قل ماشئت عن مرتضى منصور رئيس نادى الزمالك.. واختلف معه وعنه وحوله كيفما تشاء.. ولكن لابد من أن تعترف بأنه كان عند حسن الظن به.
يعرف كيف يتقرب الى العامة لأنه ـ ببساطة شديدة ـ نبع منهم فقيرا، واستمال إعجاب الخاصة لأنه أعتز بنفسه فلم ينزلها غير منزلها.
والحقيقة أن مرتضى منصور أثبت من خلال مواقفه فى الأيام الماضية أنه لا يكتفى بالكلام الذى يجيده تماما، وإنما تأتى تصرفاته مملوءة بالتجارب والإحساس بالمسئولية القومية الملقاة على عاتقه كرئيس لأحد أهم وأعظم ناديين على امتداد الخريطة العربية كلها.. فها هو يستشعر الخطر المحدق بمصر كلها من إطلاق قنابل وقتل للأبرياء فى الشوارع مما يستهلك كثيرا من طاقات أبناء مصر من الجيش والشرطة فى حفظ الأمن والنظام، وحينئذ يرفض الاستمرار فى الشكوى المقدمة من نادى الزمالك ضد اللاعب أحمد الشيخ وقد خشى أن يؤثر قرار النادى الأهلى المترتب على ايقاف اللاعب بالانسحاب من المسابقات المحلية فى الشارع المصري.
ولم يجد رئيس نادى الزمالك أدنى حرج من الاعتذار لجماهير وأعضاء وإدارة النادى الأهلى عندما أهين فريق ناشئى اليد داخل نادى الزمالك..
وقد عاقب بقوة كل من تسبب فى هذه الأزمة.
ولا ينحنى مرتضى منصور ابدا أمام موهبة اللاعب المدلل «شيكابالا».. فقد حاول أن يعيد الحياة من جديد له فى الملاعب، ولكن شيكابالا لم يستثمر الفرصة وواصل تراخيه وعدم مبالاته، فإذا به يجد مرتضى منصور وقد أعلن إنهاء ـ أو بتعبير أدق إلغاء ـ التعاقد معه إعلاء لمبادئ وقيم وأخلاقيات يريد أن يرسيها داخل الناشئين الصغار الذين يتخذون من النجوم الكبار ممن هم على شاكلة شيكابالا قدوة لهم.
ومن الأمانة القول إن مرتضى منصور قد صار نسخة معدلة ومختلفة وخاصة جدا عام 2015، واستطاع أن يشغل الدنيا والناس بقراراته الجريئة التى جعلته ـ بغير منازع ـ عنوانا ورمزا لرجل الدولة المسئول الذى كان عام 2005 عندما تولى رئاسة النادى لأول مرة يشعل البراكين، لكنه الآن صار فى عام 2015، خبيرا فى إطفاء البراكين.
[email protected]