لا تتردد إذا اتخذت قرارا باصلاح سيارتك أن تذهب إلى مدينة الحرفيين الشهيرة بجسر السويس بالقاهرة بشرط أن يكون من تتعامل معه من «الصنايعية» على سابق معرفة معه أو أشار عليك به أحد ثقة تعرفه..
والسبب أن هذه السوق الكبيرة لإصلاح جميع انواع السيارات والتى تجد فيها كل شئ «من الإبرة للصاروخ» -كما يقولون - تعانى الآن من الدخلاء وقليلى الخبرة وما يعرف بالصنايعية السريحة الذين يحتلون النواصى ويضاربون أصحاب المراكز والمحال الموثوق بها فى المدينة ومن ثم يسيئون لسمعتها ويضرون صاحب السيارة الذى «يسترخص» من ناحية و«الصنايعي» الماهر والمرخص من ناحية ثانية. ..سوق الحرفيين هى الأكبر والأرخص لإصلاح واستبدال قطع الغيار الأصلية والنادرة «استيراد الخارج والمستعملة» فى مصر،بالمقارنة بالتوكيلات الرسمية التى تبيع أو تصلح السيارات بأضعاف التكلفة التى يمكن أن تتكبدها فى «الحرفيين».
وقد افتتحت السوق فى التسعينيات بعد نقل الحرفيين المتخصصين فى إصلاح السيارات من مصر الجديدة والزيتون وكذلك البعض من منطقة معروف بوسط البلد وقد حققت نجاحا ملحوظا لسنوات طويلة إلا أنها بدأت تعانى من نزوح غير المؤهلين للعمل بها منذ الألفينات من هذا القرن وخاصة من محافظة الشرقية القريبة نسبيا من السوق وهو ما هدد الحرفيين الأصليين بالمدينة فى أرزاقهم واكسب بعض العاملين بها سمعة سيئة قللت من الإقبال عليهم. ..خالد كوستا كهربائى سيارات محترف بالسوق ويمتلك مركزا مرخصا يقول نحن اقل 50 % على الأقل من أسعار التوكيلات برغم أن إيجارات المحال ارتفعت فى السنوات القليلة الماضية الى مبالغ خرافية فبعد أن كان إيجار المحل الكامل ألفى جنيه الآن أصبح 5 و6 الآف جنيه والنصف محل 3 الآف جنيه ..وما السبب هكذا قاطعته فقال: انتشار العشوائيات حول السوق ونزوح البلطجية ومن لا عمل لهم بالمناطق والمحافظات الأخرى ومزاحمة بل وسرقة الزبائن منذ دخولهم المدينة.. ويضيف احمد الشرقاوى صاحب مركز ميكانيكا وصيانة: بصراحة البورسعيدية هم السبب فى جنون اسعار الإيجارات فى السوق لأنهم بعد انهيار السوق الحرة عندهم نزحوا إلينا بأموالهم وبضاعتهم فأشعلوا الأسعار بعد أن دخلوا مزايدة على المحال ويشير إلى أن ثلاثة أرباع المحال هنا ايجار حيث يستثمرها أصحابها فى السوق ويضيف: أيضا هنا انتشرت العشوائيات من الصنايعية غير المرخصين أو المؤهلين «لكن لهم ظهر» (!) وكنا نظن أنه بعد ثورة يناير سوف ينصلح الحال إلا أنه للأسف ازداد سوءا وانتشرت الوساطة والمحسوبية وقال بحسرة: يا باشا من له ضهر يعمل أى شيء!!. وحول أسباب انخفاض أسعار الإصلاح الكبير بين السوق وخارجه خاصة فى التوكيلات يقول خالد كوستا لأننا نستورد سيارات من أوروبا بأسعار مناسبة ونقطعها ونستخدمها كقطع غيار مما يقلل كثيرا من السعر وأسأله لكن أليست الجودة أقل فقال : أبدا بل على العكس فنحن نستورد قطع الغيار الأصلية أى مضمونة مائة فى المائة فمثلا هناك قطع غيار تبيعها التوكيلات بسعر 4 آلاف جنيه ونحن نبيعها بألف وهناك قطع أخرى تبيعها ب48 الف جنيه وعندنا ب16ألفا وهكذا بل والمفاجأة ـ والكلام ما زال له ـ أن التوكيل نفسه عندما تنقص من عنده مثل هذه القطع يلجأ لنا لندبرها له؟! لكن المشكلة هى فى الصنايعية السريحة فى العشوائيات التى انتشرت حول السوق لأنهم يضربون قطع الغيار ويستعينون بغير الأصلية مما يتسبب فى أعطال كبيرة وضخمة لسيارات الزبائن!!. ..من مشكلات السوق ايضا كما يقول محمد السيد مدير مركز صيانة هى عدم اهتمام الحكومة بها لدرجة أنه لا يوجد سيارة إطفاء حيث كانت توجد واحدة منذ فترة لكنها اختفت الان وكذلك نعانى من طفح المجارى الدائم وطرق المدينة بلا اسفلت ناهيك عن العشوائية وعدم التنظيم والذى يؤدى إلى وجود بعض البلطجية الذين يتاجرون فى السيارات المسروقة. وبرغم التميز النسبى فى سعرالإصلاح فى السوق فإن الركود يسيطر عليها لامتناع كثير من المصريين عن صرف مدخراتهم أو بعضها الآن على سلع مثل السيارات والتى تتطلب فى كثير من الأحيان مبالغ كبيرة حيث تتعدى الآلاف كعمليات السمكرة والدوكو وتغيير الإكصدامات والرفارف وعمرات الموتور ويكتفون فقط بالإصلاح الخفيف لحين ميسرة.
رابط دائم: