ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع قوله إنه "من الواضح أن روسيا تريد تطهير غرب سوريا من التنظيم الإرهابي، واستعادة مدينة الرقة وكل حقول الغاز والبترول حول تدمر".
وأشار المصدر إلى أن "هناك سباقا على الرقة لتأمين حقول البترول وتطهير المدينة من الإرهابيين، وأن استعادة عاصمة داعش ضرورية للقيام بذلك".
وفى الوقت ذاته، نقلت الصحيفة البريطانية عن خبير فى مكافحة الإرهاب إن داعش بالغ فى إظهار قوته العسكرية مما استدعى قيام القادة الغربيين بشن هجوم منسق مضاد يمكن أن يخضع التنظيم الإرهابى.
وفى غضون ذلك، أكدت مصادر رسمية روسية أن موعد نهاية العمليات العسكرية فى سوريا ليس معروفا بعد، وهو ما يتوقف عليه تحديد مواقيت سحب الأسلحة والمعدات العسكرية التى ارتبطت بها من هناك.
وقال فلاديمير تشيجوف الممثل الدائم لروسيا لدى الاتحاد الأوروبى إن الوجود العسكرى الروسى فى سوريا ليس كبيرا بالمقارنة مع الإرساليات العسكرية الأجنبية الأخرى فى المنطقة، وإنه يظل مرتبطا بمجريات العمليات العسكرية ضد الإرهاب.
وأكد تشيجوف أن الوجود الروسى السياسى والدبلوماسى سيظل موجودا بطبيعة الحال، وقد يكون عسكريا أيضا فى حال تطلبت الظروف وبما يتفق مع القانون الدولي.
وكانت مصادر رئاسة أركان القوات المسلحة الروسية أشارت إلى أن الحملة الجوية، ومنذ بدايتها فى ٣٠ سبتمبر الماضي، قامت بما يزيد على ٦٠ طلعة جوية جابت خلالها كل عمق الأراضى السورية وأصابت ودمرت ما يزيد على خمسين موقعا ومنشأة تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي.
ومن جانبه، قال الجنرال أندريه كارتابولوف رئيس هيئة العمليات أن الطائرات الروسية تواصل تحليقها طوال الليل والنهار، وإن عناصر الاستطلاع أكدت أن الإرهابيين يهربون من مواقعهم والمناطق التى كانوا يسيطرون عليها، وإن قرابة ٦٠٠ منهم يحاولون الهرب إلى أوروبا.
وكشف كارتابولوف عن أن المركز التنسيقى للعمليات فى بغداد الذى سبق وأعلنت موسكو عن تأسيسه بالتعاون مع العراق وإيران وسوريا، يواصل عمله على خير وجه.
وفى الوقت ذاته، أكد الكولونيل إيجور كليموف المتحدث باسم سلاح الجو أن الطيران الروسى يستخدم صواريخ جو -أرض موجهة بالليزر من طراز "كيه.إتش-٢٩ إل" فى سوريا.
وأضاف أن طائرات سوخوي-٣٤ وسوخوي-٢٤ تستخدم هذه الصواريخ عالية الدقة.
وفى غضون ذلك، ذكرت شبكة "سى إن إن تورك" أمس أن سفينة هجومية تابعة للأسطول البحرى الروسى مرت من مضيق البسفور قادمة من البحر الأسود ورافقتها قوارب خفر السواحل فى إسطنبول، وأنها كانت متجهة إلى ميناء اللاذقية السورية بالبحر المتوسط لتعزيز قوتها العسكرية البحرية والجوية فى سوريا.
ومن جانبه، وصف الرئيس التركى رجب طيب أردوغان القصف الروسى بأنه "غير مقبول"، محذرا من أن روسيا "ترتكب خطأ جسيما".
وفى برلين، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن الجهود العسكرية ضرورية فى سوريا لكنها لن تضع نهاية للحرب الأهلية.
وأكدت ميركل أنه من الضرورى إشراك الرئيس السورى بشار الأسد فى المحادثات للتوصل إلى حل سياسي.
وأشارت ميركل إلى أنها تأمل فى بدء مثل هذه العملية الآن وأنه يمكن لروسيا والولايات المتحدة والسعودية وإيران أن تضطلع بدور مهم بالإضافة إلى ألمانيا وفرنسا وبريطانيا.
وفى لندن، قال ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطانى إن بلاده ستزيد بشكل كبير عدد الطائرات بلا طيار التى تستخدمها لقتال تنظيم داعش، موضحا أن حكومته ستشترى ٢٠ طائرة بلا طيار لتعزيز عدد الطائرات البريطانية التى تستهدف من الجو التنظيم الإرهابي.
وأشاركاميرون إلى أن التدخل الروسى فى الحرب الأهلية فى سوريا يجب ألا يمنع بريطانيا من المشاركة فى ضرب تنظيم داعش.
وشدد كاميرون على أنه يرغب فى المضى قدما فى خطط إجراء تصويت فى البرلمان للسماح للقوات الجوية البريطانية بتنفيذ ضربات جوية فى سوريا إلى جانب العراق.
وفى باريس، قال مانويل فالس رئيس الوزراء الفرنسى إن على روسيا ألا تخطىء الأهداف فى سوريا، مذكرا بضرورة تجنب المدنيين.
وفى فيينا، أكد الرئيس النمساوى هاينز فيشر عندما نبحث عن حل المشكله السورية يجب أن نضع فى الحسبان إجتماع كافة الأطراف على طاولة المفاوضات لا سيما الرئيس السورى بشار الأسد.
وأضاف فيشر أنه يرى إشراك ممثلى الحكومة السورية فى المفاوضات أمر ضرورى يمكن أن يساهم فى التوصل إلى حل، وهذا يعنى أن الأسد يلعب دورا بالنسبة لسوريا.