ما حكم أخذ أجرة على الأذان

ما حكم أخذ الأجرة على الأذان؟

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين وبعد..
فإن من المعلوم أنه تؤخذ الأجرة على العمل ، والأذان عمل من الأعمال وقد تغير الحال في هذا الزمن فلو لم يعين المؤذنون لتعطلت المساجد ، هذا وقد اختلف الفقهاء في أخذ الأجرة على الأذان .
قال الأمام ابن عابدين الحنفي : (عدم حل أخذ الأجرة على الأذان والإمامة رأي المتقدمين، والمتأخرون يجوزون ذلك على ما سيأتي في الإجارات) الدر المختار وحاشية ابن عابدين رد المحتار (4/220).
وقد قال الإمام ابن قدامة (فصل: ولا يجوز أخذ الأجرة على الأذان في ظاهر المذهب وكرهه القاسم بن عبد الرحمن، والأوزاعي، وأصحاب الرأي وابن المنذر؛ ... وحكي عن أحمد رواية أخرى: أنه يجوز أخذ الأجرة عليه. ورخص فيه مالك، وبعض الشافعية؛ لأنه عمل معلوم، يجوز أخذ الرزق عليه، فجاز أخذ الأجرة عليه، كسائر الأعمال، ولا نعلم خلافا في جواز أخذ الرزق عليه.
وهذا قول الأوزاعي والشافعي؛ لأن بالمسلمين حاجة إليه، وقد لا يوجد متطوع به، وإذا لم يدفع الرزق فيه يعطل، ويرزقه الإمام من الفيء؛ لأنه المعد للمصالح) المغني لابن قدامة (1/ 301) .
وعليه فيجوز أخذ الأجرة على الأذان ولا شيء في ذلك أخذا برأي من أجاز؛ لأنه أصبح عملا كالأعمال ، والمسلمون محتاجون لذلك ، اسأل الله أن يجعلني وإياكم من المعظمين لشرائعه ، وبهذا يُعلم الجواب إذا كان الحالُ كما وَرَدَ بالسؤال، والله تعالى أعلى وأعلم" .