عرض موقع شبكة قنوات «سي إن إن» الإخبارية ، مقطع فيديو لمعتمر ، يقوم بتكسير الزجاج العازل في المسعى بين جبل الصفا وجبل المروة ، بالحرم المكي الشريف،و كان يصيح مرددا «أنا المهدي المنتظر»، وسط دهشة باقي المعتمرين وقد اعلنت الشرطة أن المعتمر يمني الجنسية ويعاني من اضطرابات نفسية، وتم ضبطه من قبل شرطة الحرم.
لم يكن ذلك اليمنى هو الاول بل سبقه العديد ممن وقفوا فى الحرم المكى ليعلنون انهم المهدى المنتظر لكن تعد حادثة احتلال الحرم المكي الشريف من قبل محمد بن عبدالله (المهدى المنتظر) عام 1979هى الاشهر ففي اواخر عام 1399 هـ ابلغ محمد بن عبد الله القحطاني صهره جهيمان بن محمد بن سيف العتيبي، والذى كان يعمل موظفا في الحرس الوطني السعودي بأنه رأى في منامه انه هو المهدي المنتظر !!! وانه سوف يحرر الجزيرة العربية والعالم من الظالمين.
وفى 20 من نوفمبر 1979 م الموافق غرة محرم من عام 1400 هـ ، دخل جهيمان وجماعته المسجد الحرام في مكة المكرمة لأداء صلاة الفجر يحملون نعوشاً وأوهموا حراس المسجد الحرام انها نعوشا لموتى وسيصلون عليها بعد صلاة الفجر والحقيقة ان هذه النعوش لم تكن إلا مخازن للأسلحة النارية والذخائر..
وبعد الانتهاء من صلاة الفجر قام جهيمان وصهره أمام المصلين في المسجد الحرام ليعلنوا للناس نبأ المهدي المنتظر وفراره من "اعداء الله" واعتصامه في المسجد الحرام..وان عبدالله القحطاني هو المهدي المنتظر، ومجدد هذا الدين
قام جهيمان وأتباعه بمبايعة "المهدي المنتظر"، وطلب من جموع المصلين مبايعته، وأوصد أبواب المسجد الحرام، ووجد المصلّون أنفسهم محاصرين داخل المسجد الحرام، في نفس الوقت كانت هناك مجموعات اخرى من جماعة جهيمان تقوم بتوزيع منشورات ورسائل وكتيبات كان جهيمان قد كتبها في السعودية وبعض دول الخليج.
احتجز جهيمان وجماعته كل من كان داخل الحرم ، بما فيهم النساء والاطفال 3 ايام وبعدها أخلى جهيمان سبيل النساء والأطفال ، وبقى كمّ لابأس به من المحتجزين في داخل المسجد.
حاولت الحكومة السعودية منذ اللحظات الاولى حل الامر وديا مع جهيمان بالاستسلام والخروج من الحرم واطلاق سراح الرهائن المحتجزين الا انه رفض،عطلت الصلاة والمناسك في البيت الحرام وتبادل الطرفان اطلاق النيران الكثيفة وأصاب المسجد الحرام ضرر بالغ جرّاء هذه الاحداث، وعندما فشلت كافة سبل الحوار اضطرت الحكومة السعودية ان تدفع بقوات الكوماندوز في هجوم شامل استخدمت فيه تقنيات عسكرية جديدة لم يعهدها جهيمان و اتباعه فسقط منهم الكثير، وكان ممن سقط قتيلا محمد بن عبدالله وبسقوطه قتيلا ، صدم اتباعه صدمة كبيرة ، فهم كانوا يعتقدون انه لايموت ، فبدأوا بالانهيار والاستسلام تباعا ، واستسلم جهيمان وبعد فترة وجيزة، صدر حكم المحكمة بإعدام 61 شخصا من أفراد الجماعة، وكان جهيمان من ضمن قائمة المحكومين عليهم بالإعدام.
بعد الانتهاء من قراءه هذا المقال قد يتسأل البعض ..من هو المهدى المنتظر؟ وما هى علامات ظهوره ؟ كيف نفرقه عن باقي المدعيين ؟ لكننى ارى ان السؤال الاهم هو ..هل المهدى المنتظر هو مخلص الإسلام ؟ والإجابة من وجهة نظرى ان المسلمين لا يعلِّقون آمالهم على من يخلصهم فالاسلام دين مكتمل و ان المهدى المنتظر ما هو الا رجلاً من مصلحي هذه الأمة سيملأ ارض الله عدلاً وقسطاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً ، وهو مثل غيره من المصلحين يسير على الكتاب والسنَّة ويحكم بهما.
لمزيد من مقالات نيفين عماره رابط دائم: