بهدف "محاربة الارهاب"، توالت أمس ردود الفعل العربية والدولية بشأن هذا الاعلان، حيث أكدت مصر دعمها لكل جهد يستهدف مكافحة الإرهاب والقضاء عليه سواء كان هذا الجهد إسلاميا أو عربيا.
وقال المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية "إن مصر تدعم كل جهد يستهدف مكافحة الإرهاب والقضاء عليه، لاسيما إذا كان هذا الجهد إسلاميا أو عربيا، فهى تدعمه وتكون جزءا منه". وحول العلاقة بين التحالف المشار إليه ومقترح إنشاء قوة عربية مشتركة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية "إن هناك اختلافا بين الطرحين، فالتحالف الإسلامى يستهدف مكافحة الإرهاب فقط، أما القوة العربية المشتركة فهى تتعامل مع التحديات التى تواجه الأمن القومى العربى بمختلف أشكالها، وفى النطاق العربى فقط".
جاء ذلك فى حين، رفضت روسيا التعليق على إعلان إنشاء التحالف الإسلامي، مع تأكيدها فى الوقت نفسه على إيجابية توحيد الجهود فى محاربة الإرهاب. وقال دميترى بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية :"لم تتوفر بعد لدينا المعلومات التفصيلية التى نحتاجها: ممن يتشكل التحالف؟ وما هى أهدافه؟ وبأى شكل سيحارب الإرهاب؟". ونقلت قناة "روسيا اليوم" عنه القول :"توحيد الجهود فى محاربة الإرهاب بكافة أشكاله ظاهرة إيجابية طبعا"".
وفى المانيا، دعت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين التحالف الإسلامى الجديد للانضمام لمباحثات فيينا. وقالت فى تصريحات لبرنامج "مورجن ماجازين" بالقناة الأولى الألمانية (ايه دى ار) أمس: "يتعين عليهم المشاركة فى مباحثات فيينا، التى تضم كل الدول التى تكافح تنظيم داعش، حينئذ يكون ذلك بمثابة مساعدة بالنسبة لنا". وأكدت الوزيرة الألمانية أهمية التنسيق بين مناهضى تنظيم داعش، وأوضحت سبب ذلك بقولها: "إن تنظيم داعش اكتسب قوته جزئيا من عدم اتحاد الذين يناهضونه على طريقة مكافحته".
وفى طرابلس، رحبت ليبيا بتشكيل التحالف، وقال وزير الخارجية الليبى محمد الدايري، فى تصريحات أمس، إنه أجرى مشاورات مع وزير الخارجية السعودى عادل الجبير، أبدى خلالها الوزير السعودى رغبة المملكة فى أن تكون ليبيا من الدول المؤسسة لهذا التحالف. وأضاف الدايري، إنه كان من الطبيعى جدا أن تستجيب ليبيا لذلك، خاصة أن هناك تحديات كبيرة تشكل هما مشتركا للدول العربية والإسلامية، وهو الإرهاب الذى يمثله اليوم تنظيم (داعش) ومنظمات إرهابية أخري.
وفى أنقرة، رحب رئيس الوزراء التركى أحمد داوود أوغلو بتشكيل التحالف، وقال - حسبما نقلت شبكة "إيه بى سى نيوز" الأمريكية - إن هذا التحالف يعد أفضل رد على أولئك الذين يربطون الإرهاب بالإسلام كما وصف هذا العمل بأنه "خطوة فى الاتجاه الصحيح"، وأضاف أن تركيا مستعدة لتقديم كل المساهمات الممكنة لأى اجتماع متعلق بمكافحة إرهاب، وذلك بغض النظر عن مكان انعقاده أو الجهة المنظمة له.
ورحبت منظمة التعاون الاسلامى بالاعلان عن التحالف. وشددت المنظمة - فى بيان أمس - على تأييدها لجميع الجهود الدولية والإقليمية الرامية لمكافحة الإرهاب، وعبرت مجددا عن تضامنها مع كل المبادرات الرامية الى تحقيق الأمن والسلام فى الدول الأعضاء والعالم بأسره بما يخدم مصالح الشعوب وبما يدعم استقرارها معربة عن إنشغالها العميق بما يشهده العالم من جرائم إرهابية تتناقض تناقضا صارخا مع القيم الإنسانية، الإسلامية منها والعالمية والتى أصبحت تشكل تهديدا خطيرا للسلم والأمن الدوليين. وقال الأمين العام، إياد أمين مدنى إن الدول الأعضاء فى منظمة التعاون الإسلامى هى من بين أكثر الدول تضررا من الإرهاب حيث يعانى المسلمون من ويلات تلك الجماعات التى رهنت الإسلام بقراءاتها الخاطئة للنصوص الدينية؛ فى ذات الوقت الذى يتعرض المسلمون فيه للاتهامات المؤدلجة، ولادعاءات الأحزاب والتيارات اليمينية المتطرفة، ولأصوات الإسلاموفوبيا التى ترمى إلى تشويه صورة الإسلام والمسلمين.
وفى بيروت، أشاد رئيس تيار المستقبل رئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريرى بالإعلان عن قيام تحالف إسلامى لمكافحة الإرهاب. وقال الحريرى - فى بيان صحفى أمس وزعه مكتبه الإعلامى فى بيروت - إن الإعلان خطوة تاريخية فى الطريق الصحيح، للتعامل مع معضلة سياسية وأمنية وفكرية، باتت تشكل عبئا خطيرا على صورة الإسلام الحضارية والإنسانية وتهدد الوجود الإسلامى وتعايشه مع المجتمعات العالمية.
وكان ولى ولى العهد السعودى الامير محمد بن سلمان قد أعلن فى مؤتمر صحفى فى وقت متأخر مساء أمس الأول، عن انشاء التحالف، مؤكدا أنه "يأتى من حرص العالم الاسلامى لمحاربة هذا الداء (الارهاب) الذى تضرر منه العالم الاسلامى اولا قبل المجتمع الدولى ككل". واضاف الامير الذى يشغل منصب وزير الدفاع "اليوم كل دولة اسلامية تحارب الارهاب بشكل منفرد، فتنسيق الجهود مهم جدا"، وقال إن ذلك سيطور "الاساليب والجهود التى ممكن أن نحارب فيها الارهاب فى جميع انحاء العالم الاسلامي". واضاف "لدينا عدد من الدول تعانى من الارهاب من بينها سوريا والعراق وسيناء (شبه الجزيرة المصرية) واليمن وليبيا ومالى ونيجيريا وباكستان وافغانستان، وهذا يتطلب جهودا قوية جدا لمحاربته". واكد انه "بلا شك، سيكون هناك من خلال التحالف تنسيق لمحاربته". وردا على سؤال عما اذا كان هذا التحالف الجديد سيركز على تنظيم "داعش"، قال الامير محمد، ان التحالف سيحارب "اى منظمة ارهابية تظهر امامنا". واكد انه "بخصوص العمليات فى سوريا والعراق، لا نستطيع القيام بهذه العمليات الا بالتنسيق مع الشرعية فى ذاك المكان ومع المجتمع الدولي". وبحسب اللائحة التى نشرتها الوكالة السعودية، فكل الدول المنضوية فى التحالف الجديد تنتمى الى منظمة التعاون الاسلامي. ومن ابرز الدول مصر وليبيا وتونس والمغرب الاردن والامارات والبحرين وقطر والكويت ولبنان ودولة فلسطين والسودان وتركيا وباكستان.
كما ابدت عشر دول اخرى ابرزها اندونيسيا، اكبر الدول الاسلامية من حيث عدد السكان، تاييدها للتحالف. واكد وزير الدفاع السعودى ان "هذه الدول ليست خارج التحالف، هذه الدول لها اجراءات يجب ان تتخذها قبل الانضمام للتحالف ونظرا للحرص لانجاز هذا التحالف بأسرع وقت. تم الاعلان عن ٣٤ دولة وان شاء الله سوف تلحق بقية الدول لهذا التحالف الاسلامي". واكد بن سلمان ان التحالف سيواجه الارهاب "عسكريا وفكريا واعلاميا". ولا يضم التحالف الذى سينشئ مركز عمليات مشتركا فى الرياض، دولا اسلامية كايران، والعراق.