رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

«انتصار» والأفلام الإباحية!!

يبدو أن ثنائية المحرمات (الدين والجنس) كُسرت، وأن التابوهات القديمة قد تجاوزها الزمن، فمن ناحية لم يعد التنظير في المجال الديني ممنوعاً، بل صار مباحاً لكل من يجد في نفسه الكفاءة، ومن ناحية أخرى فإن التطرق للموضوعات الجنسية صار متاحاً على كل الأصعدة، فما كان يخجل منه الناس في الماضي، أو حتى مجرد التفكير فيه؛ أصبح اليوم مباحاً.

فمن إثارة الجدل تارة بالحديث عن «الدين» بعد أننا شاهدنا تعمد تجاوز الخطوط الشائكة في التفسيرات القرآنية، والخوض في قضايا جدلية عن كتب التراث، إلى التطرق لإثارة قضايا الجنس والشذوذ.
وبالعودة إلى «فكرة الجنس»؛ نلاحظ بوضوح أنه في محور حياتنا وأفلامنا وبرامجنا، وحتى منشوراتنا على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الذي يحدث حالياً قد تجاوز إطار «الحرية» ليدخل مجال سياسة ممنهجة لما يمكن أن نسميه بظاهرة «التحريض على الجنس»، التي تتجلى من خلال التوسع في قاموس الكلمات النابية في الأفلام والمسلسلات والفضائيات، وتجاوز كل الخطوط الحمراء تحت مسمى «حرية الإبداع».
لن نجد تعبيراً دقيقاً أكثر من كلمة «تحريض»؛ حينما تكون مقدمة أحد البرامج «الفنانة انتصار»؛ لتتحدث عن أن مشاهدة الأفلام الإباحية مفيدة، وأنها تُكسب الشباب وخاصة المقبلين على الزواج خبرة!!
 و«يا ويلك» لو اعترضت على ذلك، وعلقت بأنه «تحريض مباشر» على نشر الفاحشة ومجاهرة بالمعصية، فإنك لا شك ستسمع ما يُدهشك من البعض عن حق الإنسان في التعبير، وعن المجتمع الحداثي التقدمي، وسيتم اتهامك ببساطة بالرجعية والتخلف، وأنك تريد أن تجافي الحقيقة.. فـ«بلاش الهري» فهي لم تخطئ وقالت «الصراحة»!!
 بعد تحليلي لتلك الظاهرة، اكتشفت أنها «سياسة ممنهجة» يتحكم فيها «رجال بيزنس الإثارة» الذين يبحثون عن جذب أكبر عدد من الشرائح، وزيادة نسب المشاهدة العالية، ومن ثم الربح وزيادة حصيلة الإعلانات في المقام الأول.
إنه «البيزنس» الذي يخلق تطرفاً أخلاقياً لا يقل خطراً عن تطرف الإرهابيين الذين يقتلون بقنابلهم الأبرياء بلا ذنب.. أصحاب هذا البيزنس لا فرق بينهم وبين مروجي المخدرات الذين يتسببون في إدمان الشباب وتغييبه. يتساوون مع منتجي الأفلام الهابطة المبتذلة الذين يروجون للبلطجة والرقص والتعري، وتصوير أبطالهم كنماذج تُحتذى أو أيقونات!
أقول لـ«أصحاب البيزنس»: تنعموا.. افرحوا.. ولينم كل واحد منكم قرير العين على فراشه... وليس مهماً أن يتأثر شاب بما قدمتموه في قنواتكم، ويحاول التقرب من أي سيدة أو فتاة ويتحرش بها!! لا توجد مشكلة في أن تستعرض الفتاة مفاتنها بجرأة؛ بعد أن أقنعتها الفنانة –(التي نفذت السياسة ببراعة)- بأن على المرأة أن تتباهى بنفسها وتبرز أنوثتها!! حققتم الـ«انتصار» ورسالتكم وصلت! وقبل أن أنسى: «هنيئاً» لكم الأموال!

لمزيد من مقالات أحمد مصطفى سلامة

رابط دائم: