيرة تجرى الآن بهذا الشأن، ولكننا لم نتخذ أى قرار للقيام بعمل عسكرى هناك".
وأوضح الوزير الأمريكى "نحن نتطلع إلى مساعدتهم (الليبيين) للسيطرة على بلادهم، وبطبيعة الحال، فإن الولايات المتحدة ستدعم الحكومة الليبية عندما ستشكل"، مشدداً على أن الولايات المتحدة تسعى إلى منع تحول ليبيا إلى سوريا أخرى أو عراق آخر.
وقال بيتر كوك المتحدث باسم "البنتاجون" أمس الأول إن الولايات المتحدة أرسلت بالفعل "عدداً صغيراً من العسكريين" إلى ليبيا لمحاولة "اجراء محادثات مع قوات محلية للحصول على صورة أوضح لما يحدث هناك على وجه التحديد".
ويشن تنظيم "داعش" منذ الرابع من يناير هجمات تستهدف منطقة الهلال النفطى الليبية، وتحديدا مدينتى راس لانوف والسدرة اللتين تحويان اكبر موانئ تصدير النفط الليبية، من دون ان ينجح حتى الآن فى دخول أى من المدينتين. ويسعى "داعش" منذ أسابيع للتقدم من مدينة سرت - التى يسيطر عليها بالكامل منذ يونيو ٢٠١٥ - شرقا باتجاه المناطق المحيطة بها.
رابط دائم: