رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

تنازلات سن الأربعين

فتوح سالمان
تنظر أمامها فترى قطار الخمسين يقترب.. جميلة ومثيرة وشابة.. كل شىء فى قمته لكن المؤشر سيتجه نحو النزول.

إنها السن التى تبدأ فيها الشعيرات البيضاء تظهر فى رأسها، وهى السن الذى تبدأ فياه التجاعيد الصغيرة ترسم خطوط الزمن القادم.. وربما تبدأ رحلتها الى عيادات التجميل.. يتغير فسيولوجية الجسد، وتتغير طريقة التفكير، والنظر للحياة.. أزمة تمر بها كل امراة.. تتضاعف عندما تكون الأربعينية غير متزوجة.

وتبدأ الأسئلة العنيدة.. ماذا فعلت بحياتى وماذا ينتظرنى؟ كم من الأحلام التى تبددت وكم من الأحلام المهددة بالضياع؟

الأمومة..الوحدة..الرضا عن الذات

بعض النساء يتحركن نحو الأربعين بمشاعر تتراوح بين الكآبة والتشاؤم ويملن للوحدة ويعتدن البكاء على شباب مضى وسعادة يتصورن أنها لن تعود، وأخريات ينطلقن نحو الأربعين بشعور لا يقاوم بالنضج استعدادا لقطف ثمار الخبرة والثقة بالنفس وبداية مرحلة جديدة من الاستمتاع بالحياة بل خوف، وهناك من يدخلن الأربعين بثبات وثقة، وهناك من يدخلن «رجل ورا ورجل قدام».

الأربعين قد تكون كابوسا للمرأة وقد تكون سن النضج والانطلاق. البعض يعتبرن الأربعين سن الكارثة ومنهن «سناء» التى كان يوم ميلادها الأربعين هو اليوم الذى قررت فيه أن تتزوج أول من يطرق بابها.. كانت ناجحة فى عملها لكن علامات الزمن كانت قد بدأت تظهر على وجهها وجسدها وفعلت.. قبل أن تدخل عامها الواحد بعد الأربعين كانت قد تزوجت وأصبحت حاملا فى طفلها الأول.. كان العريس رجلا فى منتصف الخمسينيات..أرمل منذ زمان بعيد لكنه كان الطارق الأول بعد الأربعين والفارس الذى جاء بعد أن أعلنت هزيمتها الكاملة أمام ذاتها فى مرآة الزمن الذى لايرحم.. قبل أن يكتمل العام الثانى من الزواج كانت مطلقة لكنها حققت حلمها فى أن تصبح أما ولو على حساب سعادة زوجية موءودة فى مهدها.

والبعض الآخر يعتبر أن سن الأربعين هى سن اكتمال العقل واستواء العود ومنهن كانت «جيهان» تقول لم يمثل لى بلوغى الأربعين أى مشكلة على الاطلاق.. لم أتزوج ولكنى كنت ناجحة، لم يشغلنى التفكير فى الأطفال والاقتراب من سن اليأس..

أريد طفلا من رجل أحبه، يوما ما أعرف أننى ساقابل رجلا يحقق حلمى وسانتظره.

واذا كان هاجس تأسيس الأسرة والتسابق مع العمر الافتراضى للخصوبة يؤرق من بلغن الأربعين ولم يتزوجن ولم ينجبن فإن هواجس أخرى تؤرق من اخترن التضحية بالعمل من أجل الأسرة ومنهن كانت «نجوى» التى تزوجت قبل ان تتم السابعة والعشرين كانت قد بدأت تشق طريقها فى مجال الميديا مع زملاء دفعتها.. تزوجت وحملت وحصلت على أول إجازة وضع وبعدها كانت إجازة رعاية طفل.. ثم اقنعها من حولها بأن عليها أن تنجب الطفل الثانى قبل أن تعود لعملها.. جاء الثانى والثالث الذى جاء كغلطة مثله مثل كثير من الغلطات التى تقع فيها النساء.. وتساءلت.. كيف تخليت عن كل شىء وأصبحت مجرد ست بيت ومربية.. ماذا أفعل اليوم هل من الممكن ان أبدأ من جديد؟.. جاء عيد ميلادها الأربعين ولم يتذكره غيرها فقد كان ذكرى أليمة تنكأ جراحا كثيرة.

الأربعين بالنسبة للمرأة هى سن التقييم والمراجعة.. ماذا فعلت فيما فات وبماذا أدخل على القادم.. بعائلة أم بعمل ناجح..مطلقة أم أنسة أم زوجة تعيسة؟

دراسة برازيلية لجامعة ساوباولو قالت إن الأربعين هى الكابوس الحقيقى للمرأة وبلوغ هذه السن يفجر عندها طاقات من التفكير معظمها تشاؤمية أهمها ماذا فعلت بحياتى؟

نفس الدراسة قالت إن بلوغ الأربعين يجعل المرأة تعيش دوامة التقييم الذاتى سلبيا وايجابيا طول الوقت حتى لمستقبلها.

بعضهن يسقطن فى فخ الاكتئاب والحسرة على ما فات وبعضهن يدخلن بخطى واثقة نحو سن السيطرة على الوضع المادى والوظيفى والأسرى وأخريات يعتبرنها بداية لتنازلات ومراجعات ومخاوف الغد والصراع مع التجاعيد والشعر الأبيض والتغيرات الهرمونية

مصمم الأزياء الإيطالى جورج ارمانى والذى تعامل مع أشهر وأجمل النساء فى العالم يقول: أحب المرأة فى سن الأربعين فهى الأجمل على الإطلاق بين النساء والأكثر إثارة لأنها تكون واثقة من نفسها وقادرة على اتخاذ قراراتها بجرأة واستقلالية ويزيد اعجابى بها اذا لم تحاول إخفاء عمرها او تعطى الانطباع بأنها أصغر، وعندما أنظر الى جميلات الأربعين أراهن فى تناغم تام مع أنفسهن, مظهرهن وماضيهن فحتى تلك التجاعيد الصغيرة التى تظهر عليهن تضفى عليهن تميزا وقوة, وهن دائما قويات وجريئات لا يتخوفن من إظهار الجانب الأنثوى فى شخصيتهن.. وببلوغها هذه السن تكون قد تجاوزت مراحل القلق وتحقيق الذات وتصبح أكثر فهما للعالم وأكثر عقلا وأكثر فهما لجسدها وأكثر أناقة لأنها تعلم ما الذى يناسبها وما الذى لا يناسبها

تتخلص من القلق المصاحب لفترة العشرينيات والثلاثينيات والركض وراء الأحلام وتحقيق الذات والبحث عنها.

تكتمل معالم أنوثتها ويكتمل نضجها.. فتنطلق لتجنى ثمار ما تعبت من أجله..

الى كل امرأة تقترب من الأربعين أو تجاوزتها: (انت أجمل) أنت التى تحددين مذاق تلك المرحلة فإما صفاء ورغبة فى مواصلة الحياة بمزيد من الجمال والنضج وإما قلق وتوتر ومزيد من المخاوف والمتاعب النفسية والجسدية.. أنت دائما أجمل.. كونى واثقة من ذلك.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق
  • 3
    عبدالواحد على
    2015/10/08 10:29
    0-
    2+

    يا تيتة
    كنت متخيل لما ربنا يرزقنا بحفيد ان زوجتى سوف تغضب لما حفيدها يقول لها يا تيتة وعلى العكس اصبحت زوجتى فى منتهى السعادة عندما حفيدها يناديها بهذا اللقب وخاصة امام الستات زملائها او فى المولات او فى الشارع
    البريد الالكترونى
     
    الاسم
     
    عنوان التعليق
     
    التعليق
  • 2
    الحكاية
    2015/10/08 01:14
    0-
    1+

    الحكاية متشابكة جدا
    بالنسبة لمن لم تتزوج الامر صعب عندما يكون الاختيارات لديها محدودة جدا ويفرض عليها المتاح سواء مطلق او ارمل ونادرا ممن تأخر مثلها فى الزواج لان ده بيحاول يبحث عن عروس صغيره تعيد له شبابه الذى ضاع ويلحق يخلف منها عيلين .. اما لمن تزوجت بالفعل بيكون سن مزعج ايضا بداية الدخول فى سن الكهولة وخاصة فى بلدنا يبتدى الناس ينادونها بكلمة غلسة جدا ياحجة انا شخصيا رغم انى اتمنى الحج بشوق كبير لكن هذه الكلمة تضايقنى جدا لانها تشعرنى اننى فى الستين او السبعين كمان شئ مزعج جدا كان زمان القريب كلمة يا مدام او يا انسه هى ما نسمعها او ننادى بها غيرنا اما هذه الكلمة التى اكرهها تقال بشكل مستفز وتشعرنى بالكهولة رغم انى يادوب تخطيت الاربعين محتاجين نتعلم ازى نكلم بعض ونراعى شعور بعض بجد وعلى فكرة من وانا فى 38 بسمع الكلمة دى وتحرق دمى بشكل كبير ... طيب لما شاب عنده 30 سنة ويقولى يا طنط اعمل فيه ايه طيب ؟
    البريد الالكترونى
     
    الاسم
     
    عنوان التعليق
     
    التعليق
  • 1
    ابو العز
    2015/10/08 00:10
    1-
    0+

    سن الأربعين والا الخمسين والا السبعين !؟
    من شب على شيء شاب عليه .
    البريد الالكترونى
     
    الاسم
     
    عنوان التعليق
     
    التعليق