رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

الإسكندرية تودع «شهداء الإهمال و التقصير»
«الأهرام» ينشر قصص بطولات حقيقية لمواطنين بعضهم فقد حياته لإنقاذ الضحايا الأبرياء

متابعة - رامي ياسين
ودعت الإسكندرية ظهر أمس شهداء الإهمال والتقصير الذين فقد واحياتهم نتيجة إهمال متعمد من المسئولين عن الصرف الصحى وشركة الكهرباء وشركة النقل العام ورؤساء الأحياء والمحافظ وشهدت الجنازات التى بدأت منذ ليلة أمس الاول وحتى ظهر امس للضحايا الخمس الذين توفوا نتيجة الصعق بالكهرباء مشاهد حزينة شاهدها السكندريون فى مناطق محرم بك والمنتزه والمنشية.

ولم تخل تلك المشاهد من بطولات للمواطنين السكندريين الذين غامروا بحياتهم من اجل محاولة انقاذ المتوفين وانتشالهم وسط خوف من الدفاع المدنى ومرفق الاسعاف الذى لم يخط فرد منهم على أرض الإسكندرية لانقاذ الضحايا الذين لم يفرق بينهم الموت فالضحايا عبروا عن نسيج المجتمع السكندرى من سائق عربة الكارو طه الذى سقط فى منطقة المنشية والطفلين خالد على واحمد خالد فى منطقة محرم بك والبطل اسلام صاحب المقهى الذى لقى ربه شهيدا يحاول انقاذ الطفلين والقبطان البحرى حسن الناضورى الذى صعق بالكهرباء وغرق فى مياه الأمطار بمنطقة المندرة بعد تعطل سيارته و غرقها .

و كانت جنازة اسلام هانى البطل ذلك الشاب البسيط  فى العقد الثانى من العمر والمعروف باخلاقه فى منطقة محرم بك والتى شيعت عقب صلاة الظهر من مسجد العمرى بوسط المدينة والتى شهدت مطالبات من السكندريين بالمحاكمة الجنائية للمسئولين عن الاهمال والتقصير ومحاكمة كل من تورط واتهامات للمحافظ السابق هانى المسيرى الذى تقدم باستقالته الا ان تلك الاستقالة لم تكن كافية لدى مشيعى الجنازة الذين طالبوا بالقصاص لابناء الوطن و الإسكندرية .

وكان الأهرام قد التقى شهود العيان على احداث قتل الضحايا عبر الأهمال والتقصير وتسلم الاهرام فيديوهات تؤكد ان الاجهزة التنفيذية لم تقم بأى ادوار حتى لمجرد انقاذ المواطنين الضحايا الذين طفوا فى مياه الشوارع ولولا شهامة وبطولات المواطنين من الجيران والاصدقاء والعابرين على تلك المشاهد المأساوية لظلت تلك الجثث طافية معلنة رفض اهدار الكرامة والانسانية التى مارستها الاجهزة التنفيذية على المواطن السكندري.

وروى احمد سالم شاهد عيان صاحب احد المحلات فى شارع محرم بك انه مع سقوط الامطار الشديد قطع احد اسلاك الترام «الصفراء المتهالكة «ليسقط فى مياه الامطار التى ارتفع منسوبها الى نصف متر فى الشارع مع قدوم الترام الذى خرج منه طفلان الاول على فى الثامنة من عمره و الثانى احمد خمس سنوات بصحبة والدتهما التى كانت فى طريقها فى التاسعة صباحا لطلب تحويل اولادها من مدرسة عمرو بن العاص الى احدى المدارس ليسقطا فى المياه التى اصبحت مشبعة بتيار الكهرباء ووسط ذهول المواطنين ينتفض جسد الطفلين وسط صراخ الجيران والمارة على هذا المشهد المأساوى ليخرج البطل الشهيد اسلام باهر متولى 29 عاما العامل بالمقهى المواجه للواقعة محاولا انقاذ السيدة الام التى اصبحت فى حالة ذهول وهى ترى بعيناها طفليها يفارقان الحياة ليأتى بكرسى خشبى من المقهى ويقف عليه واخر يحاول جعله معبرا للام و النازلين من الترام و ينجح الا ان توازنه اختل ليسقط هو الاخر شهيدا للواجب ضاربا اعلى درجات التضحية والرجولة .

ولم يقف مشهد بطولات السكندريين عند ذلك الحد بل جاء مشهد اكثر صعوبة عندما انقذ المواطنون الطفلين وجرف التيار جثة الشهيد اسلام تحت احدى السيارات الخاصة وسط تواجد سيارات الاسعاف والمطافئ من الدفاع المدنى التى خشى مستقلوها النزول الى الشارع الذى اصبح مشبعا بتيار الكهرباء ليتقدم احمد صاحب احد محلات الحلاقة طبقا للفيديو الذى تقدم به الشاب على حسن للأهرام و يقوم المواطنون واحمد بربط السلك الكهربائى وسحبه من الشارع و انقاذ جثمان اسلام و تسليمه الى سيارة الاسعاف ولم يكن المشهد اقل صعوبة للقبطان حسن الناضورى الذى كان ذاهبا الى الاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا بأبى قير لتتعطل سيارته الحديثة اسفل كوبرى المندرة بعد ان وصلت المياه الى مستوى غرق السيارة ليخرج منها ناظرا الى سيارته محاولا التصرف واخراجها لتحدث صدمة كهربائية ويتوفى ويقوم المواطنون بإخراجه وكذلك طه محمد طه ذلك الرجل الذى يعمل سائقا لعربة كارو يجرها حصان بمنطقة المنشية والذى سقط عليه الاسلاك الكهربائية ليفارق الحياة ودابته ايضا وسط غياب وتقصير من المسئولين:

ولعل التحقيقات الموسعة التى تجريها نيابة شرق الكلية باشراف المستشار سعيد عبد المحسن المحامى العام الاول مع رؤساء الاحياء ورئيس شركة الصرف الصحى والكهرباء والنقل العام تكون قصاصا للمواطنين الذين اثبتوا بالوقائع انهم كانوا بلا معين سوى الله وانفسم فى مواجهة الاهمال والتقصير و القتل عبر عدم مبالاة المسئولين.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 2
    احمد شعيب
    2015/10/27 14:21
    1-
    2+

    دولة الاهمال
    ادعوا كل موظف مهمل و غير امين ان يقدم استقالتة ويترك غيرة يعمل وادعوا كل محافظ سعيد بالوضع الاجتماعي المييز لة ان يترك منصبة و يعلم كل فرد ان سيد القوم خادمهم 7 مليون موظف عاجزون عن خدمة شعب
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق
  • 1
    مصرى حر
    2015/10/27 07:31
    0-
    12+

    ربنا يرحمهم ويغفر لهم ويحسن مثواهم ...............هذا اجلهم وقدرهم
    بكل أسف مسئولية الاهمال تراكمية ومشاع ومتشعبة تستلزم نظريا محاكمة اعداد لاحصر لهم
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق