أغنياء لا يؤدون زكاة المال
-
23-4-2018 | 10:36
هناك أقوام أغنياء لا يؤدون زكاة أموالهم فهل هم آثمون؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
أولا ما معنى الزكاة؟
الزكاة في اللغة: الزكاة من الزكاءِ، والنماء، والزيادة، سميت بذلك لأنها تثمر المال وتنميه (1).
أما تعريفها في الشرع:
"هي حق واجب في مال مخصوص لطائفة مخصوصة في وقت مخصوص"(2).
والزكاة فرض عين على المسلم تجب في ماله مادام ناميا بالغا للنصاب وحال عليه الحول.
وفضل الزكاة عظيم قال تعالى "وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ" [سبأ:39]، وروى (مسلم في صحيحه [2588]) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما نقصت صدقةٌ مِن مال، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله"
ومنعها كبيرة من الكبائر قال تعالى: "والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم* يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون"
قال بعض المفسرين في قوله تعالى السابق إنما خص هذه الأعضاء بذكرها دون غيرها لأن السائل إذا جاء إلى رب المال تغير وجهه فيسأله ثانيا فينحرف بجنبه فيسأله ثانيا فيوليه ظهره قال الإمام فخر الدين الرازي ظاهر الآية أنهم يكوون بجميع المال لا بقدر الزكاة فقط لتعلقها بجميع المال الثانية
وعن أبِي هُرَيْرَةَ رَضيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ آتَاهُ اللهُ مَالاً فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ، مُثِّلَ لَهُ مَالُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ شُجَاعاً أقْرَعَ، لَهُ زَبِيبَتَانِ، يُطَوَّقُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، ثُمَّ يَأخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ، يَعْنِي بِشِدْقَيْهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أنَا مَالُكَ، أنَا كَنْزُكَ» ثُمَّ تَلا: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ} الآيةَ. أخرجه البخاري.
وعليه فنهيب بهؤلاء الأغنياء أن يتقوا الله تعالى و يخرجوا زكاة أموالهم كي لا يقعوا في الإثم ثم يندمون بعد ذلك في يوم لا ينفع فيه الندم: "ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المساكين".
أجاب عنها مركز الأزهر العالمي للفتوي الإليكترونية.