رئيس "حقوق الإنسان" بـ"الجامعة العربية": نرصد الانتهاكات الإسرائيلية ونتواصل مع الهيئات الدولية لوضع حد لها


20-3-2017 | 01:42


حوار/ آمال إبراهيم

تعقد القمة العربية في نهاية الشهر الحالي بالأردن لبحث العديد من الملفات الساخنة على الساحة العربية والدولية وكيفية القضاء على تنظيم داعش الإرهابي والحفاظ على حقوق الإنسان داخل الوطن العربي.. "الأهرام" التقت هادى بن على اليامى رئيس لجنة حقوق الانسان العربية بجامعة الدول العربية، خلال التحضير للقمة للتعرف منه على دور لجنة حقوق الإنسان في هذا التوقيت الذ تمر به الأمة العربية، فكان لنا مهع هذا الحوار.
ماهى لجنة حقوق الانسان العربية وما المهام التى تقوم بها اللجنة وأهم الإنجازات التى قمت بها أثناء توليك رئاسة لجنة حقوق الإنسان العربية لمدة دوريتين على التوالى؟
لجنة حقوق الانسان العربية هى لجنة عربية مستقلة منبثقة من جامعة الدول العربية أنشأت بموجب أحكام الميثاق العربي لحقوق الإنسان الذى يقر من قبل القمة العربية فى تونس سنة 2004 ونصت أحكام الميثاق العربى على إنشاء لجنة عربية مستقلة مكونة من 7 أعضاء ترشحهم دولهم المصادقة على الميثاق ويتم انتخابهم من جانبها داخل جامعة الدول العربية، وقد تشرفت أن أكون أول مرشح سعودي لعضوية هذه اللجنة بعد مصادقة المملكة على الميثاق العربي وانتخبت من الدول الاطراف بالميثاق كعضو باللجنة، ومنذ انتخابي باللجنة ساهمت مع زملائى السابقين فى الدورة السابقة اللذين ساهموا فى بنائها على قلب واحد واتمنى انا وقد ساهمت مع زملائى فى الدورة الماضية والحالية في تعزيز مسيرة هذه اللجنة وتعزيز استقلالها في ظل ما تضمنه الميثاق من أحكام تمنح الحصانة لأعضائها لكي يمارسوا مهامهم بحرية وإستقلاليه وشفافية وبدون ضغوط او تأثير من اى دولة من الدول على إعتبار ان العضو بعد انتخابه لا تمثل دولته ولكن يمثل نفسه كخبير مستقل يبدى رأيه فى الجانب الحقوقى وبناء عليه قطعت اللجنه شوط طيب وبدأت من حيث انتهت الاليات المماثلة وهذه اللجنة عمرها 8 سنوات والان 14 دولة صادقت على الميثاق و10 دول قدمت تقاريرها وتم مناقشتها بوضوح واستقلالية واصدرت ملاحظتها على كل الدول العربية المصادقة وأعتقد ان هذا هو المنجز أن كل الدول العربية تتفاعل مع اللجنة ومن محاسن الصدف ان هذا الاسبوع أبلغت اللجنة أن مورويتانيا وتونس فى الطريق للمصادقة وان شاء الله سوف يكتمل العقد العربى قريبا بعد مصادقة باقى الدول.
بعد زيارتك للجمهورية الاسلامية المورتانية ماهى النتائج المترتبة على هذه الزيارة ؟بعد انتخابي رئيساً للجنة خلال الفترة الماضية رأيت مع زملائي أعضاء اللجنة أن نعمل على تعزيز هذه الالية وتعزيز دورها فى الوطن العربى بشكل أوسع وتعزيز الثقة بينها وبين الدول العربية المصادقة من جهه ومع الدول العربية غير المصادقة من جهة اخرى لنسجل ونرصد المرئيات حول أسباب تأخر تلك الدول في المصادقة وذالك من خلال اعداد برنامج لزيارة تلك الدول وومنه مصر والمغرب وتونس وجيبوتي وآخرها زيارتنا لموريتانيا تم خلاله الالتقاء بعدد من المسئولين عن حقوق الانسان وبعض المنظمات المدنية المعنية وأجرينا حوار حول موضوع المصادقة على الميثاق العربى واهمية مصادقة تلك الدول على الميثاق وكان تفاعل الحكومة المورويتانيه والتونسية أمراً لافتاً ومقدراً. وبالتاكيد سيعقبها باذن الله دول اخرى.
ماذا عن مشاركة لجنة حقوق الانسان العربية فى مؤتمر مواجهه الصراع فى المنطقة العربية ؟اللجنة حريصة دائما على الانفتاح على كل الاليات العربية والمشاركة فى كل المؤتمرات والمناشط الخاصة بحقوق الانسان فكان من ضمن هذه الفاعليات هذا المؤتمر التى اقيم فى قطر وشاركت فية جامعة الدول العربية وعدد من مسئولي حقوق الانسان في الدول العزبية واللجنة دائما تسعى لتعزز العمل العربى المشترك المتعلق بحقوق الانسان . و اللجنة ترى ان حقوق الانسان وتعزيزها هي احدى وسائل تحقيق الاصلاح وبناء الدول ومواجهة اعمال العنف والارهاب وقطع الطريق على اصحاب اجندة التدخلات الخارجية في الشؤون العربية
ما رأيك فى العملية العسكرية عاصمة الحزم ؟المملكة العربية السعودية تنطلق من سياسة عدم التدخل فى سيادة اى دولة عربية او غيرها ولكن ما حدث فى اليمن من أنقلاب على الشرعية وايضا استغاثة وطلب الرئيس اليمنى والحكومة اليمنية الشرعية من المملكة التدخل لمساعدتها لإعادة الشرعية لليمن، وايضا استشعرت المملكة استشعار صريحاً وواضح للعيان أن بعض الدول المجاورة وأسميها بأسمها وهو ايران حاولت ان تستخدم للاسف اليمن كمنصة للاستهداف الامن القومى العربى وبالذات أنطلاقا من المملكة العربية السعودية ولذلك كان صدور أمر خادم الحرمين الشريفين بإطلاق عاصفة الحزم لإعادة الشرعية وتمكين المواطن اليمنى من تقرير مصيرة وخاصة بعد صدور قرارات مجلس الأمن تؤكد على أهمية عودة الشرعية و أنهاء الانقلاب.
واللجنة و بناء على دعوة الحكومة اليمنية قامت بزيارة لمدينة عدن وعدد من المحافظات اليمنية وأطلع فريق العمل على حقوق الانسان فى عدن والمناطق المجاورة وبالفعل تم رصد انتهاكات كبيرة وجسيمة فى حق الشعب اليمنى واعد تقرير اللجنة وقدم للمفوض السامى ولمجلس الجامعة على المستوى الوزراي .مع تأكيد اللجنة على الحل السياسى الذى يحفظ لليمن كرامتها وحريتها وفق القرارات الاممية والمبادرة الخليجيه . مع ضرورة الزام الحركة الانقلابية في اليمن بفتح المنافذ على عدد من المحافظات اليمنية .مع اهمية تقديم المساعدات الانسانية وفتح منافذ لوصول المساعدات .مع الاشادة بما يقدمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الانسانية وعدد من المنظمات الانسانية .حدثنا عن مشاركة اللجنة فى الاجتماع وزراء العرب الاخير ؟اللجنة أحدى الاليات المنبثقة من جامعة الدول العربية تقدم تقريرها للمجلس الوزارى بشكل سنوي والذي يتضمن كل ما تم انجازة خلال الفترة الماضية لذلك كانت اللجنة حاضرة فى ذلك اللاجتماع المهم وقدمنا تقريرنا بشكل موسع حظى باهتمام المجلس الوزارى وصدر قرار المجلس بشكر للجنة على مجهوداتها وصدر قرار ايضا بشكر الدول التى تعاونت مع اللجنة وخاصة الاردن الجزائر واالسعودية والكويت على تقديم تقاريرها خلال عام 2016 ما دور لجنة حقوق الانسان العربية فى ظل الانتهاكات التى تندى لها الجبين فى الدول العربية الشقيقة مثل سوريا والعراق واليمن وفلسطين؟ قدرنا فى ىهذه اللجنة أن نعمل في ظل هذه الظروف الصعبة التى تمر بها عدد من البلاد العربية وبالذات فلسطين ونحن نتواصل مع الجهات المختصة بدولة فلسطين باعتبارها احد ألدول المصادقة على الميثاق لتقديم تقريرها للجنة حول حالة حقوق الانسان فيها وما تتعرض له من انتهاكات من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلية كما نتشارك مع الجامعة العربية وبالذات اللجنة العربية الدائمة لحقوق الانسان في رصد الانتهاكات الاسرائيليه للقانون الدولي الانساني والقانون الدولي لحقوق الانسان ونتواصل مع الهيئات والاليات الدولية والاقليمية النظيرة لوضع حد للانتهاكات الصارخة التي يرتكبها الكيان الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
ويعلم الجميع أن بعض الدول العربية التى تمر بأضطرابات سياسية وهذه اللاضرابات لا شك انها سيتبعها انتهاكات بحقوق الانسان ولذلك اللجنة تابعت بأهتمام بالغ كل الملفات الحقوقية فى الوطن العربى وبقدر المستطاع المشاركة فى امكانيتها المتاحة وكان من ضمن المشاركات اللجنة فى سوريا شاركت وزميلين ضمن البعثه العربيه ضم انا وعدد من الزملاء وكلفنا بمتابعة ملف السجون والمعتقلين فى سوريا والتقينا ببعض المعتقلين فى سجن عدره وكل السجون اثناء البعثة العربية واطلعنا ووثقنا بالصور وللاسف الانتهاكات جسيمة ويندى لها الجبين وانا اعتقد أنها ترتقى لجرائم ضد الانسانية واللجنة تطالب بانصاف المتضررين والمعذبين والمعتقلين اللذين تعرضوا للاعتداء الوحشى فى سوريا واليمن وفى اى قطاع من القطاعات التى تتجاوز الجانب المعيار الحقوقى وايضا نتابع ملف ليبيا ومحاولة ايجاد حل سياسى وودى .بنهاية حواري معكم أود التأكيد على أهمية الميثاق العربي لحقوق الإنسان بوصفه الاتفاقية العربية الاقليمية المعنية بتعزيز وحماية حقوق الانسان واعتقد أن لجنة حقوق الانسان العربية مع المحكمة العربية لحقوق الانسان التي اتوقع ان تدخل حيز النفاذ خلال الفترة الماضية سيشكلان جناحي المنظومة العربية لحقوق الانسان ولذا وجب على الدول العربية والامانة العامة لجامعة الدول العربية والمؤسسات الوطنية العربية لحقوق الانسان والمنظمات العربية غير الحكومية والمجتمع المدني الاهتمام بهذه الاليات ومساعدتها على النجاح في تحقيق اهدافها لما سينعكس ذلك من ايجابيات على حالة حقوق الانسان في عالمنا العربية والارتقاء بسيادة القانون والمضي قدما نحو قيم العدالة والمساواة والحرية .