رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

القصيدةُ المُغنَّاة.. والأخطل الصغير

كتب:صبرى الموجى:
الشعر هو النجمةُ السابحةٌ فى عتمة الروح ، والوردةُ المُتفتحة فى وجه البندقية، ومن الشعراء المعروفين برقة الغزل، وصفاء الديباجة، وأناقة العبارة الشاعر اللبنانى الكبير بشارة الخورى المُلقب بالأخطل الصغير، الذى امتاز شعره بالغنائيات، فغنى له كبارُ المطربين والمطربات، فحققت له تلك الأصوات شهرة جابت الآفاق، وسارت بها الركبان؛ حتى نادى الشعراء بتنصيبه أميرا للشعراء بعد شوقى فى لبنان 1961.

وقد لعبت القصيدةُ المُغناة دورا كبيرا فى شهرة هذا الشاعر الكبير.

تقول عنه الشاعرة د. شيرين العدوى عضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة: إن هناك مجموعة من الأسباب ساهمت فى شهرة الأخطل الصغير أهمها: أن شعره العربى يتسمُ بمجموعة من الخصائص الفنية تتمثل فى البساطة الفنية، وانتقاء الألفاظ المُوحية المتأثرة بالطبيعة اللبنانية الخلابة، بالإضافة إلى قِصر القصائد المغناة؛ مما يساعد على سرعة حفظها واسترجاعها، وثباتها فى الوجدان فترات طويلة. وأكدت د. العدوى أن السبب الآخر فى شهرة بشارة الخورى هو تربعه على عرش الغزل، فبرغم أنه حلق فى معظم فنون الشعر، إلا أنه كان مدينا بشهرته إلى الغزل، حيث كانت معظم غزلياته التى تؤلف نحو 79 قصيدة تتسم بعاطفة فياضة، وخيال رقيق، وإحساس مرهف، حتى لقب بـ (شاعر الهوى والشباب)، وهو نفس المعنى الذى أكده الشاعر صالح جودت فى كلمته عن بشارة الخورى بأنه: هو والغرام والكأس توائم.

وأشارت د. العدوى: ورغم ان الخورى كان شاعرا غزليا مُطربا فى شعره إلا أن حقيقته الأصيلة تجلت فى شعره الوطنى والقومي، والذى بدا فيه مُؤمنا بالعروبة ولبنان، مُولعا بالحرية والعدل والتقدم.

مختارات من شعر ه
 عش أنت

عش أنت ...إنى مت بعدك

كانت بقايا للغرام

ماكان ضرك لو عدلت

وجعلت من جفنيَّ متكأً

ورفعت بى عرش الهوى

أنقى من الفجر الضحوك

وأرقَّ من طبع النسيمِ

وألذ من كأس النديمِ

وحياة عينك وهى عندى

وأطل إلى ماشئت صدك

بمهجتى فختمت بعدك

أما رأت عيناك قدك

ومن عينيَّ مهدك

ورفعت فوق العرش بندك

فهل أعرت الفجر خدك؟

فهل خلعتَ عليه بُردك؟

فهل أبحتَ الكأس شهدك؟

مثلما الأيمان عندك؟ < أتاك يعتذر

قد أتاك يعتذرُ

كلما أطلت له

فى عيونه خبرُ

قد وهبته عمرى

حبنا الذى نشروا

صُوِّحت أزاهره

عد فعنك يؤنسنى

قد وفى بموعده

لا تسله ما الخبرُ

فى الحديث يختصرُ

ليس يكذب النظرُ

ضاع عنده العمرُ

من شذاه ما نشروا

قبل يعقد الثمرُ

فى سمائه القمرُ

حين خانتِ البشرُ

يا عاقد الحاجبين

يا عاقد الحاجبين

إن كنت تقصد قتلي

ماذا يريبك مني

أصُفرةٌ فى جبيني

تمر قفز غزال

وما نصبت شباكي

تبدو كألا تراني

ومثل فعلك فعلي

مولاى لم تبق مني

صبرت حتى براني

ستحرم الشعر مني

أخاف تدعو القوافي

على الجبين اللّجينِ

قتلتنى مرّتينِ

وماهممت بشينِ

أم رعشة فى اليدينِ

بين الرّصيف وبيني

ولا أذنت لعيني

وملءُ عينك عيني

ويلى من الأحمقينِ

حيّاً سوى رمقينِ

وجدى وقَرَّب حَيْني

وليس هذا بهيْنِ

عليك بالمشرقينِ < أرَقُّ الحسن

يبكى ويضحك لاحزناً ولا فرحا

كعاشقٍ خطَّ سطراً فى الهوى ومحا

من بسمة النجم هَمْسٌ فى قصائده

ومن مخالسة الظّبى الذى سنحا

قلبٌ تمرس باللذات وهو فتى

كبرعم لمسته الريح فانفتحا

ما للأقاحية السمراء قد صرفت

عنّا هواها؟ أرق الحسن ما سمحا

لو كنت تدرين ما ألقاه من شجن

لكنت أرفق من آسى ومن صفحا

غداةَ لوَّحْتِ بالآمال باسمةً

لان الذى ثار وانقاد الذى جمحا

ما همنى ولسانُ الحب يهتف بي

اذا تبسم وجه الدهر أو كلحا

فالروضُ مهما زهتْ قفرٌ اذا حرمت

من جانحٍ رفَّ أو من صادحٍ صدحا

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق