إذن ماذا حدث؟ ماذا جعل بلاتر يكتشف بهذا الشكل المفاجئ أن وقته انتهي؟ هل كان ذلك بسبب امتلاك مكتب التحقيقات الاتحادى للكثير من المعلومات حول مدفوعات مريبة تورط فيها مسؤولون أو أن الأمر يتعلق فقط بفهم سياسى قديم اكتشف أن الضغط الواقع عليه من الجميع بدء من الرعاة الناقمين إلى نجوم كرة القدم السابقين غير السعداء سيؤدى إلى الإطاحة به من (الفيفا) آجلا أو عاجلا. وفى إعلانه للرحيل سعى بلاتر لشرح أن استقالته كانت بادرة نبيلة منه لمساعدة اللعبة التى يحبها وكان هناك العديد من الحلفاء - وبعض الخصوم - سعداء بهذه الرواية. وأشاد ميشيل بلاتينى رئيس الاتحاد الأوروبى لكرة القدم، الذى حث بلاتر على الاستقالة الأسبوع الماضي، بالمسؤول السويسرى على اتخاذ »قرار صعب وقرار شجاع وقرار صحيح« بينما أبدى جيروم شامبين وهو مرشح محتمل للمنصب إعجابه »بالتضحية« من أجل مساعدة (الفيفا). لكن بعضا من منتقديه السعداء لم يكونوا مستعدين للتخلى عن توجيه الضربات له. وقال دايك: »لا أصدق أنه اتخذ هذا القرار بناء على أى أساس أخلاقى لذلك. حدث شيء فى هذه الفترة مما جعله يستقيل، كان يمكن أن يستمر للأبد لذا بالتأكيد هناك شيء ما حدث«. مثل ماذا؟ أبلغ مصدر قريب من (الفيفا) رويترز أنه فى أعقاب كل الفضائح التى أحاطت بالمنظمة منذ اعتقالات الأسبوع الماضى لمسؤولى (الفيفا)، تعرض بلاتر لضغوط من مسئولين فى اللجنة التنفيذية ليرحل .. وجرى إبلاغ بلاتر على ما يبدو من مستشارين كان يستمع إليهم دائما - حتى وإن تجاهل فى المعتاد نصائحهم - بأنه إذا أراد اختيار متى وبأى طريقة يرحل، فإنه يجب أن يفعل ذلك. وبذلك يستطيع بلاتر الإشارة إلى النمو الضخم الذى حققه الفيفا خلال 17 عاما له فى المنصب ونجاحاته فى تطوير كرة القدم حول العالم وتقدم اللعبة بين السيدات والشباب.
وقال المصدر إن بلاتر.. وربما لعب الضغط من رعاة (الفيفا) وراء الستار أيضا دورا مهما. ولم يكن هناك سخط علنى ضخم من الرعاة بعد انتصار بلاتر يوم الجمعة، لكن إعلان احدى شركات المياه الغازية بعد كلمة الاستقالة التى ألقاها بلاتر أمس الثلاثاء أعطى لمحة بسيطة عن الشعور للاخرين .
وقال آندرو وودورد وهو مستشار تسويق رياضى كان مديرا سابقا للعلاقات العامة فى فيزا »المشكلة تم حلها. كانت هذه أكبر عقبة وتغير كل شيء«. لكن فى النهاية حقيقة أن التحقيقات الأمريكية فى (الفيفا) بدأت فى الاقتراب منه بشدة ربما أقنعه بالرحيل.
وذكرت رويترز والعديد من وسائل الإعلام الأخرى أن السلطات الأمريكية تعتقد أن جيروم فالك الأمين العام لـ (الفيفا) قام بمعاملات مصرفية بقيمة عشرة ملايين دولار متعلقة بإعطاء جنوب افريقيا حق استضافة كأس العالم 2010. وكان مصدر رويترز فى التقرير شخص على صلة بالمسألة. ووصف فالك - فى لائحة اتهام تم تقديمها لمحكمة اتحادية فى بروكلين بنيويورك - »كمسؤول بارز فى الفيفا« لم يتم تحديد هويته قام فى 2008 بتحويل المال المذكور إلى جاك وارنر وهو مسئول اخر . ورأى البعض أن تركيز التحقيق على فالك عامل أساسى فى رحيل بلاتر. وقال بير رافن اومدال الرئيس السابق للاتحاد النرويجى لكرة القدم، والذى عمل كمسؤول فى (الفيفا) من 1994 إلى 2002، وكان قريبا من بلاتر فى سنواته الأولى فى المنصب إنه يعتقد أن هذا الأمر كان حاسما. وأبلغ أومدال رويترز »أنا واثق أن الخطاب المرسل من اتحاد جنوب إفريقيا كان نقطة فاصلة. كان مرسلا لأمينه العام الذى نفى ذلك. كان الأمر يقترب بشدة.«