رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

السيدة مريم.. فى القرآن الكريم

حاضرة هي.. أبدا.. لا تغيب.. مجلل اسمها ورسمها.. بروح وريحان وطيب.. ذات مكان ومكانة فى قلوب وأفئدة الجميع.. ذات هيبة وقداسة .. ومقام عال رفيع..

هى عنوان الطهر والصون والعفاف والكمال.. هى نبع الصفاء والنقاء.. والنور والجمال.. محفوظ اسمها فى شغاف القلوب وفى مقل العيون.. ووصف السيادة قرين اسمها.. كلما نطقه المؤمنون الصادقون.. وعلى ذلك يجمع ـ سواء بسواء ـ المسيحيون والمسلمون.. الذين هم فى مصر الكنانة إخوة أشقاء.. متحابين متلاحمين.. وكيف لا وهى بقرار من السماء.. هى خير نساء العالمين.. وهى وحدها ـ دون كل النساء ـ التى احتفل بها الكتاب المبين.. فأفرد لها القرآن الكريم سورة كاملة باسمها.. من آيات ثمانى وتسعين.. ومن قبلها كانت ثانية سور القرآن وعدد آياتها مائتان باسم أهلها وذويها «آل عمران».. ثم جاء ذكرها فى القرآن الكريم فى آيات أربع وثلاثين.. مرات وحدها.. ومرات مع ابنها سيدنا المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام.. نعم إنها سيدتنا العذراء مريم البتول.. عالية المقام.. ففى أول سور القرآن «سورة البقرة» كان ذكرها فى قوله تعالى: «ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس».. (الآية 87).. ثم كان آخر ذكر لسيدتنا.. فى سورة التحريم.. حيث وصفت بالصديقة القانتة فى قوله تعالى: «ومريم ابنة عمران التى أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين» (الآية 12).. ومابين أولى الآيات وآخراها.. كانت الآية الخامسة والأربعون من سورة آل عمران.. التى قررت وسجلت وأكدت.. فى أجلى وأروع وأبلغ بيان.. مكانة سيدتنا العذراء عند ربها.. وسموها ورفعتها وعفتها وطهرها.. وإعلان اصطفاء الله لها وأبلغ بيان.. مكانة سيدتنا العذراء عند ربها باصطفاءين.. فى قوله تعالى: «وإذ قالت الملائكة يامريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين» (الآية 42).. وبعد تلك الآية بآيتين.. تأتى آية أخري.. تسجل لك ياسيدتى أجل وأعز بشارة لأكرم وأعظم وأغلى وأعلى وأسمى وأمجد ولادة.. حفلت بها الدنيا..وشرفت بها.. فى عالمى الغيب والشهادة.. ذلك قوله تعالى: «إذ قالت الملائكة يامريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها فى الدنيا والآخرة ومن المقربين» (الآية 45 آل عمران).. الله.. الله.. ياسيدتنا الكريمة العظيمة.. يامن ولدت السيد المسيح الكريم العظيم.. حاضرة أنت.. فى قلوبنا.. فى قلوب كل المؤمنين.. ماثلة أنت أمام أعيننا فى كل وقت وحين.. قريبة أنت الى أفئدة كل المصريين.. شغوفون هم جميعاً بسيرتك العطرة على مدى أكثر من ألفين من السنين.. فمنذ سعدت مصر وشرفت باستقبالك ووليدك الجليل، وضاح الجبين.. هربا من بطش الطغاة الظالمين.. وجدتما فى مصر.. الأهل.. والسهل.. والبشر والحب والحنان.. والملاذ الأمين الحصين.. وسرى الخير فى ركابكما.. وظفرت مصر ـ معكما ـ بكنز نفيس ثمين.. حين غدا مسار العائلة المقدسة.. ومواطيء أقدامها.. مزاراً يقصده أنبل القاصدين.. وأشرقت أرض مصر ـ من يومها ـ بنور ربها.. ورفرفت راية: «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين».

ولسوف تظل أرض الكنانة.. منذ حلت بها العائلة المقدسة.. وإلى أن تقوم الساعة.. هى واحة للأمن والإيمان والسلام والخير.. وكيف لا وقد باركها السيد المسيح عليه السلام بقوله : «مبارك شعب مصر».. ومن بعده مجدها أخوة محمد صلى الله عليه وسلم بقوله «مصر كنانة الله فى أرضه من أرادها بسوء قصمه الله». ومن مصر واحة الأمن والإيمان والسلام.. حاضرة المسيحية والاسلام.. عليكما السلام.. سيدى المسيح.. وسيدتنا مريم.. ياخير نساء العالمين.
 

عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية

 


لمزيد من مقالات المستشار عبدالعاطي الشافعي

رابط دائم: