رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

..الخبز فى « القربان » !

د. جاكلين بشرى
يقول السيد المسيح : « أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء، إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد، الخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم» (يو6: 51). وكان هذا سر التناول « الإفخاريستيا » الذي وعد به تلاميذه الأطهار.

وفي اللغتين الأرامية والعبرانية يعرف « الخبز واللحم» بكلمة واحدة. ويُكتب على خبز القربان المستدير كقرص الشمس باليونانية «قدوس الله.. قدوس القوي.. قدوس الحي الذي لا يموت» .

واستدارة خبز القربان كقرص الشمس تعني أن الدائرة ليس لها بداية ولانهاية، وترمز للسيد المسيح كلمة الله « الذي هو البداية والنهاية، الأول والآخر، الألف والياء، الأزلي الأبدي», وتختم القربانة بختم كبير مستدير يتوسطه صليب كرمز للسيد المسيح يسمى «الأذباديقون» وحوله اثنا عشر صليباً يرمزون لاثنى عشر رسولاً أعمدة البيعة (الكنيسة ) وعلى حافة الختم عبارة «قدوس الله».. وهي جزء من الثلاث تقديسات التي تردد في الكنيسة أثناء الصلوات.

وتضاف للقربانة خمسة ثقوب ثلاثة عن يمين «الأذباديقون»، واثنان عن يساره، ويجهز القربان في مكان خاص داخل الكنيسة يسمى بيت لحم، ويرمز للمكان الذي ولد فيه السيد المسيح الذي حمل خطايا العالم والمكان الطقسي لبيت لحم هو الجهة الشرقية القبلية من الكنيسة .

يقوم بعجين وخبيز القربان رجل لا امرأة, ويسمى «القرابني» ويجب أن يكون شماساً تقياً يتلو المزامير والتسابيح أثناء عمل القربان . ويُصنع عجين القربان من دقيق القمح الأبيض رمز النقاء والطهارة، ويضاف إلى العجين خميرة وترمز للخطية التي حملها السيد المسيح في جسده كقول يوحنا المعمدان « هذا هو حمل الله الذي يحمل خطايا العالم», وكما أمات السيد المسيح الخطية بالآلام تموت الخميرة بدخولها النار وتسويتها, ولا يضاف ملح إلى عجين القربان لأن الملح يضاف للطعام لإصلاح طعمه ولحفظه من الفساد كقول الرب «كل ذبيحة تملح بملح » (مر49:4)، أما ذبيحة السيد المسيح فغير قابلة للفساد. 

وجرت العادة على قراءة 150 مزموراً وقت صناعة القربان لأنها تحوي الكثير من النبوءات عن تجسد السيد المسيح.  وبعد خبز القربان، يوضع قربان في طبق خوص كبير، ويسمى طبق الحمل، ويحمله القرابني أو شماس الهيكل ويوصله إلي الكنيسة، وهو يتلو المزامير في صمت لا يكلم أحداً في الطريق حتى يضعه في مكانه المعتاد بالكنيسة، وهو رف من الخشب على حامل الأيقونات، وعدد قرابين الحمل المقدمة في كل قداس يكون دائماً فرديا، 3 أو 5 أو 7 رمزاً للسيد المسيح المتفرد بصفاته النقية.

وبجانب قربان الحمل يصنع القرابني قربانا أصغر حجماً يوزع على الشعب بعد خروجهم من القداس ويُؤكل في حوش الكنيسة، ويسمى قديماً «أغابي» باللغة القبطية أي «محبة » حيث يوجد كثير من الشعب من قرى بعيدة عن الكنيسة، ولكن في قداسات الأديرة يصنع قربان الحمل فقط للرهبان.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق