بداية يقول الدكتور بارى بيرنشتاين رئيس وحدة الابحاث الأمريكية، ورئيس وحدة الأبحاث والتطوير مخترع الجيل الثالث من ادوية فيروس سى التى عرضت نتائجها بالمؤتمر أن الجيل الثالث سوف يكون صالحا لجميع الانماط الجينية لفيروس سى من 1 الى 6 بنسب شفاء تصل الى 100% ، بقرص واحد بدون ريبافيرون او انترفيرون، وما نعلنه فى المؤتمر يمثل المرحلة الثانية من الدراسات الاكلينيكية السريرية» سرفيفر وان» وتختص بالنوع الجينى الاول والثانى والثالث، وسرفيفر 2 للنوع الجينى 4 ، 5 ، 6 .
وأحد أهم التفاصيل انه لا يوجد مريض لم يكمل العلاج فى الدراسة وهذا يعنى ان الأعراض الجانبية للدواء الجديد من الجيل الثالث تكاد تكون مختفية، ونسبة الأمان قوية جدا، وهى اكبر المشاكل التى تواجه أى دراسة أخرى. كما أن نسب الشفاء للجيل الثالث تقترب من نسب شفاء «كيوريفو « 100% بالاضافة الى انه لا يحتاج الى ادوية مساعدة مما يعنى انخفاض الاعراض الجانبية التى تسببها الادوية المصاحبة فى العلاج الثنائى او الثلاثي.
وقال : نعمل حاليا على تقصير فترة العلاج لتصبح 8 اسابيع بدلا من 12 ولكن حتى الآن لم يعلن ذلك بشكل نهائي، وهناك حاليا دراسة على النوع الجينى الرابع فى اوروبا وامريكا على المصابين بالنوع الجينى الرابع للجيل الثالث و 90% منهم مصريون، وخلال العام الجديد 2016 سوف تعلن النتائج النهائية. وعن سبب تميز العقار فى علاج مرضى فيروس سى المصابين بالفشل الكلوى قال إنه الدواء الوحيد من ادوية الجيل الثانى والثالث الذى يتخلص الجسم منه عن طريق الكبد وليس الكلي، وبالتالى هو آمن لمرضى الفشل الكلوى.
وعن الكبد الدهنى ومدى خطورته وصفه بأنه من اخطر الامراض ويسبب عددا كبيرا من الوفيات، وينتج من السمنة والتغذية الخاطئة، ويعد من اولى الاسباب لزرع الكبد، وفى المستقبل سوف يكون بديل فيروس سى فى الخطورة. وعن خطر تحور فيروس سى بسبب وجود عدد كبير من الادوية المصنعة حاليا قال إن هناك نوعين من التحور، الاول تحور للمرضى الذين لم يعالجوا من قبل بدواء، وتحور فيروس للمرضى الذين تم علاجهم بالادوية المقلدة.
وخلال ندوة على هامش مؤتمر الجمعية الأمريكية للكبد عرضت اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية خطتها لمكافحة فيروس سى فى مصر، ويقول الدكتور وحيد دوس أستاذ علاج أمراض الكبد ونائب رئيس اللجنة أن مصر من اعلى معدلات التليف الكبدى لعام 2015، وأعلى بين المرحلة العمرية من 15 إلى 59 عاما.
ومن اهداف اللجنة انشاء قاعدة بيانات لانتشار فيروس بي، وسي، وتوسعة قاعدة العلاج تحت المظلة الحكومية، حيث يتم اختيار افضل وسيلة لتقسيم المبالغ المتاحة على العلاج، ولدينا حاليا 27 مركزا منتشرا على مستوى الجمهورية، وتم تخفيض علاج الكبد الى 95% من ثمنه، واصبح لدينا 45 مركزا، واصبح لدينا قاعدة بيانات لكل المرضي.
واول مريض حصل على علاج سوفالدى المخفض بسعر 2200 جنيه كان فى اكتوبر 2014، وبعد ذلك اضيف عقار جنسين واوليسيو واول مريض تناوله كان فى 2015، والمريض كان يتلقى العلاج عن طريق تقدمه الى موقع الكترونى ويحصل على ميعاد للكشف عليه، ثم يتم فحصه وعلاجه، وقد تم تسجيل مليون و131 الفا حتى 31 اكتوبر 2015، واعلى معدل تسجيل كان فى الدقهلية، و 78% لم يسبق علاجهم من قبل. كما انه سيتم إدخال العلاجات الجديدة، والانترفيرون اصبح خارج منظومة العلاج، وسيتم زيادة مراكز العلاج الى 100، كما ان هناك اتجاها لفرض اللامركزية فى العلاج، والخطة هى علاج من 300 الف الى 500 الف مريض كل عام بتكلفة من 6 الى 10 آلاف جنيه للواحد. وأشار الدكتور وحيد الى التركيز على ادوية الجيل الثالث من ادوية فيروس سى والتى تحقق نتائج 100% بدون مضاعفات، مؤكدا ان ذلك يثبته كل الابحاث المقدمة فى المؤتمر، وبدون آثار جانبية كبيرة وفى عام 2016 هناك 5 بروتوكولات علاجية وهذا يصب فى مصلحة كل الاسواق، ونحن كلجنة قومية حريصون على ان كل الادوية تكون موجودة لصالح المريض المصرى طالما تأكدنا من فاعليتها وحصلنا على سعر مميز خاص، بالاضافة الى ان كل دواء من هؤلاء له استخدامه، فمثلا هناك علاج للكبد لمرضى الكلي، ودواء للمرضى الذين تم علاجهم بسوفالدى وانتكسوا، وهناك لمرضى بداية الفشل الكبدى وبالتالى لابد من توفير انواع مختلفة من الادوية، والاعتماد على اكثر من بروتوكول علاجي. وقد قدمت مجموعة بحثية مصرية تجارب عقار تم تطويره فى مصر وأشار البحث الى نسبة شفاء مرتفعة جدا فى المرضى المصابين بالتليف الكبدى وغير المصابين بالتليف، وعدم وجود آثار جانبية وقد تكفلت شركة الادوية المصرية بانتاج الدواء بعد تسجيله لدى ادارة الصيدلة. كما تم تقديم بحث فى مرحلته الثانية لطرح حقنة جديدة يتم تناولها مرة واحدة فيتحقق الشفاء من فيروس سى بنسبة مرتفعة جدا مع حماية المريض من التعرض لفيروس سى مرة اخري، والمتوقع بعد التأكد من فاعليتها وآثارها الجانبية ان يتم طرحها فى الاسواق.
نصيحة «الصحة العالمية»
وتقول الدكتورة منال حمدى السيد أستاذ طب الأطفال جامعة عين شمس وعضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية إن مناقشات الجهات الدولية، ونصيحة منظمة الصحة العالمية جاءت بعدم الاستعجال فى تقييم حالة المرضى والعقاقير المستخدمة فى العلاج وتسجيل متابعة المرضى بشكل دقيق حتى التأكد من الشفاء التام ثم يتم تقييم البرنامج بعدد المرضى الذين تم شفاؤهم وليس الذين تم علاجهم. وطالبت اللجنة بمراعاة عودة المرضى الى اللجنة خلال 3 شهور بعد انتهاء العلاج للتأكد من الشفاء التام، ولدينا 55% من المرضى لا يعودون، والاحتمال الاول ان المريض تأكد من شفائه عن طريق احد الاطباء، او ان المريض اعتقد فى شفائه دون العودة الى المركز العلاجى وقد يكون هذا اعتقاد خاطئ وهنا تحدث المشكلة.
البرنامج الوقائى
وتتابع منال: تمت مناقشة تفصيلية للخطة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية فى مصر بدءا من الترصد ومكافحة العدوي، وأمان الدم، والتطع يمات، وخطة الاتصال الاعلامى والتوعية، والجزء الخاص بالعلاج والكشف المبكر عن المرض.
وأضافت أن منظمة الصحة العالمية سوف تقوم بدعم مصر فى برنامج أمان الحقن عام 2015، والذى يتضمن الوعى بأهمية التأكد من أمان الحقن، وتغيير ثقافة الأعتماد على الحقن للأدوية للأعتقاد الخاطيء بأنها أكثر فاعلية من العقاقير بالفم.
خطة القضاء على الفيروس
ومن جانبه قال الدكتور أيمن يسرى أستاذ علاج أمراض الكبد عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية إن مؤتمر الكبد هذا العام عرض جميع الادوية المتاحة لفيروس سى ونسبة نجاحها 100% والتركيز حاليا على الحالات الصعبة وهى التليف غير المتكافيء والتليف الذى تم علاجه من قبل بالانترفيرون ولم يستجيبوا وهؤلاء نسبة الاستجابة لديهم80%، والتجارب حاليا هو اطالة فترة العلاج بالنسبة لهم إلى 10 شهور ، وزيادة علاج ريبافيرون على نوعين من الادوية الجدد لتقصير المده إلى 3 شهور، وبالنسبة للتليف غير المتكافئ مازال فى الصدارة عقار «هارفوني» فهو يقضى على الفيروس ويحسن وظائف الكبد، لدرجة ان بعض المرضى المرشحين لزرع الكبد تحولوا من تلك الحالة الى حالات متكافئة نسبيا ولم يعودوا فى حاجة الى زرع الكبد، والمرضى الآخرون الذين لديهم قصور فى وظائف الكلي، وهؤلاء عددهم كبير منهم من لديه فيروس سى ويحتاجون الى علاج للفيروس قبل دخولهم فى زراعة الكلى ، وبعض الأدوية الآمنة نسبيا فى مرضى الفشل الكلوى كيوريفو ومنهم داكلاتا سفير ، وسيميبرفير.
10 سنوات
وفى محاضرته عن القضاء على فيروس سى فى إفريقيا خلال 10 سنوات قادمة، قال الدكتور أيمن يسرى : اجرينا دراسة بحثية فى مصر عن احتياجاتنا للقضاء على الفيروس، ووجد اننا محتاجون لتوفير الادوية الجديدة لعلاج الفيروس والتى تتجاوز نسب نجاحها 90% وهذا حدث بالفعل، ومحتاجون زيادة عدد الحالات التى نقوم بعلاجها خلال العامين القادمين بحيث يتم علاج 325 الف مريض فى العام على الاقل، ومحتاجون لتقليل او منع العدوى بفيروس سى بحيث اننا خلال 5 سنوات قادمة نصل بمعدلات العدوى والحالات الجديدة من 150 الف حالة فى العام ، الى 40 الف حالة فقط، فيمكن بحلول عام 2025 خفض معدل الاصابة إلى 2٪، مضيفا إن الاهم هو إصدار قانون عقوبات للمنشآت الطبية وكل من يتسبب بالعدوى لشخص بفيروس سي.
ويقول الدكتور سراج زكريا استاذ الجهاز الهضمى قصر العينى إن المؤتمر ركز على تنوع العقارات لان المرضى مختلفون وما ينجح مع مريض ليس بالضرورة ان ينجح مع مريض اخر، ولذلك فإن علاج فيروس سى فى مصر يحتاج لكافة انواع الادوية سواء العالمية باهظة التكاليف او المحلية منخفضة التكاليف، وعلينا جميعا دعم علاج غير القادرين وهم بأعداد كبيرة وهذه مهمة قومية لابد ان نتكاتف معا لتحقيقها، وعلى الشركات العالمية مراعاة ظروف البلاد وتخفيض أسعار العقاقير.
ووصف تدهن الكبد بأنه هو الخطر القادم على الكبد المصرى نظرا لارتفاع أعداد مرضى السكر، والعادات السيئة فى التغذية فى مجتمعنا.