انتفاضة جامعية بعد شكوى قنصل تركيا ضد "أستاذة" هاجمت أردوغان.. ومهاجمون: "لن نعود للعهد العثماني"


19-3-2017 | 21:09


محمود سعد

حالة من الغضب الشديد، عمت بالمجتمع الجامعي، خلال الساعات الماضية، بعد أن أعلن القنصل التركي بالإسكندرية، تقديم شكوى للدكتور عصام الكردي، رئيس الجامعة، ضد الدكتورة سميرة عاشور، الأستاذة بقسم اللغات الشرقية بكلية الآداب، انتقدت فيها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عبر صفحتها الشخصية، عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".ووصفت الدكتورة سميرة عاشور، الرئيس التركي بـ"الفرخة بدون ريش وعارية"، في إشارة منها إلى ما فعله أردوغان بجيشه خلال الفترة الماضية، عبر حسابها الشخصي، مما جعل القنصل التركي بالإسكندرية يقدم شكوى ضد الأستاذة الجامعية لرئيس الجامعة، وهو ما أثار غضب الوسط الجامعي، باعتبار هذه الشكوى تدخلا سافرا في شئون الدولة المصرية، وشئون الجامعات.وينص قانون تنظيم الجامعات، على استقلالية الجامعات، وكذلك نص الدستور بحق حرية الرأي والتعبير، سواء كان شخصا عاديا أو أستاذا جامعيا.وانتفض العديد من أساتذة الجامعات، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للرد على ما فعله القنصل التركي، بأن هذا العهد ليس عهدا للحكم العثماني، وأن الاحتلال العثماني راحت أيامه، ومنهم من طالبه بضرورة النظر في شئون دولته، وأن مصر بلد الحريات، وعليه النظر لحكم أردوغان.ومنهم من انتقد رئيس جامعة الإسكندرية، بعدم سرعة الرد على القنصل التركي، وتوضيح الأمر له، بأن هذا يعد تدخلا في الشئون المصرية، وأن مصر لن تقبل به، ومنهم من أكد، حرية الرأي مكفولة للجميع، دون تقييد.وقال الدكتور محمد كمال، المتحدث الرسمي للنقابة المستقلة للجامعات، إن على القنصل التركي الاهتمام بشئون رعايا دولته، وألا يتجاوز حدود عمله الدبلوماسي، وأن يراجع حكومته بشأن آلاف من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات التركية تم القبض عليهم، وفصلهم بعد تمثيلية الانقلاب الفاشلة التي قام بها أردوغان.وتابع كمال، أن من يرتضي سحل جنود جيش بلاده في الشوارع، وقتلهم علي يد ميلشيا النظام الحاكم، لا ينتظر منه إلا أن يكون "بوقاً" لمثل هذا النظام.وطالب المتحدث الرسمي للنقابة، من الدكتور عصام الكردي، رئيس جامعة الإسكندرية، الرد بشكل رسمي، ورفض هذه التجاوزات، وأن يجعل القنصل التركي يعرف حدوده، وإلا فليقدم استقالته من منصبه.ويري الدكتور عادل عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أن ما يكتبه الشخص، علي صفحات التواصل الاجتماعي " الفيسبوك - تويتر" يعد من قبيل الحرية الشخصية للتعبير عن الرأي الشخصي لصاحبه، ولا يمكن محاسبة أي شخص علي رأيه.وأكد المتحدث الرسمي لـ"التعليم العالي"، أن صفحات التواصل الاجتماعي، تعكس الآراء الشخصية لصاحبها، ولا يمكن أن يتم حرمان أي شخص منها.وقال الدكتور عبدالله سرور، وكيل مؤسسي نقابة علماء مصر، إن ما فعله القنصل التركي بشأن شكواه ضد الدكتورة سميرة عاشور، يعد تصرفا سخيفا، وغير لائق من السفير، ومخالف للدستور المصري، ولقانون ننظيم الجامعات، لافتا، إلى أن كان يجب على رئيس الجامعة أن يرفض هذا الخطاب فى بيان رسمى، وأن يرد الخطاب لصاحبه، ويبلغ وزارة الخارجية، وأن يستنكر قيام القنصل بالتجسس على حسابات الأساتذة.