العمل بشكل دائم ومستمر، الانقطاع إلي حد كبير عن الأهل والأقارب والأصدقاء، أن تكون عرضة للخطر في أي وقت أمر يظل في مخيلتهم جميعًا، وواقع يتعايشون معه بشكل يومي، هذه الصورة تكاد تكون قريبة من المشهد الحقيقي للواقع الذي يعيشه العاملون في البترول في حقول الصحراء، وصورة حية لا يكاد يألفها غيرهم، ولا يعرفها سواهم، ولا يعيرها انتباهًا إلا من اقترب منهم وعايشهم ولو لفترة قصيرة.هنا في حقل السلام (ضمن حقول شركة خالدة للبترول) الواقع في الصحراء الغربية، ترى أسرًا تكونت وصداقات تآلفت يستعيضون بها ما يفقدونه في أثناء عملهم، عدم القدرة علي التواصل مع أحد لضغوط العمل الهائلة التي تقع علي كواهلهم التي تصل لـ12 ساعة يوميًا قابلة للزيادة علي حسب متطلبات العمل.الصورة الذهنية عن العاملين في قطاع البترول عند كثيرين تكاد تقتصر علي حياة الرفاهية المادية والعملية، ولا أحد يحاول رصد صورة ذلك الواقع، صحيح، أن تلك الشركات تحاول جاهدة توفير سبل العيش الكريم للعاملين بها لردع أية مشكلات تواجههم حتي لا تؤثر في بيئة عملهم تلك، لأنه وببساطة لا مساحة للأخطاء، فالخطأ الواحد لأحدهم يعد كارثيًا بما تحمله الكلمة من معني.