المرأة المصرية العاملة.. حول السوشيال ميديا والذكورية


6-3-2017 | 09:24


حسام عبد القادر,

"المرأة المصرية العاملة.. مجرد أن تتخطب تفقد 25 بالمائة من مجهودها وبعد أن تتزوج تفقد 25 بالمائة الثانية وبعد أن ترزق بالأولاد تفقد باقي الـ50 في المائة المتبقية، إلا من رحم ربي، هذا رأيي مع كامل احترامي وتقديري للمرأة".كتبت هذا البوست يوم الجمعة 3 مارس، وعلى مدار عدة ساعات فقط حصل على 95 لايك، و43 تعليقًا، وشير واحد فقط كان من رجل.قررت بسبب هذا التفاعل الكبير أن أخضع هذا البوست لبحث سريع بما أن تفاعل الجمهور معه جاء كبيرا وسريعا، واستكمالا لدور السوشيال ميديا في تأثيرها على المجتمع وكيفية إجراء استطلاعات للرأي بسهولة من خلالها.وأعلم أيضا أن هناك مئات الأصدقاء قرؤا ولم يعلقوا، إما بسبب عدم اهتمامهم أو بسبب عدم رضاهم عن المكتوب، أو لعدم رغبتهم في التعليق أو المشاركة.انقسمت الـ 95 لايك إلى: 80 لايك، 6 ضحك، 3 حب، 3 اندهاش، 3 بكاء، ولا يوجد غضب والحمد لله، وعندما صنفت اللايكات بأنواعها وجدت أن 44 كانت لرجال و51 لايك للنساء، واعتبرت أن "التائبة لله" هي امرأة على اعتبار تاء التأنيث و"story story" أيضا أنثى على اعتبار القصة بها تاء تأنيث.وانقسمت التعليقات الـ 43 إلى 17 تعليقا من رجال و26 من نساء، هذا غير التعليقات الفرعية.وكان من طبيعي أن تأتي معظم تعليقات المرأة ضد ما كُتب في البوست، وطبيعي أيضا أن يعترض بعض الرجال على محتوى البوست من أجل دعم المرأة.ووجدت أن التعليقات جاءت متفاوتة بين مؤيد ومعارض، طبعا بعض الصديقات أبدين اعتراضهن واعتبرن رأيي يعبر عن الذكورية في المجتمع المصري، وهناك من الرجال من دافع عن المرأة –رغم أني لم أهاجمها- وهناك من مازحني على اعتبار أني دخلت "عش الدبابير" وأن "كده غلط علي"، هناك كثيرات من الصديقات ألقين باللوم على الرجل في أي إهمال للمرأة في عملها، وأعتبر هذا الرأي موافقة على ما كتبت، بغض النظر عن الأسباب ودون التقليل منها، وإحدى الصديقات اعتبرت أن الزواج يفقد المرأة نجاحها وحياتها، كما أن بعض الصديقات وإن كانت قلة وافقن على رأيي دون أي إضافة.كثيرون من الرجال والنساء طبقن تجاربهم الشخصية على رأيهم، فمن رأى نموذجا لامرأة عاملة ناجحة يرى أن كلهن ناجحات والعكس، والبعض يرى أن مساندة الأهل للزوجة هو من يجعلها ناجحة في عملها.صديقة أيضا –وهي من تلامذتي- تؤكد لي أنها فقدت مجهودها كله بعد الخطوبة، وهذه الصديقة بالذات تعرف رأيي هذا من فترة طويلة وكنت دائما أمازحها عندما خُطبت وأقول لها: "باقي لك كام بالمائة".وصديقة عزيزة كتبت تلومني لأنها تعتبرني مناصرا للمرأة، وهذا صحيح بالمناسبة، ولي مقالات عديدة تشهد بذلك، وليس معني أني كتبت هذا البوست أني ضد المرأة أو ضد عملها، هذا غير أني كتبت جملة "إلا من رحم ربي" وهي جملة تفيد أني لا أعمم، إلا أن معظم من قرأ لم يركز عليها.لا يمكن بأي حال من الأحوال التعميم، لأن كل امرأة هي حالة منفردة لا يمكن أن نقيسها على غيرها، وما كتبته هو من مشاهداتي عبر سنوات طويلة من العمل، وأعترف أن الرجل أحيانا يكون عاملا سلبيا تجاه المرأة، وأقول أحيانا، ولكن التأمل سمة هامة من سمات حياتنا، ونحتاج لمزيد من التأمل عن دور المرأة في المجتمع، وأتحدث عن المجتمع المصري، وهو حديث لن ينتهي مهما طال بنا الزمن.