'المجىء الثاني .. والحنين للاستعمار!'
'أقولها دائما وسأظل: إذا أنت أردت يومًا تغيير شكل المكان الذي تعيش فيه للأفضل، ثم جاءك من يتعهد لك بذلك، فبدأ بالفعل بحسب ما وعدك، ثم اكتشفت أنت مع مرور الوقت أن ما يقوم به قد أساء إلى مكانك بأسوأ مما كان عليه، في هذه اللحظة لا شك في أنك ستندم، بل تتمنى لو عاد بك الحال لما كنت عليه أيًا كان!!
هذا هو حال جل بلدان الوطن العربي، رزحت تحت احتلال تلو احتلال، وراودها حلم كبير تلو حلم في التحرر، فلما تحررت كل بحسب تاريخ استقلاله، (ظنت) الشعوب أن القادمين الجدد سيفرشون لشعوبهم طرق العزة والفخار ورغد العيش، فإذا بانهيار تلو انهيار، ثم إذا بفشل يتلوه فشل، ثم إذا بتدنٍ غير مسبوق في نوعية الحياة، إلا من رحم ربي، لظروف قلما كان لأسلوب الحكم دخل بها!!
أما الأدهى، فهو أن هؤلاء الوطنيين الجدد القادمين لانتشال شعوبهم من (ظلم واستبداد) الاستعمار، سرعان ما اختلقوا آليات حكم (استبدادية)، ليست فقط متشابهة مع آليات الاستعمار، وإنما متشابهة مع بعضها البعض دون اتفاق مسبق فيما بينهم؛ إلى حد التطابق، مع اختلاف الشخوص قطعا والمسميات، بل وإلى حد تتالى أنظمة شبيهة: أنظمة بوليسية، قمعية، تشعر دوما بالافتقار التام'