هل التخدير يبطل الصيام
.
21-5-2019 | 10:11
هل التخدير (البنج ) في نهار رمضان يؤثر في صحة الصيام؟
بِاسْمِ اللهِ، وَالْـحَـمْدُ لِلهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَالَاهُ، وَبَعْدُ...
التخدير: هو تغشية العقل من غير شدة مطربة.
والتخدير الكلي: هو المسمى عند الفقهاء بالإغماء، يؤدى إلى فقدان الوعى بالكلية.
والإغماء: مصدر (أغمي على الرجل) مبني للمفعول، والإغماء مرض يزيل القوى ويستر العقل.
واصطلاحا: آفة تعطل القوى المدركة عن أفعالها مع بقاء العقل مغلوبا.
وقد أجمع الفقهاء على أن الإغماء لا يسقط قضاء الصيام.
واستدل الفقهاء بأن الإغماء عذر في تأخير الصوم إلى زوال الإغماء لا في إسقاطه؛ لأن سقوطه يكون بزوال الأهلية أو بالحرج، ولا تزول الأهلية به ولا يتحقق الحرج به؛ لأن الحرج إنما يتحقق فيما يكثر وجوده، وامتداده في حق الصوم نادر؛ لأنه مانع من الأكل والشرب. وحياة الإنسان شهرا بدون الأكل والشرب لا يتحقق إلا نادرا فلا يصلح لبناء الحكم عليه.
والتخدير وقد يكون جزئياً [ المسمى بالموضعي]، وقد يكون كلياً، ويكون ذلك بعدة طرق منها:
- فإذا كان التخدير جزئياً [المسمى بالموضعي] فهو لا يفسد الصيام سواء كان هذا بالحقن أو غيره، وقد ناقش الفقهاء القدامى ذلك وفَصَّلُوا بين من فقد وعيه جزءًا من النهار أو من فقد وعيه النهار كله.
- وإن كان التخدير كليا، فيقاس على من فقد وعيه النهار كله:
وحكمه أنه إذا استوعب الإغماءُ جميع النهار، أي: أغمى على الصائم قبل الفجر ولم يفق إلا بعد غروب الشمس، فهذا لا يصح صومه، وعليه قضاء هذا اليوم، وهو قول جمهور أهل العلم من المالكية، والشافعية، والحنابلة، والدليل على وجوب القضاء عليه: عموم قول الله تعالى:{فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}[البقرة:185].
وأما من أغمي عليه جزء من النهار بعد أن نوى الصيام وأفاق لحظة في النهار أجزأه الصوم , أيَّ لحظة كانت اكتفاءً بنيته مع إفاقتة في جزء
منه ويدل على صحة صومه أنه إذا أفاق جزءً من النهارفقد وجد منه الإمساك عن المفطرات جملة. والله تعالى أعلم