بداية تقول مروة السلحدار : رغم أننى كنت أحلم بالمشاركة فى حفل الافتتاح، فإننى أننى لم أصدق أن هذا الحلم سيتحقق، حيث كانت سعادتى كبيرة عندما علمت بأننى سأكون على ظهر السفينة عايدة 4 كضابط بحرى ثان للمشاركة فى هذا الحدث الكبير، لأكون بذلك أصغر وأول قبطانة مصرية وعربية تشارك فى هذا الاحتفال الذى سيراه العالم، ليعيد للمرأة المصرية الواجهة الحضارية كما كانت دائما، ومنذ انضمامى لطاقم السفينة «عايدة 4» وأنا اشعر بالفخر لوجودى معهم فى هذا الحدث الكبير، حيث بدأنا فى عمل البروفات الخاصة بمشاركتنا فى حفل الافتتاح، وذلك بمرور «عايدة 4» مع مجموعة من السفن فى المجرى الملاحى للقناة الجديدة.
المشاركة مع «عايدة 4»
وأضافت مروة : بعدما تلقيت خبر انضمامى لطاقم السفينة عايدة 4 شعرت بالفرحة المصحوبة بالخوف، لكن عندما صعدت إلى السفينة قابلنى القبطان عبدالحميد القاضى قائد السفينة بالترحاب وقلل من خوفي، مما ساعدنى على الاندماج مع باقى طاقم السفينة بسرعة، وأصبحت اشعر بأننى وسط اسرتي، وعندما تحركنا باتجاه قناة السويس كانت فكرتى عن المشروع انه مشروع كبير فقط، لكننى لم أكن مستوعبة أننا أمام حدث فريد، خاصة بعدما رأيت على الطبيعة القناة الجديدة .وكيف استطاع المصريون أن يختصروا الزمن إلى عام واحد متحدين كل الظروف، وعندما دخلنا إلى قناة السويس الجديدة وجدت عمالا ومهندسين يبنون بسواعدهم ملحمة جديدة تضاف إلى كفاح هذا الشعب العظيم ... فيحفرون قناة جديدة موازية للقناة القديمة لتكون رخاء لشعوب الدنيا، فمشاعر الفخر والعزة تسيطر على كل المشاركين فى صنع هذا الحدث، تسمع حكايات كيف استطاع هؤلاء الأبطال ان يحولوا الأرض التى كانت رمالا وصخورا إلى أشهر مجرى ملاحى عالمى فى عام واحد بعد ان كان البعض يرى وقتها ان ذلك ضرب من الخيال ومن المستحيل تحقيقه، لكنهم حولوا الحلم الى حقيقة وجعلوا هذه القناة شريانا للرخاء، فالمصريون اذا ارادوا فعلوا.
أول قبطان بحرى نسائي
وعن وظروف التحاقها بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى تقول مروة: فى البداية التحقت بشعبة النقل الدولى بالأكاديمية، لكننى قررت أن أدخل فى تحد مع نفسى وانتقلت لشعبة الملاحة البحرية، فى البداية وجدت رفضا من الجميع لكن والدتى شجعتنى على الاستمرار فى ذلك، ومع إصرارى على ذلك دخلت المعركة والتحقت بشعبة الملاحة. وخضعت لكل اختبارات الكشف الطبى واللياقة البدنية التى يخضع لها شباب الملاحة وحصلت على لائق فى كل الاختبارات مما أهلنى للدخول مع فرقة من الشباب وفتاة واحدة نيجيرية الأصل، فى البداية قوبلت بالرفض من زملائي، ولكن بعد فترة أدركوا أننى على مستوى المسئولية، وأنه لا يوجد فرق بين شاب وفتاة وأن الإرادة والعزيمة هى التى تتحكم فى النجاح، ورغم الصعوبات التى قابلتنى فى البداية، فإنها لم تنل من عزيمتى فى استكمال مشوارى الملاحى حتى اختتمت دراستى فى الأكاديمية بنجاح. وأصبحت أول قبطان بحرى نسائي.