وأن النسبه الأكبر من هؤلاء هم من طلاب المرحلة الثانوية، وقد أكدت التقارير: أن طلاب الصف الأول الثانوى يدخنون بانتظام أكبر من فئة العمال، يليهم طلاب المرحلة الاعدادية، ثم التلاميذ الصغار فى المرحلة الابتدائية ، وقد ارتفعت نسبة الفتيات المدخنات للسجائر والشيشة فى سن المراهقة.
ويعد هذا مؤشرا خطيرا.. فى الوقت الذى وقفت فيه جميع دول العالم لمكافحة التدخين.. وأعلنت منظمة الصحة العالمية منذ عام 1988 أن يوم 31 مايو.. هو "اليوم العالمى لمكافحة التدخين".. وبدأ «فعليا» تراجع نسبته عالميا خلال العشرين عاما السابقة.
وعن أسباب هذه ظاهرة التدخين بين الشباب والتلاميذ الصغار تقصير الأسرة والمجتمع والرقابة من مؤسسات الدولة .
"خطر".. زيادة المصروف
د. صفاء اسماعيل "استاذة علم النفس جامعة القاهرة" تقول: أسباب انتشار ظاهرة تدخين السجاير والشيشة عن ذى قبل كثيرة منها النفسية والاجتماعية والاقتصادية المتشابكة والمعقدة، فلاشك ان الظاهرة تمثل انحرافا سلوكيا يعانى منه المراهق والمراهقة خاصة فى المرحلة العمرية من12 الى 20 عاما، ومن الاسباب النفسية أن الشاب فى هذه السن الصغيرة يكون لديه حب استطلاع ورغبة فى التقليد شديدين، فيقوم بالتدخين كتجربة مثيرة فى حياته أو لتقليد أقاربه، أو ربما لتقليد نجومه المفضلين الذين يظهرون بسجائرهم فى المواقف المختلفة ويشاهدهم وهم يدخنون، فى الوقت الذى لدية الاستهواء والاقتناع بالرأى الاخر وتزداد لديه هذه العادة الكريهة مع ازدياد شعوره بالملل والتوتر والقلق وفقدان الثقة بالنفس وعدم وضوح الهدف وعدم استثمار وقت الفراغ، هذا فى نفس الوقت –وللأسف- الذى بدأت تتلاشى فيه هذه الظاهرة –التى قد تودى بالحياة- فى الغرب بعد انتشار الوعى بمخاطر واضرار التدخين، والتى كان للاعلام دور بالغ ومؤثر فيها، أما عن الأسباب الاجتماعية، فيمكن اختصارها فى افتقاد القدوة، فاذا كان الأب ـ أو الأم ـ أو أى فرد من أفراد الأسرة مدخنا فتكون هنا القدوة سيئة 40% من الأطفال والشباب الموجودين الذين غالبا مايقومون بالتدخين أيضا نتيجة لانشغال الآباء بالضغوط الحياتية فى العمل، وعدم تخصيص وقت من الكبار للجلوس مع الأبناء وعدم إعطائهم الاهتمام الكافى والاستماع اليهم ومناقشة مشكلاتهم، والأسباب الاقتصادية تتمثل فى إرتفاع المستوى الاقتصادى للاسرة، حيث يظن الآباء أن زيادة المصروف عن حاجة الابناء خاصة فى سن المراهقة سيعوضهم عن ذلك المستمر، ولكن مايحدث أن هذا الفائض يستخدم فى غير محله من قبل الأبناء الصغار شبابا أو أطفالا فلايدخرونه أويشترون مايفيدهم ولكن يشترون به السجائر والدخان.
«المرأة والشيشة».. والتجاعيد المبكرة
وعن إرتفاع نسبه التدخين بين الفتيات فى سن المراهقه تقول د. صفاء إسماعيل: إن إتاحة وتخصيص أماكن فى الكافيهات للفتيات لشرب "الشيشة"، والتى انتشرت بكثرة فى السنوات الماضية، وتشجيعهن على حب المغامرة وتقليد زميلاتهن مؤشر على تمرد الفتيات على المجتمع وتمردهن على التمييز وعدم المساواة بينهن وبين الرجال، ورفضهن للعنف الذى يمارس ضدهن سواء كان نفسيا أو بدنيا، ومن أهم التأثيرات السلبية للدخان على الفتيات أنه يؤثرعلى أنوثتهن وجمالهن ويعمل على خشونة أصواتهن وإظهار التجاعيد المبكرة، وهنا أطالب الأسرة وجميع مؤسسات الدولة بتحمل مسئولية المرأة وعدم التمييز بينها وبين الرجل، ووضع الرقابة لمنع بيع السجائر فى الاكشاك، ومنع تقديم الشيشة للنساء والمراهقين والأطفال فى المقاهى، فالتحذيرات الموجودة على علب السجائر غير كافية، وفى مجتمعاتنا الشرقية الأسرة تظل مسئولة عن أبنائها لأكثر من16 عاما، - بل وحتى زواجه- ولابد من تشجيع الشباب على العمل والادخار فى المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وتنمية مهاراتهم وملء أوقات فراغهم وتشجيعهم على تعلم اللغات الأجنبية والكمبيوتر.
وللاعلام دور هاملصلاح ما أفسدة، فى عدم عرض عادة التدخين على أنها عادة مستحبة، وفى عرض النماذج السيئة والتجارب المرضية للمدخنين بشراهة، علما بأن هناك 6 ملايين شخص يموتون فى العالم سنويا بسبب أضرار التدخين، أيضا عرض التجارب الناجحة للذين اقلعوا عن التدخين وما وصلوا اليه من نتائج صحية ونفسية واجتماعية واقتصادية بعد الاقلاع.
د.احمد عبد الحكم " استاذ امراض وجلطات القلب" يقول إن فى السنوات الاخيرة ارتفعت نسب إصابة الشباب والأطفال –فى العشرينات-بجلطات المخ والقلب بسبب التدخين، وتشيرالتقارير والأبحاث العلمية إلى أن التدخين السلبى أكثر خطورة من الايجابى، وأن من كل 100 حالة سرطان فى الرئة نجد بينهم 90% من المدخنين، أيضا60% من مصابى سرطان المثانة نجدهم من الرجال المدخنين، وقد ارتفعت نسبة النساء المصابات بسرطان الثدى، هذا الى جانب الاصابة بسرطان الفم واللسان والاحبال الصوتية -من 80 الى 90%- ، ومن المعروف التدخين هو من أهم أسباب الاصابة بانسداد الشرايين وزيادة الدهون ـ وتخثر ـ وتجلط الدم، مما يؤدى الى حدوث جلطات مفاجئة -والوفاة الفورية-، والتدخين يزيد من الضعف الجنسى عند الشباب فى أواخر الثلاثينيات وأوائل الأربعينات.
دعوة.. للإقلاع عن التدخين
أخيرا.. وللراغبين فى الاقلاع عن التدخين هناك علاجات حديثة ومتوافرة تعوض –النيكوتين- الموجود بالدم والناتجة عن التدخين ـ و تمنع الأعراض الجانبية الانسحابية له ـ مثل الصداع و التوتر، وكلما كان العلاج من إدمان التدخين مبكرا كان ذلك أفضل لتعود خلايا الجسم إلى كامل صحتها و عافيتها.
«دراما رمضان».. سجائر أوشيشة
د. انتصار السبكى «كاتبة واستاذ علوم سياسية» تقول: نتمنى.. وننتظر من الدراما المصرية -فى رمضان القادم- تجنب المشاهد التى تظهر التفكير كعادة ايجابية تساعد على التفكير والأمل والتذكر - كالسجائر – أو تشيع التسلية الغبطة والسعادة كالشيشة والمخدرات، فإن الدراما تمثل قاطرة المجتمع للخروج من جميع اشكال الانحراف والسلبية التى حدثت خلال عقود مضت، ومصر الجديدة بعد 30 يونيو تحتاج منا جميعا للبناء و التنميه .