وقالت إن القصائد ترسل ايحاءات وتصنع الدهشة وتعيد صياغة الأسئلة وتخترق المشاعر المكتومة أكثر مما يتحدد بمعنى واحد، مفروض مسبقا من الشاعر أو الشاعرة.
أكدت منى حلمى فى رسالتها للقراء، أنه «فى هذا الكتاب تتحرر القصيدة من استبداد الإطارات الضيقة ، كى تحلق فى فضاءات متنوعة، تنوع الأفكار والأمزجة والتجارب والطباع والفرح والأحزان».
تكتب منى حلمى قصائدها من أجل زوجها الذى فارق الحياة فى 13 أكتوبر 2008. وأهدت كتابها إليه مؤكدة أنه الرجل الذى «ستنزفه حتى آخر العمر».
كذلك أهدت منى حلمى كتابها لأمها نوال السعداوى قائلة: كم أنا محظوظة لأننى تشكلت فى أحشائها.
ترثى منى زوجها محمد فتوح على مدى 262 قصيدة، تعبر عن حالها فى القصيدة الأولى بعد فراق زوجها قائلة:
أعيش فى الوقت الضائع.. أعيش فى زمن الجفاف.. أعيش تحت خط البهجة.. أعيش على حد الكفاف.. لا أشترى الأثواب.. لا أنظر فى المرآة.. تتساقط خصلات شعري.. تتساقط أوراق الفرح.. أتكلم مع نفسي.. مع الماء مع الهواء.. بيتى كفن.. وطنى بكاء.
وفى قصيدتها الأخيرة رقم 262 تجمع منى بين ما كانت عليه فى حياة زوجها وحالها بعد رحيله فتقول :
كانت الأرض تأخذ إذنى قبل أن تلف وتدور.. وكان الربيع يطلب موافقتى قبل أن تتفتح الزهور.. فى يوم من الأيام كان حضورى مبهرا فى المكان وقبسا من نور.. كنت أعيش وأكتب وأغامر بقلبى الجسور.. الآن ذهبت الأشياء وتركتنى كلمة منسية بين السطور.
الكتاب: رجل أنزفه حتى آخر العمر
الشاعرة: منى حلمي
الناشر: دار بن رشد2015