ياتي لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ببابا الفاتيكان -وهو اللقاء الاول الذين يجمع بين الرجلين- وسط ظروف صعبه في المنطقه علي خلفيه اجتياح موجه من الارهاب التي تتستر برداء الدين في العالم العربي.
وفقا لمحللين سياسيين، فان السيسي بنشاته في القاهره الفاطميه التي احتضنت الاديان الثلاثه سيكون حريصا علي تاكيد التعاون مع الفاتيكان لمحاربه من يتسترون خلف ستار الدين.
الدكتور علي السمان، رئيس الاتحاد الدولي للثقافات وحوار الاديان، وصف زياره السيسي للفاتيكان بالرمز الذي لا يستهان به، موضحًا ان رئيس دوله اسلاميه كبري بما يمثله الازهر من قيمه، ستكون نقطه يتوقف امامها العالم الذي يهتم بالاديان في هذه اللحظه الفارقه.
ويري سليمان شفيق، الكاتب الصحفي والباحث في الشان القبطي، ان الرئيس السيسي الوحيد في رؤساء مصر ترتبط زيارته الخارجيه ارتباطًا كبيرًا بالتقدم والازدهار في مصر، موضحًا ان مصر في وضع حرج، فكل من سبقوه جاءوا في وقت كانت مصر لها علاقات دوليه كبيره، اما هو فجاء بعد ظروف صعبه انقذنا منها ويواجه الارهاب لذا فهو يعيد بناء الدوله داخليًا وخارجيًا من جديد واهم هذه الزيارات الخارجيه هو زيارته الفاتيكان.
كانت الكنيسه الكاثوليكيه بمصر، قد اعربت عن ترحيبها بزياره السيسي للفاتيكان، مؤكده انها ترفع صلواتها لان يكون ثمر هذا اللقاء مزيدًا من المحبه والتعاون في القضايا الانسانيه والدوليه ذات الاهتمام المشترك.
وتاتي زياره السيسي للفاتيكان بعد 9 سنوات من غياب العلاقات الدبلوماسيه، ويقول الاب رفيق جريش، المتحدث الاعلامي باسم الكنيسه الكاثوليكيه في مصر: ان العلاقات الدبلوماسيه المصريه مع الفاتيكان لها اكثر من 60 عامًا وسياسه الفاتيكان تجاه اسرائيل وفلسطين تتطابق مع سياسه مصر وحاليا الدولتان تناديان بحل الازمه الفلسطينيه.
ويقارن الاب رفيق جريش بين شخصيه الرئيس السيسي والبابا فرنسيس قائلا: ان الاثنين لديهما اهتمام كبير بالفقراء والبسطاء والتضامن معهم والعمل علي راحتهم.
وكسر البابا فرنسيس 6 قواعد بروتوكوليه من اجل لقاء الرئيس السيسي، وهو مااكده الاب رفيق جريش، منها استقبال البابا فرنسيس الرئيس في بيته وليس القصر البابوي، وتحديد الزياره قبل موعدها بـ3 ايام فقط.
يضيف سليمان شفيق انه لاول مره في تاريخ الفاتيكان يستقبل البابا رئيس دوله قادم من ايطاليا بعد زياره لها واول مره يستقبل رئيس دوله في بيته الشخصي، مؤكدا ان هذا يعطي معني للزياره كبير جدا.
دوله الفاتيكان كانت من اوائل الدول التي اعترفت بالموجه الثوريه الثانيه 30 يونيو ولم تساير موجه الاعلام الغربي في وصفها بالانقلاب العسكري، ويرجع الاب رفيق جريش ذلك الي ان الفاتيكان ليس لديها اي مصالح سياسيه وتواصلت وقتها مع المكتب الاعلامي لها بمصر والذي اكد ان ماحدث هو موجه ثوريه شعيه ثانيه.
تاتي الاهميه لهذه الزياره مثلما اوضح شفيق ان العالم المسيحي بالخارج والذي يمثله البابا فرنسيس - حيث انه يراس الكاثوليك في العالم والذي يقدر عددهم بحوالي المليار نسمه بما يعد سياده روحيه في 74 دوله في العالم ومنها دول هامه جدا مثل دول فرنسا وكل دول امريكا اللاتينيه والاغلبيه المسيحيه التي تدين بها في امريكا الشماليه- ستحدث تغيرا نوعيا في العلاقات الدوليه مع دول لم تكن علاقتنا بها علي مايرام من قبل مثل امريكا اللاتينيه وشرق اوروبا والولايات المتحده الامريكيه لافتا الي ان هذا الاثر سيكون علي الاصعده السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه.
وتابع شفيق: آثار الزياره سياسيا ان رؤساء هذه الدول ستكون دائما جوار مصر واقتصاديا.. قد يكون الفاتيكان من افقر دول العالم ماليًا ولكنه اغني دول العالم من المرجعيه الروحيه ورجال الاعمال الكاثوليك هم الاكثر قدره في العالم علي تمويلات والامال الاقتصاديه واعتقد انها واحده من اهم الزيارات التي تصب في صالح للمؤتمر الاقتصادي الذي سينعقد في مارس.
وحول اثر هذه الزياره علي الحوارات بين الاديان وعوده العلاقه بين الازهر والفاتيكان قال علي السمان: انه لاشك ان لقاء الرئيس سيعطي دفعه قويه لعوده الحوار رسميًا بين مصر وازهرها والفاتيكان لاسيما ان بابا الفاتيكان له عقل وقلب مفتوح علي جميع الاديان والروحانيات.
بينما يقول الاب جريش: ان الرئيس السيسي ليس رجل دين ولكنه رجل دوله وليس موضوعنا الازهر والبابا، مؤكدًا ان العلاقات عادت ولكن لاسباب لوجستيه لم يتم حتي الآن عقد اللقاء رسميًا.
فيما اكد سليمان شفيق انه لاتوجد عقبات امام الحوار بين الاديان الا بعض المسائل الطفيفه واعتقد انه من المنتظر لقاء الازهر والفاتيكان قريبا قبل المؤتمر الاقتصادي.