زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لألمانيا لها بعدين ؛ البعد الأول سياسي والثاني اقتصادي ولكن لطبيعة المرحلة التي تمر بها مصر من قلة تدفق الإستثمارات الأجنبية والوفود السياحية وارتفاع العجز في الموازنة العامة للدولة ؛ فالشق الاقتصادي يتفهم أن تكون له الأولوية في التغطية الإعلامية وبخاصة بالقنوات الفضائية الأوسع انتشارا والأكثر تأثيرا.
والتي للأسف ركزت على الفنانين والإعلاميين المصاحبين للرئيس ولم تعطي للشق الاقتصادي حقه وبخاصة حضور الرئيس اجتماعا للملتقى الاقتصادى المصرى الألمانى.
أكد منير فخرى عبد النور وزير الصناعة والتجارة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة ان اتفاق دمج التكتلات الافريقية الثلاث الكبرى وهى الكوميسا والساداك وتجمع شرق إفريقيا الأربعاء المقبل بشرم الشيخ سيسهم فى تحقيق نقلة نوعية فى علاقات التعاون الاقتصادى والتجارى بين القاهرة والـ 25 دولة افريقية ... هل سنرى ذلك يتحقق على أرض الواقع أم سيظل الحلم حبيسا لأروقة قاعات المؤتمرات كعهده سابقا ؟ ... أتمنى أن يتحقق الحلم ولكن لكي يتحقق لابد أن يتجه الاقتصاد المصري نحو الاقتصاد الإنتاجي وليس الخدمي لزيادة الانتاج الصناعي الذي يعتمد عليه في زيادة صادرات أى بلد .
الرئيس عبدالفتاح السيسى قال فى كلمته أمام مؤتمر «دافوس» الذى عقد فى الأردن يوم ٢٢ مايو الحالى : إن الجمود الفكرى الناجم عن التطرف والغلو الدينى أو المذهبى تزداد حدته جراء اليأس والإحباط وتراجع قيم العدالة بمختلف صورها. وبالتالى فإن جهودنا للقضاء على التطرف والإرهاب لابد أن تتواكب معها مساع نحو مستقبل تملؤه الحرية والمساواة والتعددية، ويخلو من القهر والظلم والإقصاء. لكن تلك المساعي لا يمكن أن تكتمل دون أن تمضى بالتوازى معها خطط مدروسة للقضاء على الفقر تجسد الشق الآخر للحقوق الأساسية للإنسان فى منطقتنا... هذه الفقرة من كلام السيسي تغافلها الإعلام على الرغم من إن تداركها على أرض الواقع يكفي ليحقق لمصر الرخاء السياسي والاقتصادي المنشود .
تقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان كشف النقاب عن مساحات شاسعة من دماء الشهداء من جميع القوى السياسية والمدنية والجيش والشرطة وأظهر كما هائلا من حالات التعذيب وفتح ملف وفيات الحبس الإحتياطي الغير محدد المدة .
ما صرح به رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى حديثه إلى الصحفيين الإسرائيليين قائلا : أن إسرائيل تقف الآن مع دول الخليج وبعض الدول العربية في خندق واحد وهو الشعور بالقلق إزاء البرنامج النووى الإيرانى ، والنشاط الملحوظ الذى تقوم به طهران فى المنطقة وأنه يفكر جديا منذ فترة ويدرس بعناية إمكانية دعم الدول العربية ودفع عملية السلام وتحقيق الأمن الإقليمى... هذا الكلام يدعونا نسأل غير مصدقين ما تسمعه آذاننا عن ما يقصده بنيامين ... هل إسرائيل هي من ستحقق السلام والأمن الإقليمي للمنطقة وهي ترتكب المجازر تلو الآخرى بأخواننا الفلسطنيين بغزة ؟ هل يريد على آخر الزمان نتنياهو أن يتعاون معه العرب عسكريا أم ماذا ؟! ... والدي رحمه الله وأدخله فسيح جناته تخرج من الكلية الحربية وعمل ضابطا في القوات المسلحة وكان من المحاربين القدماء حيث أصيب بحرب أكتوبر ولا أتصور أن يتم تعاون عسكري من أي نوع بين العرب وإسرائيل كما يريد نتنياهو !!
ومن الأخبار الهامة التي على نتنياهو متابعتها هو ما قضت به محكمة مستأنف القاهرة للأمور المستعجلة السبت برئاسة المستشار أسامة صبري بإلغاء الحكم الصادر باعتبار حركة حماس تنظيما إرهابيا وجاء الحكم في ضوء الطعن بالاستئناف المقدم من هيئة قضايا الدولة.
ظل الخطاب الفلسطيني يوجه الرأى العام لمطالبة الجمعية العمومية للفيفا بتجميد عضوية إسرائيل فى الاتحاد الدولى لكرة القدم (الفيفا) إذ ان إسرائيل متهمة باتباع سياسة تعسفية إزاء اللاعبين الفلسطينيين وأنديتهم إلى جانب مشاركة المستوطنات المقامة على الأراضى المحتلة فى الدورى الإسرائيلى. ورغم أن الاقتراح الفلسطينى لقى تأييدا من جانب أغلب الدول المشاركة فى الفيفا، إلا أن السيد جبريل الرجوب القيادى الفلسطينى ورئيس الاتحاد الفلسطينى لكرة القدم أعلن سحب الطلب !! ... وهو ذات المشهد الذى يذكرنا بعدول السلطة الفلسطينية عن طلب مناقشة تقرير القاضى جولدستون الذى أثبت جرائم الحرب الإسرائيلية أمام مجلس حقوق الإنسان فى جينيف عام 2009 !! ... لا تعليق !!
ما علمناه من الأخبار هو اجتماع رؤساء الأركان العرب لتشكيل قوة عربية قبل نهاية شهر يونيو المقبل، طبقا لقرار القمة العربية فى شرم الشيخ ... ولكن الذي لم نعلمه بعد ونطوق شوقا لمعرفته ؛ من هو العدو الذي سيواجهونه هل هو داعش أم إيران أم من ؟
انهالت علينا أخبار احتفال الإسرائليون باحتلال القدس الشرقية واقتحام جماعات من المستوطنين ساحات المسجد الأقصى وهم يهللون ويرقصون ويؤدون الشعائر التلمودية. ثم جاء الخبر الهام بدعوتهم لاقتحام المسجد الأقصى فى ذكرى عيد «شفوعوت» أو عيد نزول التوراة خلال يومى 24 و25 مايو ... السؤال المهم الذي يفرض نفسه لماذا لم نسمع أي شجب أو إدانة عربية أو نرى أى تحرك عربي ؟! ... ولماذا لم نرى أي رد فعل من البلاد العربية الإسلامية لما يحدث لنحو ألفين من مسلمى الروهينجا الهاربين من جحيم اضهادهم وتعرضهم للقتل ببلادهم (ماينمار) والعالقون فى عرض البحر منذ ما يقرب من شهرين ؛ وهم يصارعون الموت جراء معاناتهم من الجوع والمرض، للبحث عن مأوى لهم ؟!
[email protected]لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي رابط دائم: